ماجدة الرومي على أرض مهرجان العلمين الجديدة.. صوت النداء لفلسطين الحرية
الثلاثاء، 16 يوليو 2024 01:57 م
ماجدة الرومي، صوت الحرية وأيقونة السلام، هي أكثر من مجرد مطربة لبنانية. إنها رمز للفن الرفيع والجمال العذري الذي يأخذك في رحلة سحرية إلى عوالم من الخيال والرومانسية. وُلدت ماجدة الرومي في بيت يعشق الموسيقى، فوالدها حليم الرومي كان موسيقياً موهوباً، ورغم معارضته في البداية لدخولها عالم الغناء، إلا أن إصرارها وشغفها قاداها إلى هذا العالم الكبير لتصبح واحدة من أهم الأصوات في الوطن العربي.
أطلق عليها النقاد ألقاباً عديدة مثل مطربة الحرية، مطربة المثقفين، وفراشة لبنان، ولكن الشاعر نزار قباني اختصر كل تلك الألقاب في وصفه لها قائلاً: "أحببت أفكارها وصفاء ذهنها قبل أن أحب صوتها، تشبهنى ماجدة الرومي في أعماقي كثائر. إنها فنانة واعدة جدًا، تشعر بالكلمة وتفهمها على نحو لافت، إنها نوع نادر". هذا الوصف لا يعكس فقط جمال صوت ماجدة الرومي، بل يعبر أيضًا عن عمق إحساسها بالكلمات والألحان التي تتغنى بها.
ماجدة الرومي ليست مجرد مطربة عذبة الصوت، بل هي شاعرة بأحاسيسها ومثقفة بفكرها. أغانيها ليست مجرد كلمات وألحان، بل هي قصائد مرسومة بألوان الحزن والأمل، الحب والحرية. حينما تستمع إلى أغنياتها، تشعر كأنك تسافر عبر الزمان والمكان، حيث تأخذك أنغامها إلى عوالم من الخيال والواقع الممزوجين بأجمل الصور الشعرية.
"كلمات" واحدة من أغانيها الخالدة، حيث تتجلى فيها عذوبة صوتها ورقة إحساسها. مقدمة موسيقية تأخذك من الواقع إلى حلم بعيد، وبينما تتراقص الكلمات على أوتار اللحن، تبدأ ماجدة بصوتها البديع: "يسمعني حين يراقصني كلمات ليس كالكلمات... يأخذني من بين ذراعي يزرعني في إحدى الغيمات". هذه الأغنية ليست مجرد أغنية حب، بل هي رحلة بين مشاعر الحب والعشق والخذلان، حيث تعبر ماجدة بكلماتها عن قصص الحب التي غالبًا ما تنتهي بعكس ما نريد أو نتمنى.
وفي "كن صديقي"، تلمس ماجدة مشاعر التعب من قصص الحب الفاشلة، وتصور حاجة الإنسان إلى ميناء سلام، بعيدة عن تعقيدات الحب والغرام. تقول: "أنا محتاجة جدًا لميناء سلام وأنا متعبة... أنا متعبة من قصص العشق وأخبار الغرام". هذه الكلمات تعكس بصدق مشاعر الكثيرين الذين يمرون بتجارب الحب والخسارة.
لم تقتصر إبداعات ماجدة الرومي على الأغاني الرومانسية فقط، بل كانت صوت الوطن وقضاياه. غنت لفلسطين ولبيروت، وصفت أوجاع الوطن وهمومه بأغانٍ مثل "إن الثورة تولد من رحم الأحزان" و"يا بيروت ست الدنيا يا بيروت". كانت أغانيها الوطنية تعبيراً صادقاً عن مشاعر الأمة، حيث ناصرت القضايا العربية بقلبها وصوتها.
ماجدة الرومي ليست فقط نجمة الغناء، بل هي أيقونة للفن الجميل والأداء المبدع. في كل حفلة تحييها، تنتقل بالجمهور إلى عالم آخر من الأحاسيس والمشاعر. جمهورها ينتظر بفارغ الصبر حفلاتها، ليستمتعوا بصوتها العذب وأدائها الذي يمزج بين القوة والرقة، وبين الحزن والفرح، وبين الحب والأمل.
مسيرتها الفنية الغنية والطويلة تظل شاهداً على قدرة الموسيقى على تجاوز الحدود واللغات، وعلى خلق روابط إنسانية عميقة. ماجدة الرومي، بصوتها وأغانيها، تستمر في لمس القلوب وإلهام الأجيال، لتبقى رمزاً للفن الراقي والجمال النقي.