تحذيرات مصرية من اتساع رقعة الصراع بعد ضرب إسرائيل لميناء الحديدة
الإثنين، 22 يوليو 2024 12:36 مإيمان محجوب
بعد ضرب قوات الاحتلال الاسرائيلي ميناء الجديدة وفتح جبهة جديدة للصراع العربي الإسرائيلي بعيدا عن الأراضي الفلسطينية المحتلة، أعربت مصر، عن متابعتها بقلق بالغ للهجوم الإسرائيلي على الأراضي اليمنية، والتي تزيد من تصاعد حدة التوتر الحالي على كافة الجبهات.
وفي بيان صادر عن وزارة الخارجية، شددت مصر على أهمية تكاتف الجهود الدولية من أجل صون أمن واستقرار المنطقة، محذرة مما سبق وأن أشارت إليه من مخاطر توسيع رقعة الصراع في المنطقة على أثر تطورات أزمة قطاع غزة، وبما سيدفع الإقليم بأسره إلى دائرة مفرغة من الصراعات وعدم الاستقرار.
ودعت مصر كافة الأطراف لضبط النفس والتهدئة، وتجنب الانزلاق لفوضى إقليمية، مطالبة كافة الفاعلين على المستويين الإقليمي والدولي للاضطلاع بمسؤولياتهم من أجل إنهاء الحرب الإسرائيلية في غزة باعتبارها السبب الرئيسي في ارتفاع حدة التوتر والتصعيد الإقليمي الحالي.
ويأتى الاستهداف الإسرائيلى للمرافق الاكثر أهمية فى مدينة الحديدة، ميناء الحديدة، بعدما استهدفت مسيرة حوثية وسط تل أبيب ردا على مجازر إسرائيلى فى غزة، والرد الحوثى لضرب ميناء إيلات خلال الـ 48 ساعة الماضية، لتجسد تصعيدا عسكريات خطيرا فى المنطقة ويعد صورة واضحة على اتساع رقعة الصراع الذى حذرت من مغبته مصر ولاتزال.
كانت أخر التحذيرات المصرية تحذير أطلقه الرئيس عبد الفتاح السيسى يوليو الجارى خلال استقبال ويليام بيرنز، رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، حيث أكد على ضرورة اتخاذ خطوات جادة ومؤثرة لمنع اتساع رقعة الصراع فى المنطقة، كما شدد الرئيس على أهمية إنفاذ حل الدولتين، فى إطار تسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية.
اتساع رقعة الصراع ليشمل اليمن بالبحر الأحمر والمنطقة يعكس رفض إسرائيل للسلام والتى تتعنت فى التوصل لهدنة فى غزة تسمح بتبادل الأسرى وايصال المساعدات، وكان أكد وزير الخارجية السابق سامح شكرى على أن اتساع رقعة الصراع الراهن فى البحر الأحمر والمنطقة خير دلالة على أن المسلك الإسرائيلى الرافض للسلام سيجر المنطقة بأكملها لتهديدات غير مسبوقة.
ويبدو أن الجبهة الجديدة التى فتحتها إسرائيل على اليمن ستستمر لبعض الوقت فقد توعد الحوثيين قائلين أن ضرب إيلات يعد تمهيد لرد أوسع وأشمل، ستدفع إسرائيل ثمن استهدافها منشأة مدنية وسنقابل التصعيد بالتصعيد، وأضافت جماعة الحوثى أن الغارات على يافا ستتواصل ولن يكتفى اليمن على الرد فقط وقد يتوسع، فالحرب مع الكيان الإسرائيلى أصبحت مباشرة.
وفى السباق قرأت مصر المستقبل، وأطلقت تحذيرات بما سيحل بالمنطقة من ويلات الحرب واتساع رقعة الصراع فى حال استمر تصعيد العدوان الإسرائيلى الغاشم على غزة، وفى أكثر من مناسبة أطلق الرئيس عبد الفتاح السيسى تحذيرات مبكرة، قائلاً: "أنا حذرت من توسعة دائرة الصراع، أيًا ما كان المكان اللى جاية منها، المنطقة ستصبح قنبلة موقوتة تؤذينا جميعا".
ليس التحذير الأول ولن يكون الأخير، فقد حذر فى السابق من انزلاق المنطقة إلى حرب إقليمية يكون تأثيرها مدمرا خلال لقائه برئيس الوزراء البريطانى سوناك، مؤكدا "أنه يجب منع انزلاق المنطقة فى حرب على مستوى الإقليم بالكامل يكون تأثيرها على السلام فى المنطقة، لذلك نحتاج إلى إحياء السلام مرة أخرى وإعطاء أمل للفلسطينيين فى إقامة دولتهم على حدود يونيو 67 وعاصمتها القدس الشرقية".