شكراً محافظ الدقهلية
الأربعاء، 17 يوليو 2024 08:21 م
أهالي المنصورة يتقدمون بالشكر والتقدير إلى اللواء طارق مرزوق، محافظ الدقهلية على الاهتمام والإخلاص، والذي أهدى الأمل لقلوب الشعب، واهتمامه بالنزول إلى الشارع وتفقد أفران العيش التي تكدست بالفساد، وتفقده لأحوال عمال النظافة، حقيقي نأمل أن تكون جميع المحافظات بهذا الإخلاص وبث الأمل في قلوب الناس، فنحن في هذه الأيام في أمس الحاجة إلى أن نعيش الحياة وكلنا أملٌ في الله عز وجل؛ حتى نوفَّق للعمل من أجل مرضاة الله تعالى.
لَقدْ جعلَ اللهُ - تعالَى- الحياةَ الدنيا كثيرةَ التقلُّبِ لا تستقيمُ لأَحدٍ علَى حالٍ ولا تَصْفُو لمخلوقٍ مِنَ الكَدَرِ، فَفِيها خيرٌ وشرٌّ، وصلاحٌ وفسادٌ، وسُرورٌ وحُزْنٌ، وأملٌ ويأْسٌ، ويأتِي الأملُ والتفاؤلُ كشُعاعَيْنِ يُضِيئانِ دياجِيرَ الظلامِ، ويشقَّانِ دُروبَ الحياةِ للأنامِ، ويَبْعَثان في النَّفْسِ البشريَّةِ الجِدَّ والمثُابَرةَ، ويلقِّنانِها الجَلَدَ والمصُابَرَةَ، فإنَّ الذي يُغْرِي التاجرَ بالأسفارِ والمخاطرةِ: أَمَلُهُ في الأرباحِ، والذي يَبْعثُ الطالبَ إلى الجدِّ والمثُابرةِ: أملُهُ في النجاحِ، والذي يحفِّزُ الجنديَّ إلى الاستبسالِ في أرضِ المعركةِ أملُهُ في النصرِ، والذي يُحبِّبُ إلى المريضِ الدواءَ المُرَّ: أملُهُ في الشِّفاءِ والطُّهْرِ، والذي يدعو المؤمنَ أنْ يُخالِفَ هَواهُ ويُطيعَ مَوْلاهُ: أملُه في الفوزِ بجنَّتِهِ ورِضاهُ، فهوَ يُلاقِي شدائِدَها بقلبٍ مُطْمَئِنٍ، ووجْهٍ مُسْتبشرٍ، وثَغْرٍ باسمٍ، وأمَلٍ عَريضٍ، فإذا حارَبَ كانَ واثِقًا بالنصرِ، وإذا أعْسَرَ لم يَنقطِعْ أملُهُ في تبدُّلِ العُسْرِ إلى يُسْرٍ، وإذا اقترفَ ذنبًا لم ييأس مِنْ رحمةِ اللهِ ومغفرَتِهِ تَعلُّقًا وأملًا بقولِ اللهِ تعالىَ: ﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [الزمر: 53].
كل التحية والتقدير إلى هذه النماذج المضيئة في ساحة الظلام، لتنشر الأمل بين الناس ومحاربة الفساد والمفسدين، فالأمل إذًا هو إكسير الحياة، ودافع نشاطها ومُخفف وَيْلاتها، وباعث البهجة والسرور فيها.
وهناك نداء إلى اللواء طارق مرزوق، من باب الأمل والرحمة بالناس ففي مرور المنصورة، يجبرون أصحاب السيارات عند الفحص بعمل خطابات بدون وجهه حق، بثمن ٨٠٠ جنيه تصل إلى ثلاث وأربع جوابات أقلها جواب، وهناك مشكلة تسببت في زحام السيارات وهي عدم استخدام الجراج المستخدم خصيصا لهذا العمل، وأصحاب العمارات والأبراج يستخدمونه لغرض السكن في مجالات أخرى، فنأمل الاهتمام بهذا الموضوع لتخفيف زحام السيارات وفرض غرامات على أصحاب العمارات والأبراج المخالفة، حتى يعم الانضباط، خاصة أن حياة كثير منا تتسم بالمزاجية والعشوائية وقلة الانضباط أو انعدامه، وربما يرى بعضنا أن الانضباط هو نوع من معاقبة النفس وحرمانها، ويرى أنه عندما يعيش حياته بغير انضباط أو تقييد فهو خير له وأفضل، وهو بلا شك تصور خاطئ وجهل مركب، فالحياة كلها قائمة على الانضباط ومسيّرة على النظام المنضبط، القائم على سنن كونية ونواميس إلهية وضعها الله الحكيم العليم -جل جلاله-، ولو تأمل المسلم في دينه العظيم دين الإسلام لوجد أن الإسلام في كل تعاليمه وأنظمته يدعو إلى الانضباط التام والتقيد الكامل، فلهذا وضع لكل شيء حدوداً مرسومة، وكيفيات معينة وتعليمات واضحة وتفاصيل محددة، حتى يُعلّم الناس الانضباط بها والالتزام بتعاليمها؛ ليكونوا بعيدين عن العشوائية والمزاجية التي تضر بالمجتمع بل والاقتصاد.
إن ديننا الإسلامي الحنيف لم يقل لنا: صلوا فقط، وإنما أمرنا بالصلاة وبيّن لنا أوقاتها وأحكامها وتعاليمها، وعدد ركعاتها وتفاصيل أركانها وواجباتها ومستحباتها، حتى ننضبط في كل تفاصيلها، ونؤدي كل حقوقها وتعليماتها بشكل منتظم ومنضبط، ولهذا لم يأتِ الأمر بالصلاة أمراً عاماً دون تفصيلات مضبوطة وأحكام مقيدة، إذ لو كان الأمر كذلك؛ فإن كل فرد سيشرع لنفسه ما يريد ويفعل من الأحكام ما يشاء، وتكون الصلاة تؤدى بغير نظام ولا أحكام، ولكانت صلوات عديدة ومتنوعة وليست صلاة واحدة، لكل قوم صلاة ولكل بلد صلاة.
فكل الشكر والتقدير لكل مسؤول مخلص في عمله ولوطنه، وهناك كثير من الاعمال الحكومية والشركات الخاصة تحتاج إلى الانضباط، منها المدارس بأنواعها المختلفة تحتاج زيارات يومية والتحري عن كل من يعمل فيها، وكذلك المعاهد العليا والجامعات الخاصة والمستشفيات وأفران العيش، وشركات الكهرباء والمجالس المحلية والأحياء، لما فيهم من فساد يستشري كالسرطان، وكذلك زحام المصالح الحكومية، فنحن نحتاج إلى الانضباط في كل شيء ليسود التقدم والرقي والازدهار في جميع المجالات وعلى جميع الأصعدة.