انسحاب «البطة العرجاء».. هل تبحر الولايات المتحدة في مياه مجهولة؟
الإثنين، 22 يوليو 2024 02:27 مالسعيد حامد
مع توسع رقعة نيران الصراعات المسلحة المشتعلة في عديد من دول العالم، يأتي انسحاب الرئيس الأمريكي جو بايدن، من سباق الانتخابات الرئاسية الأمريكية، ليزيد الأوضاع التهابا على المستويين المحلي والدولي، فثمة عواصف عاتية على وشك أن تضرب المشهد السياسي العالمي بأكمله.
والأحد، أعلن الرئيس الأميركي، جو بايدن، انسحابه من السباق الرئاسي للانتخابات، منهيا حملته لإعادة انتخابه، على خلفية تشكيك قادة ديمقراطيون في قدراته الصحية، ما دفعهم لدعوته للانسحاب من السباق، خشية الخسارة أمام المرشح الجمهوري، دونالد ترامب.
وفي بيان نشره بايدن عبر حسابه على منصة (X)، قال إنه سينسحب من السباق على أن يكمل فترة ولايته رئيسا للبلاد، بعد أن تحدث عن «التقدم» الذي أحرزته إدارته في الولاية الأولى، كاشفا أنه «سيتحدث إلى الأمة»، في وقت لاحق هذا الأسبوع، ليكشف المزيد من التفاصيل بشأن القرار.
ويتوقع خبراء أن يعيد انسحاب بايدن تشكيل المشهد السياسي بطرق غير متوقعة، وأن يترك بصمات طويلة الأمد على المستوى المحلي والدولي، معتبرين أن القرار يمكن أن يُقارن جزئيًا بكل الحالات التاريخية التي انسحب فيها رؤساء أمريكيين من سباق الرئاسة، مشيرين في الوقت ذاته إلى أنه من المرجح أن يؤدي انسحاب بايدن، إلى إعادة تشكيل الديناميكيات داخل الحزب الديمقراطي، ويؤثر على السياسة الأمريكية الداخلية والخارجية.
وحظي إعلان «بايدن» انسحابه من السباق الرئاسي، باهتمام واسع من وسائل الإعلام الأميركية التي وصفت القرار بـ «التاريخي» و«الصادم»، مسلطة الضوء على تداعياته على الحزب الديمقراطي والمشهد السياسي الأميركي، بحسب قناة «الحرة الأمريكية».
وتباينت تغطية الإعلان بين التركيز على الأسباب الكامنة وراء القرار، وتأثيره على مستقبل الحزب الديمقراطي، والتحديات التي تواجه نائبة الرئيس كامالا هاريس، كمرشحة محتملة. كما ناقشت وسائل الإعلام تأثير هذا القرار على السياسة الخارجية الأميركية في الأشهر المتبقية من ولاية بايدن.
ويبدو أن تداعيات انسحاب الرئيس الديمقراطي، جو بايدن، لن تقتصر على الداخل الأمريكي، فالمشهد العالمي يموج بالصراعات والحروب، وربما ظهر هذا جليا في حديث وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، بعد ساعات من إعلان بايدن أنه لن يسعى لفترة ثانية.
وبعث بلينكن- وفقا لوكالة بلومبرج- رسالة واضحة للحلفاء والخصوم بأنه- أي بايدن- لا ينوي التراخي في الجهود الأميركية للتوسط في اتفاق هدنة بين إسرائيل وحماس، والضغط من أجل توفير المزيد من الأسلحة والتمويل لأوكرانيا، والتصدي للدعم الصيني للقوات الروسية المقاتلة هناك.
الرئيس الأمريكي الديمقراطي الأسبق، باراك أوباما، اعتبر أن الولايات المتحدة ستبحر في مياه مجهولة، في أول تعليق له على قرار الرئيس جو بايدن بالانسحاب من السباق الرئاسي، لكنه عاد وأكد ثقته في أن قادة الحزب الديمقراطي قادرون على خوض عملية يخرج منها مرشح متميز.
وترى وكالة أسوشيتدبرس، أن قرار بايدن يحقن العالم بمزيد من الشكوك وعدم اليقين في الوقت الذي يتعامل فيها قادة الغرب مع حربين في أوكرانيا وغزة، وبروز الصين في آسيا وصعود اليمين المتطرف في أوروبا.
وذهبت الوكالة إلى القول بأن حجم تحديات السياسة الخارجية التي تواجه الرئيس الأمريكي القادم توضح مدى تأثير التداعيات ما يحدث في واشنطن على باقي العالم.
وبحسب الوكالة، فإنه بمجرد إعلان بايدن انسحابه وتأييده لهاريس، سارعت إسرائيل لفهم ما يمكن أن تعنيه رئاستها المحتملة بالنسبة بالنسبة لهم في ظل تنامي العزلة الدولية لتل أبيب على خلفية حربها الوحشية في غزة.
وعلى صعيد الحرب الدائرة في أوكرانيا، من المتوقع أن يواصل أي مرشح ديمقراطي آخر- بحسب أسوشيتدبرس- إرث بايدن في الدعم العسكري القوي لكييف، إلا أن الإحباط من إدارة بايدن قد تنامى في أوكرانيا وأوروبا على خلفية بطء وتيرة المساعدات الأمريكية والقيود المفروضة على استخدام الأسلحة الغربية.