حروب الجيل الرابع والخامس الخطر الدائم.. القاهرة أول من حذرت من خطورة السوشيال ميديا فى تدمير البلاد بتزييف الحقائق وترويج الشائعات لخلق الإحباط والتشكيك فى المؤسسات

السبت، 27 يوليو 2024 02:00 م
حروب الجيل الرابع والخامس الخطر الدائم.. القاهرة أول من حذرت من خطورة السوشيال ميديا فى تدمير البلاد بتزييف الحقائق وترويج الشائعات لخلق الإحباط والتشكيك فى المؤسسات
دينا الحسينى

تدرك الدولة المصرية تماما خطورة التطور السريع لأشكال حروب الجيل الرابع والخامس، وتأثيراتها المضللة للوعى، والتى تستهدف فى المقام الأول هز ثقة المواطن فى الدولة ومؤسساتها وأجهزتها الأمنية، لذا شهدت القاهرة حراكا قويا فى مجال أمن المعلومات والشبكات، بالتزامن مع الاهتمام الدولى المتزايد بشأن أمن المعلومات، فى ظل ما تشهده بعض دول المنطقة من اختراقات أمنية للبنية التحتية والشبكات والمعلومات، نتيجة التطورات التكنولوجية المتسارعة، وإدراكا منها لخطورة هذه التهديدات.
وأولت الدولة المصرية اهتماما بالغا بهذا المجال، وسارعت باتخاذ العديد من التدابير والإجراءات، لتنظيم الفضاء الإلكترونى وحماية البيانات، وذلك ‏على جميع المستويات، حتى تصبح قادرة على التصدى للتحديات والمخاطر العالمية الناجمة عن التهديدات السيبرانية، على النحو الذى يدعم جهود الدولة فى بناء مصر الرقمية، والتى يتم من خلالها رقمنة الخدمات الحكومية، وتبنى المعاملات الرقمية.
وأثبتت الأيام صواب الرؤية المصرية، عندما حذرت مرارا وتكرارا من الهجمات السيبرانية، وحروب الجيل الرابع والجيل الخامس، التى باتت أخطر على المصريين من الإرهاب، الذى يستهدف مدنيين وأبرياء ورجال الدولة بقنابل ومتفجرات، وسيارات مفخخة، أو أحزمة ناسفة، ولخطورة هذه الحرب دائما ما يحذر الرئيس السيسى فى كل مناسبة من أضرار هذه الحروب، وكيف أنها اتخذت أشكالا غير مألوفة، ليتمكن مطلقوها من التسلل إلى العقول والتلاعب بالأفكار، واختلفت أدوات الحرب مؤخرا.
وأصبحت حروب الجيل الرابع والخامس من أخطرها، والتى تستهدف تزييف الحقائق، والتخطيط لهدم الدول من خلال ترويج الشائعات بهدف خلق نوع من الإحباط لدى المواطنين والتشكيك فى مؤسساتهم، فانتبهت الدولة لهذه المخاطر من خلال مواجهة الشائعات، مواجهة شاملة، وتبنى الرئيس عبد الفتاح السيسى هذه القضية منذ بداية توليه المسئولية، بل وأولها اهتماما خاصا، فى 2015 حذر من حروب الجيل الرابع، التى تستهدف تفكيك دول المنطقة، وأكد الرئيس أن حرب المعلومات والحرب النفسية، تدمر شعوبا ودولا دون أن تضع احتمالات لعودتها مرة أخرى، وطالب وقتها بدراسة ما سماها بحروب الجيل الرابع، التى تقوم على إطلاق الشائعات، واستخدام وسائل أعلام لإشعال الصراعات الداخلية.
وفى إبريل 2016، حذر الرئيس السيسى خلال لقائه مع ممثلى المجتمع المصرى بقصر الاتحادية من حروب الجيل الرابع والخامس، وواصفها بأنها حروب تحاصر مصر، قائلا: «فى حروب، وكتائب إلكترونية، وقصة كبيرة بتتعمل»، وفى 2019 خلال الندوة التثقيفية للاحتفال بيوم الشهيد، قال الرئيس السيسى : «إن السوشيال ميديا عالم خيالى، لا يمت للواقع بصلة، وأن المنصات الإلكترونية، يديرها مأجورون لإسقاط دول، وأن من يبث المعلومة من وراء الحاسب الآلى شخص مجهول»، محذرا من حروب الجيل الرابع والخامس، التى تستهدف تدمير عقول الشباب، التى لا تقل فى خطورتها عن حرب الطائرات والدبابات، وأن شائعات «فيسبوك» أخطر من طلقات الرصاص، هدفها كسر مفاصل الدولة بالتشكيك فى ولاء قيادتها، ولبث الفتن والشائعات والتقليل من حجم الإنجازات.
وفى 2021 خلال حفل تخريج دفعة جديدة من طلبة الكليات العسكرية، أن الحروب الجديدة، مثل حروب الجيل الرابع والخامس غير مبنية على التعامل بالسلاح فقط، ولكنها تعتمد على الفهم والوعى، وأن تلك الحروب ليست مبنية على التعامل بالسلاح فقط.
ويؤرخ الخبراء الأمنيون لظهور حروب الجيل الرابع فى مصر إلى عام 2000، حيث تركز هذه الحروب بشكل رئيسى على الهدم الداخلى بدلا من الهجوم الخارجى، وتهدف حروب الجيل الرابع إلى السيطرة على أفكار السكان والمدنيين، والتأثير عليهم من خلال استغلال العاطفة والتخويف، وليس من خلال الهجمات العسكرية المباشرة على القوات المسلحة للدولة.
ووفقا للخبراء، تهدف حروب الجيل الرابع إلى إفشال الدول وزعزعة استقرارها، ثم فرض واقع جديد بالإكراه على الدول المستهدفة، بما يجبرها على قبول مطالب العدو. ومن أبرز سمات هذه الحروب وأساليبها استخدام الإرهاب والتظاهرات، التى تُقدَّم كمسيرات سلمية، ثم تتحول إلى اعتداءات على المنشآت العامة والخاصة، كما تستخدم هذه الحروب «القوة الذكية» و«القوة الناعمة» لتأجيج الرأى العام، وخلق الاضطرابات.
وشهد الشرق الأوسط، بما فى ذلك الثورات العربية، تطبيقات مباشرة لحروب الجيل الرابع والقوة الذكية، لذا، يعتبر تعزيز الوعى والتحليل العلمى للأحداث الداخلية والإقليمية والدولية أمرا حيويا لمواجهة هذا النوع من الحروب، فالتأمين الوطنى، يتطلب وجود مؤسسات قوية ومتخصصة، حيث يشكل الوعى والبحث العلمى صمام الأمان لأى دولة تسعى للحفاظ على أمنها القومى.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة