أزمة السودان تقف أمام العالم بلا حل .. 25.6 مليون سوداني يعانون الجوع الشديد
الإثنين، 22 يوليو 2024 01:30 مهبة جعفر
يعيش السودان أيام ماسأوية للغاية يعاني فيها الأطفال والنساء والشيوخ ليس فقط من الأوضاع الأمنية المنهارة ولكن أيضا من الأوضاع الإنسانية المتدهورة حيث يخيم شبح الجوع والأمراض والفقر، فعلى مدار عام وأكثر تشتعل الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبة العسكرية والتي أدت إلى مقتل الآلاف وتشريد الملايين.
في 15 من إبريل 2023 اندلعت اشتباكات بين الجانبين في الخرطوم ومدن أخرى، واستمر السكان في النزوح من الخرطوم العاصمة مع تصاعد الضربات الجوية التي نفذها الجيش والاشتباكات بالإضافة لعمليات النهب في العاصمة، كما هرع الدبلوماسيون والوافدون إلى المطارات والحدود ومناطق إخلاء أخرى في الأيام والأسابيع التالية.
وعلى مدار عام وأكثر فشلت المحادثات في التوصل إلى اتفاق لوقف القتال وتوسع نطاق الصراع ليشمل منطقة دارفور غرب البلاد التي تمكنت فيها قوات الدعم السريع من تحقيق المزيد من المكاسب في الأشهر التالية، كما اتهمت قوات الدعم السريع وميليشيات عربية موالية لها بارتكاب عمليات قتل بدوافع عرقية في ولاية غرب دارفور.
خلفت الحرب السودانية المزيد من القتلى والجرحي فضلا عن انهيار النظام الغذائي والأمني والصناعي وقدرت الخسائر المباشرة للاقتصاد السوداني خلال عام واحد من الحرب بمائة مليار دولار، وجرى تدمير 90% من المصانع، كما تعطل الإنتاج الزراعي بنسبة 65%، والقطاع الخدمي بنسبة 75% وفقد السودانيون نحو 14 ألف قتيل من المدنيين، وآلاف الجرحى والمفقودين، و11 مليون نازح ولاجئ.
ومع انتشار المجاعة في ربوع المدن السودانية أطلق حملة لإنقاذ السودانيين من الجوع، والتى حققت تفاعلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يعاني 25.6 مليون سوداني من الجوع الشديد، بينهم 755 ألف شخص في مرحلة المجاعة، ويقترب نحو 8.5 مليون شخص آخر من هذه المرحلة، وفقًا لأحدث تقرير عن الأمن الغذائي صدر في 27 يونيو الماضي.
بحسب صحيفة سودان تريبون، أطلقت منظمة الحارسات حملة لحشد دعم العالم لإنقاذ السودانيين من الجوع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، قبل أن تُدشنها رسميًا في مقرها الجديد بالعاصمة الأوغندية، كمبالا.
وناشد شيخ الطريقة القادرية المكاشفية السودانية، الأمين عمر الأمين، السودانيين في الخارج للتحرك والعمل من أجل إنقاذ العالقين داخل البلاد من شبح المجاعة، وقال: "الذين نجوا من السلاح، لن ينجوا من نار الجوع".
وشكا الأمين من انعدام الأمن في مناطق عديدة بأم درمان وإغلاق التكايا، ما ضاعف الضغط على مجهوداته التي تبناها بتقديم الطعام للمحتاجين منذ اليوم الأول للحرب.
وأنشأ متطوعون مطابخ جماعية تُسمى محليًا بـ "التكايا" لإطعام العالقين في مناطق النزاع، لكن بعضها توقفت مؤخرًا نتيجة لنقص الدعم المالي بسبب انقطاع الاتصالات وارتفاع أسعار السلع.
واقترح الشيخ الأمين على ملايين السودانيين دفع مبلغ دولار واحد لإنقاذ الجوعى، مؤكداً حدوث وفيات وسط المدنيين في أحياء الملازمين وأبو روف بأم درمان بسبب الجوع خلال الفترة الأولى للحرب، نتيجة لنفاذ المخزون المتوفر من المواد الغذائية في المنطقة.
وعن المفاوضات الأممية والعالمية لحل الوضع في السودان كشفت صحيفة تريبون سودان أن مباحثات جنيف برعاية الأمم المتحدة بين الجيش السوداني والدعم السريع أقرت مجموعة تعهدات أحادية بلا اتفاق إنساني.
ووفقا للصحيفة، عقد رمطان العممرة المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى السودان وفريقه نحو 20 جلسة مناقشات على حدة مع وفدي الحكومة و الدعم السريع خلال الفترة بين 11 – 19 يوليو في جنيف.
وقال العممرة إن الوفدين تحدثا خلال المناقشات عن مواقفهما بشأن عدد من القضايا الرئيسية في ضوء مسؤولياتهما، بما أتاح تعميق التفاهم المشترك.
وقال العممرة إن المناقشات التي عقدها في جنيف بشكل منفصل مع وفدي القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع كانت خطوة أولية مشجعة في إطار عملية طويلة ومعقدة.
وفي بيان صحفي، أعرب العممرة عن تفاؤله إزاء استعداد الجانبين للانخراط معه بشأن عدد من المسائل المهمة، والتعهدات التي قطعاها حول مطالب محددة قدمها إليهما في المناقشات.
وقال: "على الرغم من أن التعهدات الأحادية من الجانبين لا تعد اتفاقات مع الأمم المتحدة، فإنني أرحب بالتعهدات التي أعلنها أحد الجانبين اليوم بشأن تعزيزالمساعدة الإنسانية وحماية المدنيين".
وأضاف أنه يعتزم مواصلة الانخراط عن كثب مع قادة الجانبين لمتابعة تنفيذ التعهدات والتواصل معهم على صعيد القضايا الحرجة.
وذكر المبعوث الأممي أن الوضع الإنساني في السودان ما زال كارثيا ويتدهور كل يوم وشدد على ضرورة القيام بعمل عاجل لضمان وصول المساعدة الإنسانية إلى جميع المحتاجين وحماية كل المدنيين في السودان
من جانبه أبدى برنامج الأغذية العالمي قلقا بالغا إزاء تصاعد القتال في ولاية سنار جنوب غرب السودان، حيث تسبب العنف في نزوح أكثر من 136,000 شخص من ديارهم منذ اندلاع القتال في نهاية يونيو، وقد نزح العديد منهم للمرة الثانية أو الثالثة منذ بداية النزاع.
وقال نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق في مؤتمر إن برنامج الأغذية العالمي قدم حتى الآن المساعدة لنحو 46,000 شخص فروا إلى الدمازين والنيل الأزرق، و3000 شخص نزحوا إلى كسلا والقضارف.
وذكر أن القتال في سنار تسبب في قطع طرق الإمداد الرئيسية للغذاء والوقود إلى الولاية، مما حال دون وصول السكان إلى الاحتياجات الأساسية.