نتنياهو عدو السلام: مجازر جديدة في غزة تعرقل المفاوضات

الأحد، 14 يوليو 2024 12:45 م
نتنياهو عدو السلام: مجازر جديدة في غزة تعرقل المفاوضات
محمد الشرقاوي

مجزرة جديدة نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في منطقة المواصي خان يونس ومخيم الشاطئ في قطاع غزة، بعد أن وصفتها بأنها مناطق آمنة، مما أسفر عن مئات الشهداء والجرحى والمفقودين، لتعرقل بذلك سير المفاوضات وجهود الوسطاء للتوصل لإتمام وقف إطلاق النار في غزة. 
 
ويرى مراقبون أن مجزرتي مواصي خان يونس والشاطئ التيين خلفتا مئات الشهداء والجرحى ستعرقل الجهود الرامية لعقد صفقة بين الاحتلال الإسرائيلي والفلسطينيين، ناهيك عن استخدامها قنابل فتاكة ومتطورة أمريكية الصنع، موجهة بالليزر وتعتمد على تكنولوجيا استشعار متقدمة والذكاء الاصطناعي، وهو ما يؤكد عزم رئيس وزراء الاحتلال نتنياهو على الاستمرار في الحرب بهدف تقويض كل الجهود التي يبذلها الوسطاء لاستعادة الأسرى والمحتجزين في قطاع غزة منذ اليوم السابع من أكتوبر الماضي، وحقن دماء الفلسطينيين، وإتمام صفقة تبادل بين الاحتلال والفصائل.
 
وقالت تقارير إن إتمام المفاوضات بات مرهوناً بموقف نتنياهو وتحركاته، فالكرة الآن في ملعبه، وهو لا يريد إنهاء الحرب وسيجد أعذاراً لإطالة أمدها، لأنه يدرك تماماً أن وقف الحرب يعني نهاية درامية لحياته السياسية، وقد ينتهي به الأمر إلى السجن، لذلك، يصرّ على إفشال كل المساعي التي تبذل حالياً من قبل الوساطة المصرية والقطرية لوقف الحرب، فضلاً عن قناعته بأنه لم يحقق أهداف الحرب والنصر المطلق الذي أعلن عنه.
 
ونقل تقرير لصحيفة الشرق الأوسط، عن مصادر سياسية في تل أبيب، قولها إن التصريحات والبيانات التي يصدرها رئيس الوزراء الإسرائيلي، بشأن تشديد مطالبه في مفاوضات وقف النار في قطاع غزة وإصراره على استئناف الحرب بعد الاتفاق وتصفية قادة "حماس"، هي جزء من حرب نفسية تهدف إلى استفزاز الحركة الفلسطينية وإثارة غضبها، ودفعها إلى الانسحاب من المفاوضات بمبادرة منها، مما يؤدي إلى تحميلها مسؤولية إفشال المفاوضات.
 
وأشارت هذه المصادر المطلعة على سير المفاوضات وقريبة من ممثلي أجهزة الأمن الثلاثة التي تديرها، وهي الجيش والمخابرات الخارجية (الموساد) والمخابرات الداخلية (الشاباك)، إلى وجود أساس حقيقي للتفاؤل، لأن المفاوضات تسير في الاتجاه الصحيح وهناك نوايا واضحة لإنجاز اتفاق، لكنها أضافت أنه مع كل تقدم في المحادثات، يطلق نتنياهو تصريحات تبدو مناقضة لما يتم الاتفاق عليه في غرفة المفاوضات، مما يضع المفاوضين الإسرائيليين في موقف حرج ويصعب عليهم الرد على نظرائهم والوسطاء.
 
وقالت الصحيفة إنه على سبيل المثال، عندما علم نتنياهو بأن المفاوضات الجارية في القاهرة بين إسرائيل ومصر حول نصب نظام مراقبة إلكتروني على طول الحدود بين غزة ومصر قد تؤدي إلى سحب إسرائيل قواتها من هذه المنطقة ضمن اتفاق وقف إطلاق النار، سارع مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية إلى إصدار بيان ينفي ذلك، قائلاً: "التقرير الذي بموجبه بحثت إسرائيل في إمكانية الانسحاب من محور فيلادلفيا هو خبر كاذب بالمطلق. رئيس الحكومة يصر على أن تبقى قواتنا في محور فيلادلفيا"، تم إبلاغ هذا الموقف لطواقم المفاوضات، ونقله إلى مندوبي الولايات المتحدة وإطلاع "الكابنيت" عليه. وأصبح موضوع بقاء القوات الإسرائيلية عند الحدود بين مصر وقطاع غزة من القضايا التي تعوق التوصل إلى اتفاق محتمل لوقف إطلاق النار، لأن حركة "حماس" ومصر تعارضان بقاء القوات الإسرائيلية هناك.
 
وفي حادثة أخرى، تدخل نتنياهو أو المقربون منه لعرقلة المفاوضات. فعندما أشاد الوسطاء المصريون والقطريون بموقف "حماس" المرن وأكدوا إيجابيتها في محاولة إنجاز المفاوضات، بث مقربون من نتنياهو أنباء لوسائل الإعلام العبرية تفيد بأن "حماس" تعاني من ضعف في صمود قواتها وأن كوادرها بدأت تتفكك ولم يعد لديها ما يكفي من أسلحة لمواصلة القتال، ولذلك غيّرت سياستها وتحاول التوصل إلى اتفاق. وقال مراسل "القناة 11" الرسمية إن الانطباع السائد لدى جميع الأطراف هو أن نتنياهو يصر على منع التوصل إلى صفقة بأي ثمن. ونقلت القناة عن مسؤولين أمنيين إسرائيليين مطلعين على تفاصيل المفاوضات، الجمعة، إن شرط نتنياهو بعدم عودة السكان إلى شمال قطاع غزة "يخرق تفاهمات مع الوسطاء ويمنع التوصل إلى صفقة".
 
ونقلت "القناة 12" عن المسؤولين الأمنيين قولهم: "نحن في لحظات مصيرية لنجاح الصفقة. فإما أن يحدث الآن، أو ربما لن يحدث بعد وقت طويل جداً، وربما لن يحدث أبداً؛ فرئيس الحكومة نتنياهو أضاف مبادئ تتجاوز خطوط التفاهمات مع الوسطاء، وفي مقدمتها عدم السماح بالعودة إلى الشمال".

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة