الفوضى تجتاح المشهد الانتخابي الأمريكي!
الأحد، 21 يوليو 2024 04:01 م
كل ما تشهده الانتخابات الأمريكية من تطورات وأحداث تكتنفها الغموض تثير السخرية، فلم يحدث مطلقاً أن تكون الولايات المتحدة في هذا الظرف الاستثنائي وهو عدم تحديد ومعرفة المرشحين والمتنافسين على المقعد الرئاسي قبل أشهر قليلة من إجراء الاستحقاق.
فما يحدث مع الرئيس الأمريكي جو بايدن من أسلوب "تطفيش" كما يقال بالبلدي، أو بالأحرى الضغط عليه من قبل قادة الحزب الديمقراطي لإجباره على التنحي والابتعاد عن السباق الانتخابي الرئاسي بالولايات المتحدة، يدفعنا إلى القول إننا أمام مشهد عبثي، فهنا لم ندافع عن بايدن أو حلفاءه أو مناصريه لاستمرار مشاركته في السباق من عدمها، بل نشير إلى فوضوية المشهد ليس إلا.
فمتى سيخرج الحزب الديمقراطي بقرار يعلن فيه سحب ترشح الرئيس بايدن للانتخابات والإعلان عن ما سيخلفه في الاستحقاق الانتخابي، أم سيبقى الوضع الفوضوي مسيطر على المشهد.. ولكن وسط هذا وذاك يبقى الجمهوريون هم أكثر المستفيدين من الوضع القائم.
الحزب الديمقراطي مشتت غير مدرك لعواقب الارتباك الانتخابي، في وقت ينتظر فيه الشرق الأوسط ظهور مؤشرات دقيقة أو قريبة لشكل الشخصية التي ستقود الولايات المتحدة الأمريكية في الفترة المقبلة، لاسيما مع استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
ففي حالة فوز ترامب، ربما يزداد الوضع سخونة في المنطقة، نظراً لانحيازه الأعمى لإسرائيل، فرغم أن كثير من الخبراء يؤكدون أن لا تغيير شامل في سياسة القادم الجديد لقيادة البيت الأبيض في التعامل مع القضية الفلسطينية، إلا أن وصول ترامب إلى هذا المنصب يعني مزيد من الفوضى في هذا الملف، ما يزيد من معاناة الفلسطينيين ويضع عملية السلام وحل الدولتين في خبر كان.
وفي ملفات أخرى، كليبيا وسوريا والعراق واليمن وإيران والسودان، سنلاحظ تأثير جزئي للانتخابات الأمريكية الرئاسية، فإذا تجدد انتخاب الديمقراطيون لاعتلاء البيت الأبيض من جديد سيبقى الوضع كما هو عليه، رأي استشاري أمريكي ليس إلا في هذه الملفات مع محاولة القيام بدور ثانوي لوضع حد للصراعات القائمة، في الوقت نفسه في حالة فوز ترامب مرة أخرى سيحاول فك الارتباط بهذه الملفات كما فعل في الولاية السابقة، والتركيز على دعم حلفائه في الشرق الأوسط وعلى رأسهم إسرائيل، فكل ما يرضي تل أبيب سيحاول دونالد أو رئيس جمهوري بشكل أقل تنفيذه.