«شعارهم مزيف».. ماذا يتوقع المصريون من تنظيم إرهابي صنعته المخابرات البريطانية لهدم الدول؟
الإثنين، 15 يوليو 2024 09:01 م
لقد أثبتت الأيام والمواقف كذب شعارات الإخوان الإرهابية التي كانت تصدر نفسها على الساحة كجماعة دعوية تهدف إلى الإصلاح، ورفعوا شعارات الاضطهاد عبر تاريخهم بلسان "المظلومية"، وزعموا الزهد في السياسة، وأنهم تركوها لمن أرادها - على عكس الحقيقة - وأنهم نذروا أنفسهم للدعوة فهكذا زعموا، وما زالوا يزعمون، رغم المجازر التي ارتكبوها باسم الدين من أجل الوصول إلى السلطة ليس في مصر فقط. ولكن في عدد كبير من دول الشرق الأوسط وعندما وصلوا إلى الحكم دمروا البلاد وأحدثوا الخراب والخراب وسحقوا معارضيهم وأشعلوا النيران في الشوارع والميادين واغتالوا كل من كشفوا خططهم الخبيثة.
سجل التاريخ حقيقة نشأة الإخوان، والتي كشفت عنها العديد من الوثائق المثبتة واعترف بها فيما بعد قادة الجماعة أنفسهم ، وكيف كان حسن البنا صنيعة مخابراتية برمز ديني زرعته بريطانيا في مصر وتولت رعايته منذ أن كان صبيا، بعد أن فشلوا في إعداد والده لـ "المهمة" وأفلت عليهم الأزهر تلك المحاولة، وجدت المخابرات البريطانية في حسن "الأبن" ضالتهم للتمكين، فما قصة "مؤسس الجماعة" مع ثلاثة ضباط استخبارات في بريطانيا؟
البداية كانت مع أحمد عبد الرحمن البنا والد حسن البنا الذي جلبته المخابرات البريطانية إلى قرية المحمودية بمحافظة البحيرة بجانب 12 عائلة يهودية، وأثار استيطانه بين اليهود هناك جدلًا بين الكتاب والمفكرين، أبرزهم عباس العقاد ، الذي كشف في مقال شهير أن جد ووالد مؤسس جماعة الإخوان غير معروفين، لكن الثابت أن نشأته يهودية.
وبحسب معلومات تاريخية موثقة، فقد استقر أحمد البنا في البحيرة ومارس مهنة اليهود كـ"ساعاتي" في محطة السكة الحديد، تولى ضابط المخابرات البريطاني المسؤول عن مكتب الإسكندرية مهمة تدريب والد البنا لإعداده كعالم ديني ، وحاولوا من خلاله تمرير مؤلف دين يحوي مغالطات دينية، هدفها التلاعب بالعقيدة الإسلامية والتشكيك في ثوابتها، كانت مكتوبة في بريطانيا وتم تسليمها له لعرضها على الأزهر الشريف للموافقة على طباعتها.
سرعان ما علم الأزهر الشريف بفتنة "والد البنا" وسط تساؤلات أثيرت عنه ومن وراءه، ورفضوا طباعة المؤلف، وبعد الشد والجذب تأكد ضابط المخابرات البريطانية في الإسكندرية أن والد البنا أصبح "كارت محروق" أمام الأزهر الشريف، وخلال اللقاءات ، تعرف ضابط المخابرات البريطانية على أبناء أحمد البنا ، ومن بينهم حسن البنا، الصبي الصغير الذي رآه ضابط المخابرات مفوها وحاضرًا ليطلب من والده زيارة ابنه حسن من حين لآخر في مكتبه بالإسكندرية.
واستمرت اللقاءات لفترة طويلة بين ضابط المخابرات البريطانية وحسن البنا لتكليفه بالتسجيل في كلية دار العلوم بجامعة الملك فؤاد الأول (جامعة القاهرة) الآن، وبالفعل درس هناك واستقبله ضابط المخابرات البريطانية في القاهرة بعد التخرج، كان لدى المخابرات البريطانية رؤية في إعداد حسن البنا كعالم ديني من الإسماعيلية، وليس القاهرة أو الإسكندرية، حيث تنازع عليه ضباط المخابرات البريطانية في المحافظات الثلاث.
وصل حسن البنا إلى الإسماعيلية، واستقبله ضابط المخابرات البريطانية هناك ومكنه من ممارسة الدعوة في أول مسجد داخل قناة السويس الذي كان آنذاك تحت سيطرة الاحتلال البريطاني، كان المسجد بعيدًا عن إشراف الأزهر الشريف، فصدرت الأوامر لحسن البنا بتأسيس الإخوان بدعم مالي بريطاني عبر شركة قناة السويس.
في أحد لقاءات حسن البنا مع ضابط مخابرات بريطاني بالإسماعيلية، قدم البنا خطة لتأسيس المجموعة من خلال استقطاب أطباء ومهندسين للانضمام إليها، ليعلمه ضابط المخابرات البريطانية درسًا مهمًا في تاريخ الجماعة صارت تعيه إلى الأن، وهو اللعب على وتر "الفئات المهمشة"، وقال له ضابط المخابرات:" إذا كنت تريد أن تسود، فقم بتضخيم دور الطبقة المهمشة" - كان يقصد العمال - لذا فإن أول 6 أفراد انضموا إلى الإخوان في بداية تأسيسهم عام 1928 كانوا عمالاً في معسكرات الإنجليز بالإسماعيلية.
الوثائق مليئة بخلفيات مثيرة للاهتمام حول تاريخ بريطانيا في دعم الإخوان، وعلاقة الجماعة الوثيقة بلندن، وكيف ردت بريطانيا الجميل للإخوان، التي أسستها وأدارتها، وجعلت لندن مقراً رئيسياً للإخوان ليس الآن فقط، ولكن أيضًا منذ إنشائها، وهو ما يفسر شيئين مهمين للغاية، الأول هو سبب عدم تصنيف بريطانيا جماعة الإخوان على أنها جماعة إرهابية حتى الآن، على الرغم من أبشع الجرائم التي ارتكبها قادة تلك الجماعة الدموية، وأبرزها محاولات تمزيق الشعوب، وهدم الأوطان، والاستيلاء على مقعد السلطة في الدول على جثث وأشلاء معارضيهم، أما الأمر الثاني، فمن الطبيعي أن تكون بريطانيا هي الدولة الأولى التي فر إليها قيادات الإخوان الإرهابيون بعد الثورة الشعبية المصرية التي أطاحت بحكمهم عام 2013، ووفرت لهم الملاذ الآمن ومنابر إعلامية ومنصات نضالية وهمية.