ندوة بمكتبة الإسكندرية: الإعلام أمن قومي.. والإعلام الرشيد المنضبط هو ما يشكل الوعي
الأربعاء، 17 يوليو 2024 09:59 م
شهدت مكتبة الإسكندرية، اليوم الأربعاء، ندوة "مستقبل الصحافة في مصر" ضمن فعاليات معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب في دورته التاسعة عشر، بمشاركة الكاتبة الصحفية علا الشافعي؛ رئيس تحرير اليوم السابع، والدكتور أسامة السعيد؛ رئيس تحرير الأخبار، والكاتب الصحفي ماجد منير رئيس تحرير جريدة الأهرام؛ وأدارها الكاتب الصحفي علاء عبد الهادي؛ مستشار مدير مكتبة الإسكندرية، بحضور الدكتور أحمد زايد؛ مدير مكتبة الإسكندرية.
افتتح الندوة الكاتب الصحفي علاء عبد الهادي متحدثا عن وجود تحديات تواجه الصحافة المصرية تزامنت بداية من ظهور المواقع الالكترونية وتزايدها مع ثورة يناير حتى توغلت مواقع التواصل الاجتماعي وصحافة المواطن، وصولا إلى مرحلة الذكاء الاصطناعي، وأكد أن الإعلام بمثابة أمن قومي وأن الإعلام الرشيد المنضبط هو ما يشكل الوعي، ويبنى الوجدان ويصنع المستقبل ، كما أن الصحافة تمثل أحد أذرع القوى الناعمة، وقد سهدت الصحافة المصرية سنوات من المجد حيث كان الصحفى المصرى سفيرا ومؤثرا، في بلدان الوطن العربي.
وقالت الكاتبة الصحفية علا الشافعى، إن التحديات التي تواجهها مهنة الصحافة كبيرة للغاية بدءا من طبيعة المهنة نفسها وصولا إلى كل التطورات التكنولوجيا المرعبة التي طرأت عليها، لافتة إلى أن التطور الذي حدث مع بداية الصحافة الإلكترونية وارتباطها بظهور الهاتف المحمول شكلت نوعا من المخاطر على المهنة لأن أغلب الناس العاديين باتوا بشكل أو بآخر صحفيين يمكنهم استخدام الهاتف لنقل وتصوير أي حدث في لحظة حدوثه.
أضافت علا الشافعى أن الصحافة تعاني من وضع مأزوم على مستوى الأحداث ونحن نعاني من ظرف سياسي واجتماعي غير مسبوق بسبب تغيرات إقليمية ، وتابعت " لا نستطيع أن نجادل فى أن الصحافة مهنة أمن قومي، ومصر محاطة بحروب على كل الجبهات والحدود في ليبيا والسودان وفلسطين، وتلك الظروف تتطلب وضع خاص للتعاطي مع الإعلام وما يتم نشره، وإن يكون هناك محددات أخرى يجب أن ننتصر لها على حساب المهنة أحيانا طبقا لطبيعة الظرف الذي نمر به"، وقالت إن الصحفي يجب أن يطور من أدواته وجودة المحتوى لضمان الاستمرارية في ظل التطور التكنولوجي الكبير، مضيفة أن الصحافة الورقية تتآكل ولكنها ترفض فكرة انتهائها، واصبح التحدى يتمثل فى العمل على تقديم محتوى يتناسب معها ويجذب القراء على غرار ما فعلته بعض الصحف الأجنبية الكبرى.
من جانبه قال الكاتب الصحفي ماجد منير؛ رئيس تحرير جريدة الأهرام، إن الصحافة كرسالة مهمة ستبقى حتى نهاية البشرية لأن البشر بطبيعتهم فى حاجة الى تلك الرسالة، لافتا إلى أن التحدي الحقيقي هو التفكير في كيفية تقديمها.
وأضاف أن الصحافة صناعة يجب أن يتوافر لها عناصر الجودة في المنتج المقدم للقراء، لافتا إلى تلك الصناعة تواجه تحديات اقتصادية وتكنولوجية وبشرية وتلك التحديات لن تستطيع مؤسسة واحدة مواجهتها، كما أن القوة البشرية العاملة في مجال العمل الصحفي تحتاج للتدريب طول الوقت، مشيراً إلى أن جريدة الأهرام سوف تحتفل خلال الفترة المقبلة بمرور 150 عاما على إنشائها، كما احتفلت مؤخرا بصدور العدد رقم 50 ألف للصحيفة، لافتا إلى أن هذا التاريخ العريق يلقي بمسئولية كبيرة للمحافظة عليه.
وأكد أنه لايجب المبالغة في مخاطر مستقبل الصحافة في مصر معتبرا أنه رغم وجود تراجع في توزيع الصحف الورقية، إلا أنه لا يمكن تجاهل ارتفاع أعداد من يتابعون المنصات الإلكترونية لنفس الصحف، في ظل تطور وسائل التكنولوجيا، ورأي أنه رغم ظهور صحافة المواطن كأحد التحديات التي تؤثر على مهنة الصحافة، لكن سيبقى دور الصحفي قائما في الوصول للتفاصيل الدقيقة ومعالجة ما بعد الخبر، ومعالجة ما بعد الخبر، وسيسعى القاريء للصحف التي يثق بها.
ولفت "منير" إلى الدور الذي لعبه الإعلام المصري في نقل تفاصيل الحرب على غزة طوال الفترة الماضية، حيث أدى دورا مهما ومؤثرا فى الرأي العام الداخلي وكذلك على المستوى الدولي وخاصة فيما يخص قضية تهجير أهل غزة، كمثال لنقل ما وراء الحدث، وأكد اهتمام جريدة الأهرام بالوصول إلى الشباب باعتبارهم القضية الأساسية، لافتا إلى أن الأهرام واكبت أدوات التطور ودشنت منصة لها على "تيك توك" إلى جانب منصاتها المختلفة، مؤكدا أن سفينة النجاة من تلك التحديات هي تحقيق التكامل والاندماج بين الصحافة الورقية والإلكترونية ومنصات التواصل الاجتماعي، وأضاف منير أن نقابة الصحفيين تحضر لتنظيم مؤتمر عام لمناقشة تحديات المهنة ومستقبل الصحافة في مصر، بمشاركة أبناء المهنة لافتا إلى أن المجال متاح أمام الجمهور لإبداء الرأي.
فيما أكد الدكتور أسامة السعيد أن مهنة الصحافة ستظل قائمة ومستمرة طالما هناك حاجة للمعرفة، وفي المقابل تواجه الصحافة تحديات نظرا للتطور الكبير في المدخلات والمخرجات وكذلك اختلاف ذائقة الجمهور، ورأي أنه توجد مبالغة في المخاوف حول مستقبل الصحافة واحتمالية اندثارها في ظل التطور التكنولوجي الكبير، وأنه يجب عدم التعامل مع التكنولوجيا باعتبارها تهديد، وأكد أنه يمكن أن يكون هناك تكامل بين الصحف المطبوعة والأدوات الحديثة مشيرا إلى أحد التجارب التي قدمتها جريدة الأخبار، بإضافة QR كود للمحتوى الورقي بما يتيح للقارئ الوصول لمزيد من التفاصيل بالصوت والصورة للمحتوى.
وأكد السعيد ضرورة الاهتمام بتسويق المحتوى والقدرة على جذب الجمهور، مشيرا إلى وجود مقترح لتوفير مصادر تمويل لوسائل الإعلام التقليدية من عائدات وسائل التواصل الاجتماعي، كما أكد أهمية التركيز على احتياجات الجمهور وتقديم محتوى جيد يتضمن تفاصيل دقيقة فيما وراء الخبر.
جدير بالذكر أن معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب في نسخته التاسعة عشرة يشهد مشاركة 77 دار نشر مصرية وعربية، ويمتد المعرض خلال الفترة من 15 يوليو حتي 28 يوليو الجاري، وذلك بالتعاون مع الهيئة المصرية العامة للكتاب واتحادي الناشرين المصريين والعرب.
وقد أعلن الدكتور أحمد زايد عن إطلاق «جائزة مكتبة الإسكندرية للقراءة» تحت شعار «عش ألف عام مع القراءة»، وذلك خلال كلمته الافتتاحية لمعرض معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب، وقال إن الجائزة سنوية وموجهة لكل أطياف الشعب المصري، وتختص بالفئة العمرية من 18 حتي 40.