زيارات وزير الصحة المفاجئة وتعديل أوضاع المستشفيات
الجمعة، 26 يوليو 2024 03:11 م
لطالما صرخ القلم من شكاوى المرضى بسبب إهمال العديد من المستشفيات في تقديم العلاج على أكمل وجه للمريض، وعدم التخاذل في تقديم الخدمة الطبية في أسرع وقت ، مطالبا بصحوة الضمير قبل أن يكون العمل هو من يحتم ذلك .
ناهيك عن المعاملة السيئة التي ينالها المرضى من بعض الأطباء وطاقم التمريض ، وما رأيناه من الإنسان والطبيب وزير الصحة والسكان الدكتور " خالد عبد الغفار" ، أثلج صدورنا منذ توليه حقبة الوزراة من زيارات مفاجئة للمستشفيات والتي كشفت كم الإهمال داخل المستشفيات بل والغش في صرف الأدوية لمن لا يستحق ، بالإضافة لتوافر المستلزمات الطبية بالمستشفيات ومع ذلك يجبر بعض الأطباء المرضى أن يخرجوا ويشتروا علاجهم ومستلزماته الطبية من خارج المستشفى وإن لم يستطع المريض شراء ما يضمد جراحه وتخفيف ألمه فلن يجد أهتماما ممن أطلق عليهم ملائكة الرحمة بدرجة طبيب !!
فقد قام الوزير بزيارة مفاجئة بتفقد مستشفى "أم المصريين العام"، وأبدى استيائه من سوء حالة النظافة العامة بالعيادات، وتكدس تقديم الخدمات الطبية داخل أحد مبانِ المستشفى ، وعلى أثر ذلك قام بطلب رئيس قطاع الطب العلاجي، وطالبه بسرعة إرسال لجنة لمستشفى أم المصريين، لوضع خطة عاجلة لإعادة تشغيل المستشفى وتنظيم الخدمات الطبية المقدمة بمختلف التخصصات، لحل مشكلة التزاحم والتكدس بين المواطنين، فضلاً عن توفير أسرة رعاية مركزة .
ثم نأتي لزيارته المفاجئة أيضا في ذات اليوم لمستشفى "بولاق الدكرور"، والتي كان على أثرها فضيحة أكتشاف واقعة صرف أدوية بالصيدلية لشخص غير المريض المتواجد بالمستشفى، ما جعل الوزير يطالب بالتحقيق في الواقعة واتخاذ الإجراءات القانونية حيال ذلك، ووجه بإرسال لجنة وإجراء عملية جرد للصيدلية من المنصرف والمخزون وفقًا للمستندات الرسمية ..
أما مستشفى العامرية والقباري بالأسكندرية قام بمفاجئتهم أول الشهر الجاري ولم يكن حالهم أفضل من سابقيهم من المستشفيات التي زارها الوزير فقام على أثرها بتحويل مديري الصيدليات في مستشفيي العامرية والقباري، للتحقيق بعد استماعه لشكاوى عدد من المرضى، بتأخر صرف الأدوية وقد وجد نقص في عدد أطباء الطوارئ بمستشفى العامرية فما كان من الوزير إلا أن يوجه بزيادة عدد أطباء الطوارىء، بالمستشفى ، وإعادة توزيع المرضى على الأسرة المتاحة بالمستشفى، وتشكيل لجنة لمراجعة وضع المستشفى، وتحديد كافة الاحتياجات المطلوبة، نظرا لكثافة التردد على المستشفى، وزيادة معدل التعامل مع الحوداث، لكونه على الطريق السريع ، ولم يعجبه الوزيرحال المرضى بمستشفى القباري حيث أشفق عليهم من معاناتهم من التكدس بالعيادات فوجه على الفور بزيادة عدد العيادات، وزيادة عدد الأطباء، وإعادة توزيع المترددين على الأماكن المتاحة..
وأضيف إلى ماسبق زياراته الأشهر الماضية لوحدة الرعاية الصحية الأولية بـ«العطف» بمركز العياط محافظة الجيزة ، وعلى أثرها وجه بإقالة مدير الرعاية الأساسية في مديرية الصحة بمحافظة الجيزة، وإحالة جميع العاملين بالوحدة ، للتحقيق الفوري، وتوزيعهم على المنشآت الطبية المختلفة ، ثم يأتي دور مستشفى حلوان العام لتنال حظها من الجزاءات وتحويل مدير صيدلية المستشفى والعاملين بها للتحقيق الفوري، وسرعة اتخاذ الإجراءات القانونية حيال ذلك، ومحاسبة المقصرين بعد التأكد من قيامهم بإبلاغ المرضى بعدم توافر الدواء، على الرغم من توافره بصيدلية المستشفى.
وقد انتهزت بعض النساء المترددات على قسم تنظيم الأسرة بنفس المستشفى فرصة وجود الدكتور خالد عبد الغفارليشكين له عدم توافر أحد أنواع وسائل تنظيم الأسرة فأكد لهن الوزير أن جميع الوسائل متوفرة ، واعدًا إياهن بأن كافة الوسائل بجميع أنواعها ستتوافر من صباح الغد في المستشفى ويمكنهن الحصول عليها .
الأمثلة كثيرة لا تكفى صفحات لسرد كم الإهمال بالعديد من المستشفيات كمستشفى بركة السبع بالمنوفية ، ومستشفى بلبيس المركزي والتي نالهما من الجزاءات وإقالات للمقصرين في عملهم ، وكلما تفقد الوزير المستشفيات على مستوى الجمهورية سيرى العجب فيها ، وما يتمناه الكثيرين هو استمرار وزير الصحة على نفس النهج للنهوض بالمنظومة الصحية في المجتمع ، ومحاسبة كل مقصرفذلك من أساسيات نجاح أي دولة .
ولعل باقي مستشفيات الجمهورية المتقاعسة في حق المرضى تتخذ ما تم بهذه المستشفيات من جزاءات مخزية عبرة لهم لتعديل أوضاعهم واتقاء الله في عملهم و حال المرضى ، لأنهم قد يتفاجئوا بزيارات مفاجئة مثل أقرانهم فينالهم نفس الجزاء ، وكل على قدر غفلته وهوانه في حق عمله والمرضى البسطاء الذين يطرقون أبواب المستشفيات الحكومية آملين أن يجدوا من ملائكة الرحمة ما يتمنون من الرحمة بآلامهم