حنتوش الفلسطيني يحصد جائزة عالمية

الجمعة، 19 يوليو 2024 07:00 ص
حنتوش الفلسطيني يحصد جائزة عالمية
حمدي عبد الرحيم يكتب:

من محاسن الصدف أن الفيس بوك (المصري) يقرر أحيانًا التقليب في الدفاتر القديمة، فيختار حادثة ويبعثها من مرقدها، فتبدو حية طازجة مفرحة.

من الحوادث التي بعثها الفيس بوك المصري من مرقدها، حادثة فوز طفلة عربية فلسطينية بجائزة عالمية!

تقول التفاصيل : إن  حيانًا أجائزة هانس كريستيان أندرسن  تمنح  من المجلس العالمي لكتب الشبان من بازل في سويسرا في كل سنتين لأفضل كاتب وروائي قصص أطفال ولأفضل رسام توضيحي لقصص الأطفال. وقد انطلقت الجائزة في سنة 1956.

سميت بجائزة هانس كريستيان أندرسن نسبة لكاتب قصص الأطفال الدنماركي هانس كريستيان أندرسن. وتلقب بجائزة نوبل لأدب الأطفال.

وتضيف التفاصيل: أن الفوز بالجائزة حدث قبل 12 عامًا، فقد فازت الطفلة الفلسطينية صالحة حمدين بالجائزة المرموقة في أغسطس من العام 2012، حاصدة المركز الأول من بين 1200 طفل من جميع أنحاء العالم.

تحدثت صالحة لجريدة الدستور الأردنية فقالت: إنها تسكن في تجمع بدوي لعرب الجهالين في بلدة أبو ديس المحاذية لمدينة القدس،

وأضافت: إن والدها سليمان حمدين (44 عاما) يقضى حكما بالسجن في السجون الاسرائيلية لمدة 25 عاما، بتهمة أمضى منها لغاية الآن (2012) سبع سنوات.

وإنها تتلهف لزيارة والدها لتخبره فوزها بالجائزة.

وقالت صالحة إنها استلهمت قصتها من الواقع الذي تعيشه، وأنها كانت دائما تفكر وتحلم بأن تعيش حياة أفضل في هذا المكان، وأن فكرة هدم منازل الصفيح جاءتها من كثرة ما يتحدث به أهالي المنطقة التي يعيشون فيها.

وترفض صالحة أي عرض لها للخروج من المكان الذي تسكن فيه مؤكدة لن: أغادر حتى أحقق ما أخيله، وأن يتم تثبيت المكان الذي نعيش فيه ويجد الاطفال مكانا يلعبون فيه.

أما عن القصة الفائزة فهي تحمل عنوان " حنتوش " وأليكم نصها:"

اسمي “صالحة”، أنا من مدرسة (عرب الجهالين)، أعيش في خيمة صغيرة في (وادي أبو هندي)، عمري 14 سنة. في النهار أدرس في مدرسة القصب، وقد صنعوها من القصب لأن الجنود أعلنوا أن أرضنا منطقة عسكرية مغلقة، حيث يتدربون على إطلاق النار في منطقة الزراعة.

يعيش معنا في الخيمة سبعون نعجة، وأقوم أنا بحلبها بعد أن أعود من المدرسة، وأصنع الجبن ثم أبيعه لأهل المدينة.

الطريق هنا وعرة لأن الجنود يمنعوننا من تعبيد الطريق، ويتدربون على إطلاق النار في الليل، وأنا أكره صوت الرصاص، أكاد أجن منه، فأهرب، نعم أهرب.

لا يوجد لدي دراجة هوائية، لأن الطريق وعرة، ولا سيارة عندي ولا طيارة، لكن عندي شيء أستخدمه للهروب. اقتربوا، اقتربوا، سأوشوشكم سراً، عندي خروف يطير اسمه “حنتوش”، لونه أسود وأذناه طويلتان، له جناحان سريّان يخبئهما داخل الصوف، ويخرجهما حين أهمس في أذنيه يا حنتوش يا خروف أطلع جناحيك من تحت الصوف أغني في أذنيه، فيما يبدأ الجنود بالتدرب على إطلاق الرصاص، وأركبه ويطير بي، والبارحة هربنا إلى برشلونة. سنقول لكم شيئاً، في (وادي أبو هندي) لا يوجد ملاعب أصلاً، لأن الأرض مزروعة بالألغام.

وفي (برشلونة) قابلنا “ميسي” صاحب الأهداف الكبيرة، لعبنا معه لساعات طويلة، خروفي “حنتوش” كان واقفا حارساً للمرمى، وأنا أهاجم “ميسي” وفريقه، أدخلنا في مرماهم خمسة أهداف.

أراد “ميسي” أن يضمني أنا و” حنتوش” إلى فريق (برشلونة) لكننا رفضنا، نريد أن نعود إلى (أبو هندي) لأن الأغنام هناك تنتظرني فلا يذهب أحد غيري ليحلبها، فأبي في السجن منذ ست سنوات وبقي له تسع عشرة سنة. سأقول لكم سراً: أخبرني “ميسي” انه سيزور (وادي أبو هندي) بعد سنتين.

سنقيم مونديال 2018 في (وادي أبو هندي)، سننظف معاً الأرض من الألغام، وسنبني أكبر ملعب في العالم، وسنسميه “ملعب حنتوش”، وسيكون الخروف شعار المونديال.

وأهلاً وسهلاً بكم جميعاً في (وادي أبو هندي)، نحن جميعاً بانتظاركم."

وبعدُ فشكرًا للفيس بوك المصري الذي أعاد هذه القصة إلى الصدارة، فبعد أن نشر عن حنتوش وصالحة والجائزة وجدت مواقع عربية مرموقة تعيد التذكير بصالحة وحنتوشها وبجائزتها، في إشارة لا تخطئها عين إلى أن القادم أسعد وأجمل وأن النصر النهائي والحاسم هو لكل المقاومين باختلاف أساليب وأشكال مقاومتهم.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق