مصر وسط بؤرة صراع.. قدر يفرض تحديات البقاء وهندسة الخلافات

الأحد، 21 يوليو 2024 01:38 م
مصر وسط بؤرة صراع.. قدر يفرض تحديات البقاء وهندسة الخلافات
طلال رسلان يكتب:

صارت منطقة الشرق الأوسط بؤرة الصراع الأخطر عالميا، تنتشر النزاعات على حدود الدول، يتورط الجميع في صراع أكبر لا يحمد عقباه، مناطق بأكملها مثل فلسطين تعج بعشرات الآلاف من الضحايا أسبوعيا، ومثلها السودان، قبل الانتقال إلى منطقة البحر الأحمر وتصعيد الأوضاع مع الحوثيين.

تلك الصراعات لا تؤدى إلا إلى نتائج خطيرة، تشعل المنطقة وتمتد رحاها إلى العالم، وتنذر بانفجار واسع إيقافه يتخطى حدود المساعي المتواضعة للدبلوماسية، وعلى الرغم من كل ذلك يبدو أن العالم والمنطقة بأسرها تعيش فى حالة إنكار للوضع.

ويبدو أن رقعة الصراع في المنطقة تتسع بعد يوم من هجوم نفذته جماعة أنصار الله الحوثية في اليمن، بمسيرة استهدف العاصمة تل أبيب، الجمعة، شن سلاح الجو في جيش الاحتلال الإسرائيلي غارات على مواقع بمحافظة الحديدة اليمنية في ما أسماه بعملية "اليد الطويلة".

لا يمكن المواربة الآن أو الرجوع خطوة إلى الوراء فالقصف الإسرائيلي لميناء الحديدة في اليمن أشعل فتيل الصراع الأكبر، الأوضاع في طريقها إلى الخروج عن السيطرة، حتى إن الحوثي تعهد بالرد على "العدوان الإسرائيلي الذي استهدف الأعيان المدنية في الحديدة". وقال متحدثها العسكري يحيى سريع، إنها تعد العدة لحرب طويلة "مع هذا العدو حتى وقف العدوان ورفعِ الحصارِ عن قطاعِ غزة".

كل تلك السيناريوهات حذرت منها الدولة المصرية، والرؤية الضبابية كانت محط أنظار الجميع، وعلى طاولات المفاوضات، صارت المعادلة الآن كلما اقتربت المنطقة من السيناريو الذي حذرت منه مصر، كلما زادت الأمور تعقيدا وخطورة واتساعا للحرب، حتى وصلنا إلى نقطة اللاعودة.

قدر مصر أنها واقعة وسط الصراعات المشتعلة، وكأنها في قلب رقعة شطرنج، صار البحر الأحمر ساحة صدام تحولت إلى حرب مع الضربة الإسرائيلية، والبحر المتوسط فوهة بركان شارف هو الآخر على الانفجار بأوضاع أشبه بالدمار في لبنان وسوريا وليبيا. والقرن الإفريقي أوله صراع المياه والجور على حقوق الشعوب في حصصها، وأوسطه مجازر السودان، وآخره ملايين الهاربين من رعب الحروب.

كل ذلك وحرب غزة في جانب آخر، فالتعنت في استمرار الحرب وسفك مزيد من الدماء، يبدو أنه فتح شهية أطراف إقليمية وحركات مسلحة لتوسيع مساحة الصراع خارج القطاع وعسكرة البحرين الأبيض والأحمر وزيادة الحرب حربا واشتعالا.
 
فرضت تلك الأوضاع على الدولة المصرية تحديات البقاء، وسياسة هندسة الخلافات بالدبلوماسية من جهة أو فرض السلام بالقوة من جهة أخرى، وسط إقليم مشتعل، حتى صارت الأوضاع وكأن رجل يحمل في يده جالون ماء ويحاول إيجاد حل لإخماد غابة مشتعلة، يتطاير فيها الوقود بكل جانب، وبقية العالم ينتظر دوره في التورط بالصراع المسلح.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة