الدولة الكذابة..

«اكذب حتى تصدق نفسك».. إسرائيل تحصل على لقب أكثر دول العالم كذبا وتضليلا

السبت، 27 يوليو 2024 06:00 م
«اكذب حتى تصدق نفسك».. إسرائيل تحصل على لقب أكثر دول العالم كذبا وتضليلا
محمود على

- إسرائيل تحصل على لقب أكثر دول العالم كذبا وتضليلا.. وتسير على سياسة «اكذب حتى تصدق نفسك»

- تل أبيب تستخدم الإعلام العبرى كمنصة لإطلاق الأكاذيب والروايات المفبركة ضد مصر.. والهدف: التغطية على الفشل العسكرى فى غزة
 
«ما بنى على باطل فهو باطل» مهما طال الزمن، ولو استمر سنوات وسنوات، قاعدة نستخدمها دائما فى الحكم على قضايانا اليومية، ولكنها تتجسد بكل مفاهيمها وشكلها فى الاحتلال الإسرائيلى، الذى بنى على كذبة منذ نشأته فى منطقة الشرق الأوسط قبل 76 عاما، معتمدا على الروايات المفبركة وإطلاق الأكاذيب والشائعات فى حملات الدفاع عن كيانه الوهمى، والآن يستمر فى لى الحقائق بشكل فج لتبرير جرائمه اليومية فى قطاع غزة والمستمرة منذ ما يقارب الـ10 أشهر.
 
منذ بداية العدوان الغاشم على قطاع غزة فى أكتوبر الماضى، وتستمر إسرائيل فى إطلاق حملات من الأكاذيب والتشويه مستخدمة كل منصاتها الإعلامية ومنصات الدول الحليفة للترويج لروايات مزيفة، للاستمرار فى حملتها الإجرامية التى تصنف بأنها جريمة إبادة جماعية ضد سكان غزة المحاصرين، فى الوقت نفسه لم يسلم الدور المصرى من هذه الافتراءات الإسرائيلية، فعلى مر الشهور الماضية حاولت تل أبيب النيل من كل المجهودات الكبيرة التى تقدمها القاهرة للحد من الأزمة الإنسانية المتفاقمة فى القطاع جراء العدوان على غزة.
 
وكانت آخر تلك الأكاذيب والافتراءات التى حاولت فيها وسائل الإعلام الإسرائيلية استهداف الدور المصرى، هو ما تناولته حول وجود اتفاقات أو تفاهمات مصرية مع إسرائيل بشأن محور فيلادلفيا، وهو ما نفته مصر جملة وتفصيلا، وقال مصدر رفيع المستوى إن «كل الادعاءات بشأن محور فيلادلفيا تأتى فى إطار سعى الطرف الإسرائيلى للتغطية على فشله العسكرى المستمر بقطاع غزة»، موضحا أن مصر أكدت ضرورة انسحاب القوات الإسرائيلية من معبر رفح من الجانب الفلسطينى، حتى يمكن إعادة تشغيله مرة أخرى، مثلما أكدت تمسكها بحتمية الانسحاب الإسرائيلى الكامل من محور فيلادلفيا.
 
فى السياق نفسه، نفى مصدر رفيع المستوى ما تداولته تقارير إعلامية عن إقلاع طائرة استخبارات أمريكية من مطار شرم الشيخ بهدف تنفيذ طلعات استخباراتية ومسح فوق الحدود الفلسطينية - المصرية، لافتا إلى أن مثل هذه التقارير عارية تماما عن الصحة ومحض أكاذيب.
 
وبلغ الكذب أيضا الإسرائيلى مداه، حين زعمت وسائل إعلام إسرائيلية قيام رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو باستخدام مطار العريش للوصول إلى معبر رفح البرى، وهو ما نفاه أيضا مصدر مصرى رفيع المستوى شكلا وموضوعا، وقال «إن وسائل الإعلام الإسرائيلية لا تزال تمارس أكاذيبها للتغطية على فشل حكومتها فى إدارة ملف غزة»، مشددا على أن مصر تجدد تأكيدها لجميع الأطراف على ضرورة التوصل لاتفاق نهائى بشأن إقرار الهدنة فى غزة.
 
وبسبب حجم الأكاذيب التى تطلقها إسرائيل يوميا خلال حربها على غزة، استحقت الإدارة الإسرائيلية أن توصف بأنها الإدارة الأكثر كذبا على مر التاريخ، والهدف من ذلك تبرير الجرائم غير الإنسانية التى اقترفتها فى حق المدنيين من أبناء الشعب الفلسطينى والانتهاكات المتعمدة للقانون الدولى والإنسانى، فمن ضمن الأكاذيب الأخرى التى أطلقتها إسرائيل وإعلامها لتشويه الدور المصرى، كانت أمام محكمة العدل الدولية بعدما ادعت كذبا عبر طاقم دفاعها فى لاهاى أنها ليست مسئولة عن إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وأن عبور المساعدات مسؤولية مصر، وهو الاتهام الباطل الذى نفته القاهرة بالأدلة والراهين.
 
كما أدعت إسرائيل زعما أن تهريب الأسلحة لحركة حماس يتم عبر معبر رفح الدولى، بعد أن زعم وزير مالية نتنياهو أن إمدادات الحركة بالذخيرة تمر بشكل كبير عبر مصر، محملا القاهرة مسئولية كبيرة عما حدث يوم السابع من أكتوبر، لكن حينها ردت مصر على تلك الأكاذيب، وقالت إن استمرار إطلاق أعضاء حكومة اليمين الإسرائيلية أكاذيب عن مصر يأتى ضمن مسلسل الهروب الكبير.
 
وبعد أن اتخذت القاهرة خطوة نحو الانضمام إلى جنوب أفريقيا فى دعواها المرفوعة أمام محكمة العدل الدولية والتى تتهم إسرائيل بارتكاب جريمة إبادة جماعية خلال عدوانها على القطاع، حاولت تل أبيب عبر إعلامها التشكيك فى الإجراء المصرى عبر نقل بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية تقارير تؤكد تراجع القاهرة عن تلك الخطوة، لكن اكتشف سريعا أنها كذبة جديدة ضمن أكاذيب إسرائيل المستمرة ما دفع القاهرة إلى التأكيد بأنه لا صحة لما نشرته وسائل إعلام إسرائيلية فى هذا الشأن.
 
أكاذيب إسرائيلية أخرى كانت ضمن الأكثر سخرية على الإطلاق، منها عدم معارضة القاهرة التوغل العسكرى فى رفح، ومزاعم حول إفشالها مفاوضات الهدنة، وبعضها حول مسئولية مصر عن غلق معبر رفح، وكلها ثبت أنها افتراءات لا أساس لها من الصحة.
 
وتعتبر مصر إحدى أبرز الدول الداعمة للسلام والاستقرار، مقدمة كل ما فى وسعها خلال الفترة الماضية على نزع فتيل الأزمة، بالتحرك منذ اللحظة الأولى لصالح التخفيف عن الشعب الفلسطينى، فضلا عن تهيئة الظروف والأجواء لدفع مفاوضات التهدئة فى غزة إلى الأمام من أجل الوصول إلى اتفاق يقضى بوقف إطلاق النار وتبادل المحتجزين.
 
ولم تقف الأكاذيب عند هذا الحد، فالكاتبة الإسرائيلية الصهيونية كارولين جليك التى تعيش فى الولايات المتحدة وتحمل جنسيتها كانت أيضا من ضمن الأقلام الإسرائيلية التى حاولت تشويه دور الدولة المصرية بترويج مزاعم بانتهاك مصر للقانون الدولى دون تقديم أى دلائل أو قرائن على أكاذيبها، فى الوقت التى تغافلت فيه عن جرائم إسرائيل فى غزة من استهداف المدنيين، وقصف المستشفيات ومدارس الأونروا، وممارسة حكومة المتطرفين بقيادة نتنياهو أبشع الجرائم بتجويع أبناء الشعب الفلسطينى ومنع وصول المساعدات الإنسانية، فضلا عن احتجاز جثامين مئات الأسرى الفلسطينيين وسرقة الأعضاء البشرية والجلود من جثامين أبناء الشعب الفلسطينى.
 
وقبل أسابيع زعم جيش الاحتلال العثور على نفق كبير على بعد 100 متر من معبر رفح الحدودى مع مصر، الأمر الذى استدعى رد حاسم من جانب القاهرة بنفى صحة ما ذكرته وسائل إعلام إسرائيلية والتأكيد على وجود محاولات إسرائيلية مستمرة بتصدير الأكاذيب حول الأوضاع الميدانية لقواتها فى رفح بهدف التعتيم على فشلها عسكريا وللخروج من أزمتها السياسية، واعتبرت القاهرة هذه الأكاذيب أنها تعبر عن حجم الأزمة التى تواجهها الحكومة الإسرائيلية.
 
وتسود ثقافة الكذب الإسرائيلية حتى قبل 1948، حيث تعتمد تل أبيب على سياسة إطلاق الادعاءات الواهية تارة لإثارة التعاطف الدولى وتارة أخرى لتفادى المسئولية عن ارتكاب أى أعمال وحشية نفذتها ضد الفلسطينيين، فهى من روجت لأكذوبة (فلسطين أرض بلا شعب لشعب بلا أرض) محاولة أن تؤسس لمزاعم واهية ترددها لسنوات وسنوات بأن فلسطين ملك للشعب اليهودى، على الرغم من أن الهجرة اليهودية للأراضى المحتلة بدأت فى القرن التاسع عشر.
 
كما أن إسرائيل استخدمت الأسلوب ذاته فى زمن النكبة، فعلى الرغم من إجبار الميليشيات الصهيونية الفلسطينيين على ترك منازلهم والرحيل، اختلقت تل أبيب روايات مزيفة تزعم بأن الفلسطينيين نزحوا من تلقاء أنفسهم، محاولة أن تطمس الحقائق وتتلاعب بالمعايير، مدعية أنها لم تسع أبدا للحروب وأن الظروف وضعتها وسط منطقة ملتهبة وكأنها «ضحية» تحاول الدفاع عن نفسها.
 
وتضمنت الأكاذيب الإسرائيلية أيضا على مر الشهور الماضية اختلاق روايات وهمية حول هجوم الفصائل الفلسطينية على المستوطنات الإسرائيلية، وهو ما كشف كذبه بعد أيام من واقع ما رصدته الصحف العالمية وعلى لسان الإسرائيليين نفسهم، فبعد 3 أيام من هجوم حركة حماس، خرج جيش الاحتلال الإسرائيلى ليروج إلى رواية مفادها أن «40 طفلا إسرائيليا قتِلوا مقطوعى الرأس»، وقال أحد الضباط الإسرائيليين للصحفيين الذى اصطحبهم جيش الاحتلال فى جولة فى أعقاب الهجوم إن الأطفال تم تعليقهم على حبل الغسيل، كما زعم أن الفصائل الفلسطينية وضعت الأطفال فى الأفران وأشعلوا الأفران وهم بداخلها».
 
لكن اكتشف بعد ذلك أنها كلها افتراءات وأكاذيب وروايات مختلقة من جانب جيش الاحتلال وقادة الحكومة اليمنية المتطرفة، فصحيفة لوموند الفرنسية وبعض الصحف، نشرت تقارير كذبت فيه ادعاءات نتنياهو عن قطع رؤوس الأطفال، مشيرة إلى أن قادة إسرائيل اعتمدوا فى خطاباتهم على مبالغات ليس لها أساس من الصحة.
 
صحيفة لوموند أكدت أن أعضاء إحدى المنظمات اليهودية المتطرفة كانت وراء نشر الشائعة، فى محاولة للاستفادة من «المأساة» لجذب التبرعات، ورغم أن الرئيس الأمريكى جو بايدن شارك فى نشر تلك الأكاذيب ووقع فى فخ الترويج لرواية مختلقة، لكن اضطر البيت الأبيض إلى توضيح أن بايدن قرأ القصص فى التقارير الإخبارية ولم ير بنفسه أى صور أو لقطات، وما يؤكد غياب أى دليل على صحة هذه المزاعم هو اعتذار مراسلة «سى. إن. إن» عن نشر تلك الرواية، بعد أن بدأ رواد مواقع التواصل الاجتماعى فضح تلك الصور وكشف تركيبها عبر الذكاء الاصطناعى.
 
استخدام الذكاء الاصطناعى فى نشر الأكاذيب، كان محاولة إسرائيلية لاستغلال كل أدواتها من أجل الانتصار فى الحرب الإعلامية التى لا تقل أهمية عن الحرب العسكرية، فيما بدا واضحا أن استخدامها لتلك الأدوات فى نشر أكاذيبها لاستهداف المنظمات الأممية هو هدف رئيسى أيضا لزيادة الضغط على الأزمة الإنسانية فى قطاع غزة، حيث زعمت أن عناصر عاملة بوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) شاركوا فى هجمات 7 أكتوبر، وزعم مسئول إسرائيلى أن «المؤسسة ككل هى ملاذ لأيديولوجية حماس، الأمر الذى دفع عدة دول غربية بتعليق المساعدات للأونروا رغم أن تل أبيب لم تقدم أى أدلة لدعم ادعاءاتها.
 
لكن سرعان ما كشف كذب الادعاءات الإسرائيلية حول مشاركة أعضاء فى الأونروا بهجمات 7 أكتوبر، حيث وصفتها صحيفة الجارديان البريطانية أنها «كانت كذبة بالغة الأهمية لدرجة أنها ساعدت فى إرساء الأساس لمجاعة مدمرة ومستمرة من صنع الإنسان داخل قطاع غزة».
 
وعادت الجارديان ونشرت فى مقال لأحد كتابها ووصفت الادعاءات الإسرائيلية بأنها كلها أكاذيب ملفقة، وقالت: «لقد كانوا جميعا مخطئين، كل ما كان ينشر كان كذبا ودعاية إسرائيلية، وهناك بعض من أعضاء الحزبين الجمهورى والديمقراطى كرروا بشكل أعمى مزاعم حكومة نتنياهو التى لا أساس لها من الصحة بشأن الأونروا».

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة