العقيدة الإخوانية الفاسدة.. فني شاشات فيصل يكشف نوايا الإخوان الإرهابية ضد المصريين.. وتجنيدهم الشباب تمهيدا لموجة عنف جديدة

السبت، 20 يوليو 2024 07:13 م
العقيدة الإخوانية الفاسدة.. فني شاشات فيصل يكشف نوايا الإخوان الإرهابية ضد المصريين.. وتجنيدهم الشباب تمهيدا لموجة عنف جديدة
عنف الإخوان
محمد الشرقاوي

- نقلا عن العدد الأسبوعي- النسخة الورقية:
 
فى خطوة مهمة على صعيد الجهود الأمنية، أعلنت وزارة الداخلية، الثلاثاء الماضى، عن ضبط المتورط فى نشر العبارات المسيئة، التى تم تداولها على إحدى شاشات الإعلانات فى منطقة فيصل بالجيزة، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، وإحالته إلى النيابة العامة، التى تولت التحقيق.
 
وأوضح بيان الوزارة، أن الأجهزة الأمنية، نجحت فى تحديد هوية الجانى، وهو فنى شاشات إلكترونية، وقد اعترف المتهم بارتكابه للواقعة بتحريض مباشر من اللجان الإلكترونية، التى تديرها عناصر جماعة الإخوان الإرهابية الهاربة بالخارج.
 
تأتى هذه الواقعة كجزء من جهود أوسع لمكافحة الأنشطة التخريبية، التى تستهدف زعزعة الاستقرار فى مصر، لكن على جانب آخر، كشفت الاعترافات، التى أدلى بها المتهم مدى تعقيد وتنسيق المخططات التى تقودها جماعة الإخوان الإرهابية، واستخدامها للتكنولوجيا الحديثة، ومنصات التواصل الاجتماعى لتحقيق أهدافها.
 
مخططات اللجان الإلكترونية
 
منذ ظهور منصات التواصل الاجتماعى فى مصر، وهى تشكل أداة فعالة للتنظيم الإرهابى، الذى خصص لها لجانا إلكترونية، زادت مخططاتها منذ ثورة 30 يونيو 2013، حيث تعتمد على هذه المنصات لتأليب الرأى العام ضد القيادة السياسية المصرية، خاصة بين فئة الشباب الذين يعتبرون الأكثر تأثيرا واستجابة لما يتم ترويجه عبر الإنترنت، ويتم ذلك من خلال مجموعة من الأساليب، حددتها دراسة للمرصد المصرى تحت عنوان: «كيف يستخدم الإخوان ولجانهم الإلكترونية منصات التواصل الاجتماعى فى نشر الأكاذيب وإثارة الفتن وتأليب الرأى العام؟».
 
أولا: الهاشتاجات والترندات، وتسعى جماعة الإخوان من خلال لجانها الإلكترونية إلى خلق «ترندات» وهمية على مواقع التواصل الاجتماعى، خاصة موقع تويتر، بهدف الترويج لفكرة معينة غالبا ما تكون معارضة لقرارات الحكومة، أو تصريحات الرئيس، بهدف تحفيز المواطنين على النزول إلى الشوارع، والانضمام إلى احتجاجات تبدو واسعة الانتشار، لكنها فى الواقع منظمة من قبل قلة صغيرة من النشطاء الإلكترونيين.
 
كذلك أسلوب السخرية، وهو أسلوب تستخدمه الجماعة بشكل منهجى، للتقليل من شأن الإنجازات الحكومية، وزعزعة ثقة المواطنين فى مؤسسات الدولة، وتكون البرامج التلفزيونية والصفحات الاجتماعية منصات للسخرية من كل ما يتعلق بإدارة الدولة، بالإضافة إلى أسلوب اقتطاع التصريحات من سياقها، وهو أسلوب تتعمده الجماعة، لإيصال رسائل مضللة، وزيادة غضب المواطنين. 
 
وبحسب المرصد، يضاف لهذه الأساليب، استغلال الملفات التى تمس حياة المواطنين، حيث تعمل الجماعة على تضخيم القضايا، التى تمس حياة المواطنين اليومية، مثل ارتفاع أسعار السلع الأساسية، والكهرباء، والخدمات الحكومية، بهدف تأليب الرأى العام، وخلق حالة من السخط الشعبى، من خلال بث معلومات مغلوطة ومبالغ فيها، ما يصعب بعد ذلك تصحيحها أو نفيها من قبل الجهات الرسمية.
 
 
وارتفعت معدلات الشائعات فى مصر، والتى تقف وراءها اللجان الإلكترونية للجماعة لأكثر من ضعف عددها لما قبل عام 2020، فبحسب إحصاءات رسمية للمركز الإعلامى لمجلس الوزراء لحصاد مواجهة الشائعات، وتوضيح الحقائق خلال عام 2023 للعام العاشر على التوالى، المنشور فى فبراير الماضى.
وكشف التقرير تأثير الأزمات العالمية على معدل انتشار الشائعات فى مصر منذ يناير 2020 حتى ديسمبر 2023، مشيرا إلى زيادة انتشار الشائعات أكثر من ضعفين خلال الفترة (2023-2020)، مقارنة بالفترة (2019-2016)، نتيجة الأزمات العالمية. 
 
 وكانت النسبة الأكبر من الشائعات لتلك المتعلقة بالأزمات، فبلغت نسبة الشائعات المتعلقة بالأزمات 53.8% عام 2023، من بينها الأزمة الاقتصادية العالمية بنسبة 48.9%، وأزمة كورونا بنسبة 3.4%، فيما بلغت نسبة شائعات أخرى 1.5%، بينما فى عام 2022، بلغت نسبة الشائعات المتعلقة بالأزمات 46%، من بينها 39.6% متعلقة بالأزمة الاقتصادية العالمية، و6.4% متعلقة بأزمة كورونا.
 
عنف الإخوان تاريخى 
 
لا يمكن فهم المخططات الحالية لجماعة الإخوان دون النظر إلى تاريخها الطويل من العنف والدماء، فمنذ تأسيسها، اعتمدت الجماعة على العنف كوسيلة لتحقيق أهدافها السياسية. فى يناير 2013، اعترف المتحدث السابق باسم جماعة الإخوان، محمد منتصر، بأن التنظيم اتخذ قرارا بإجازة الاشتباك مع الشرطة، وكل معارض لهم تحت مسمى «حق حماية المقرات»، هذا القرار تم اعتماده من قبل قيادات التنظيم فى الداخل والخارج، واعتمد على فتوى تبيح القتل دون أى تبعات شرعية.
 
وتاريخ جماعة الإخوان حافل بالأعمال العنيفة، التى استهدفت زعزعة استقرار الدولة المصرية، ففى الثلاثينيات، أسست الجماعة جناحها المسلح المعروف بالنظام الخاص، الذى قام بتنفيذ عمليات اغتيال وتفجيرات عديدة، ومن أبرز هذه العمليات، اغتيال القاضى أحمد الخازندار، ورئيس الوزراء، محمود النقراشى، وخلال حكم الرئيس جمال عبد الناصر، حاولت الجماعة اغتياله فى حادث المنشية الشهير عام 1954، والذى أدى إلى حملة قمع واسعة ضدها.
 
فى السبعينيات، عادت الجماعة إلى النشاط العنيف مع تنظيم الفنية العسكرية، الذى حاول الانقلاب على الرئيس أنور السادات، وبعد اغتيال السادات فى عام 1981، استمرت الجماعة فى ممارسة العنف من خلال تنظيمات مسلحة أخرى، مثل الجماعة الإسلامية، التى نفذت عمليات إرهابية عديدة.
 
وحديثا استغلت الجماعة الإرهابية حالة الفوضى، التى صاحبت الربيع العربى، لتعزيز نشاطاتها العنيفة. فى سوريا، دعمت الجماعة الفصائل المسلحة، وساهمت فى تأجيج الصراع، فى ليبيا، كان لجماعة الإخوان دور بارز فى تصعيد العنف، ودعم الميليشيات المسلحة، وعملت على نشر العنف فى مصر عبر خلاياها ولجانها بالمحافظات، وأشهر هذه الحركات حسم، ولواء الثورة، التى اغتالت العميد عادل رجائى، قائد الفرقة التاسعة مدرعات بالجيش المصرى.
 
ولا ينكر أعضاء جماعة الإخوان أنفسهم امتلاك الجماعة سلسلة من الأدبيات، تبدأ من تبنى العنف، وتمتد إلى السعى للسلطة، ويكون فيها تبنى العنف بشكل مباشر سواء على الصعيد الفكرى أو العملى، فهيكلية جماعة الإخوان، التى تهدف إلى استقطاب وتجنيد الأعضاء، مع التركيز على استغلال العواطف الدينية لدى المصريين، ومقاومتها للقومية المصرية، ودعمها للأفكار الاستعمارية عبر تاريخها.
 
وتتضمن رسائل حسن البنا، تبرير التكفير، فى حين كان سيد قطب، يستخدم قضايا العنف والسعى للسلطة بشكل مكثف، وهو نهج عام لا يتغير باختلاف العصور. وللأنشطة التخريبية لجماعة الإخوان آثار اجتماعية وسياسية خطيرة على المجتمع المصرى، كونها تسعى إلى خلق حالة من الفوضى، وانعدام الثقة بين المواطنين والدولة، ومن خلال نشر الشائعات والأخبار المزيفة، تعمل الجماعة على تقويض الثقة فى المؤسسات الحكومية، وزرع الشكوك حول المشاريع القومية والإنجازات الوطنية.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة