لماذا مهرجان العلمين يا معشر الإعلام؟
الأربعاء، 17 يوليو 2024 07:00 ص
لماذا مهرجان العلمين؟.. سؤال يطرح نفسه بقوة بين بعض المصريين، الذين تؤلمهم الأعباء المحملين بها وتثقل كاهلهم، وتجعل بعضهم رافضين لأي إنجازات في الدولة، ويتفاعلون مع أي أحداث تجري، بـ "غضب وتذمر وفتور" يستثمره جماعة الإخوان الإرهابية خير استثمار، ويشعلون النيران في قلب الشعب، سواء على مواقع التواصل الاجتماعي أو عبر قنواتهم التي تبث السموم، الأمر الذي يوجب علينا جميعا أن نعرض للمواطنين الاهداف من أي حدث يحدث على أرض مصر، وهذا دورنا الحقيقي الذي نحن منوطين به، معشر العاملين في مجال الإعلام بشتى صوره، سواء الصحافة أو التليفزيون أو الإذاعة، وألا نكتفي فقط بنقل رسائل يومية من داخل المهرجان، واستعراض الإنجاز المعماري الضخم الذي حول "أرض الألغام إلى أرض النعام"، وهذه هي رسالة الإعلام الحقيقية التي طالما طالبنا بها الرئيس عبد الفتاح السيسي، مرارا وتكرارا في مناسبات مختلفة، وأخرها عندما قالها صراحة دون أي مرابة أو مجاملة متخليا عن كل الاعتبارات "فين الإعلام؟.. فين الصحافة والصحفيين؟.. ليه مش بتكلموا الناس وتقولولهم وتفهموهم احنا بنعمل إيه؟
وللحق فإن مهرجان العالمين، يعتبر هو المناسبة المحلية الأولى التي كان على جميع وسائل الإعلام التعاطي معها بالشكل الذي لفت الرئيس إليه، خاصة أنها تتزامن مع مصاعب اقتصادية يعيشها كل بيت مصري، وكذلك أحداث دولية مشتعلة تجري على حدودنا الجغرافية لكنها تهم كل المصريين، وتنال تعاطفهم الدائم وتهمهم أكثر من أي شعب أخر، لذا فإنه من واجبنا جميعا معشر الإعلام الحديث إلى رجل الشارع والإجابة على سؤاله المشروع "ليه مهرجان العلمين؟.. وليه العلمين الجديدة؟
مهرجان "العالم عالمين" الذي يعقد في مدينة العلمين الجديدة، بالساحل الشمالي، يمكنه أن يقدم فوائد كبيرة للدولة المصرية في عدة مجالات، الاقتصادية والاجتماعية والسياحية، من خلال تعزيز الاقتصاد المحلي وتحفيز الاستثمار، حيث يمكن أن يكون منصة لجذب الاستثمارات المحلية والدولية والشركات الدولية، من المهتمين بالاستثمار في مشاريع مرتبطة بالفعاليات الكبرى والمهرجانات، مما يعزز النمو الاقتصادي.
ويخلق مهرجان العلمين فرص عمل متعددة، حيث تتطلب المهرجانات الكبرى وجود أطقم عمل كبيرة، بداية من مجال النقل إلى الخدمات اللوجستية، وجميعها لن تخدم مدينة العالمين الجديدة، بل إنها تنعش المناطق المحيطة بها وكذلك محافظات عدة، وتعزز النشاط التجاري مع زيادة عدد الزوار، أيضا فإن المحلات التجارية والمطاعم والفنادق وغيرها تشهد انتعاشًا اقتصاديًا، وهذا يُسهم في زيادة الإيرادات المحلية ويحسن من الوضع الاقتصادي في الدولة بشكل كلي
والنقطة الأهم، فمهرجان العلمين يدعم قطاع السياحة بشكل كامل، وجذب السياح، فالمهرجانات الكبرى، خاصةً تلك التي تضم فعاليات عالمية ومشهورة، من شأنها جذب الزوار من الداخل والخارج، ما يعزز من مكانة مصر كوجهة سياحية عالمية، ويزيد من عدد السياح الذين يزورون المدينة، وهو نوع من أنواع الترويج للمعالم السياحية، خاصة أن المهرجان بذاته يُبرز المعالم السياحية في العلمين الجديدة، مما يساعد في رفع مستوى الوعي بالمشاريع التنموية السياحية بالمدينة.
لا شك أن تنظيم مهرجانات كبرى يتطلب بنية تحتية قوية، بما في ذلك تحسين الطرق، وتطوير المرافق العامة، تطوير المنشآت الثقافية والفنية وتطوير الموجود منها، وتحسين خدمات النقل والاتصالات، ومن ناحية أخرى هي فرصة رائعة لتوفير منصة لعرض الثقافة والفنون المصرية من خلال تنظيم فعاليات موسيقية وفنية، حيث يُعزز المهرجان من الهوية الثقافية الوطنية ويُساهم في الحفاظ على التراث الثقافي المصري، وكذلك تشجع الفنانين والمبدعين المصريين والعالميين على المشاركة وعرض أعمالهم، مما يوثق المشهد الثقافي والفني في مصر.
كما أن مهرجان العلمين بالتأكيد يسعى إلى تعزيز العلاقات الدولية، من خلال التعاون مع شركات عالمية وفنانين دوليين، مما يعزز مكانة مصر على الساحة العالمية، ويلفت انتباه وسائل الإعلام الدولية والمستثمرين، وهو ما يسهم في توصيل صورة مصر، على المستوى الدولي ويجذب المزيد من الاستثمارات، إذا فإن الهدف الحقيقي وراء إقامة مثل هذه المهرجانات الضخمة في المدن الجديدة، خاصة الساحلية منها، البعيدة عن اختناقات العاصمة، يضع مصر على خريطة الدول مالكة المدن الذكية التي يتجه العالم، خاصة الدول العربية إلى إقامتها وسبقتنا فيها البعض منها، ويؤكد أن مصر لا تزال دولة شابة وفتية بها أراض بكر وجذابة وليس لها مثيل، كونها طبيعية من صنع الله وليست بلستيكية صنعها البشر.