الحوار الوطنى.. طوق نجاة
الخميس، 25 يوليو 2024 07:00 ص
للوهلة الأولى وعند تأمل مصطلح الحوار الوطنى يتبادر تلقائيا لذهنك اعلاء المصلحة العليا للوطن ، فكلمة الحوار تحمل في طياتها معنى الاخذ والعطاء .. والتباحث ،أن تسمعنى وأسمعك وهو مايلغى مفهوم الصوت الواحد والراى الواحد والقرار الواحد ..
هكذا تعشمنا في الحوار الوطنى مذ دعا له الرئيس السيسي منتصف 2022 ،ليكون متنفسا سياسيا للاستماع لكافة وجهات النظر انطلاقا من مبدأ الشراكة في وطن واحد ..يسع الجميع ويحتضن كافة الأفكار ،حتى من اختلف أو شذ عن الصف الوطنى تقوم مؤسسة الرئاسة باحتوائه واعادته عضوا نافعا في وطنه طالما لم يتورط في التخريب او حمل السلاح أو التحريض على هدم مقدارات الوطن او خيانته والولاء لغيره .
وجاءت مناقشات محور الحبس الاحتياطي التي تمخضت عن الافراج عن عدد لابأس به من السجناء ،لتكون طوق نجاة لهؤلاء وأسرهم ،حفاظا على عدم ضياع مستقبلهم ،وإعادة دمجهم في مجتمعهم ..وتأهيلهم نفسيا للعودة للحياة خارج الاسوار ..
ويدفعنا ذلك للتأمل في المزيد من العفو عن مزيد من السجناء (الذين لم يتورطو في جرائم إراقة دماء أو خيانة للوطن بالطبع)،لتعزيز مبدأ حرية الراى وحقوق الانسان ..فى وطن واحد يجمعنا مصير واحد ..نجتمع عليه ولا نتفرق الا عليه ..
وكل بصير يجب أن يعى خطورة ما تمر به منطقتنا من فتن ودمار ،وكل شيء يشى بالاتجاه نحو المجهول ،وليس أمامنا الا ان نتوافق ونتحد من اجل بناء وطننا ..
نعم ..فليس للإنسان إلا وطنه، فمهما غرَّب أو شرَّق ليس له من مكان يلجأ إليه سوى الوطن الذي ولد فيه ونشأ بين أحضانه، ولهذا يكون من الصعب مغادرة الوطن، فهو الهوية التي تسكننا ونسكنها في حال ضاقت بنا السبل، ومن هنا يجب التمسك به مهما كلفنا الثمن، حيث إن من أبرز مظاهر التمسك بالوطن هو حمايته من كل أشكال السقوط عبر مسببات مختلفة لعل من أبرزها الفتنة والفرقة بين أبناء الشعب الواحد.