الآمال معقودة على أسامة الأزهري
الأحد، 14 يوليو 2024 07:00 ص
قد يكون من الجائز القول إنه لم يحظ وزير أوقاف بشعبية وحب مثلما حظي الدكتور أسامة الأزهري، منذ لحظة إعلان اختياره في الحكومة الجديدة، إذ لقي اختياره ردود فعل إيجابية داخل الوزراة أو بين المواطنين الذين رحبوا بشخصه على السوشيال ميديا، أو حتى بين المختصين المنتظرين تجديد الخطاب الديني، وهو ما يلقي بمسؤوليات عديدة على الرجل الذي تقلد المنصب في وقت حساس للغاية.
ربما من الجيد هنا أن نستعيد كلمات الرئيس السيسي بشأن تجديد الخطاب الديني، وهو الأمر الذي لم تتلقفه الجهات الرسمية بقدر ما تلقفه أفراد، سواء من يطلق عليهم التنويريون أو المثقفين بشكل عام الداعمين لمدنية الدولة وتحرير الخطاب الديني من أسر التقليد الذي لبثنا فيها لقرون طويلة، غير أن مع تولي الأزهري المسؤولية يمكن القول أن الاحتمالات زادت بشدة لتحقيق الخطاب الوسطي على المنابر البعيد عن الغلو والتشديد، والتعامل مع المجتمع باعتباره مخطئ دائما.
أذكر أحد المفكرين الكبار في مصر، الذي قال في أحد اللقاءات الإعلامية أنه ذهب إلى أحد المساجد لصلاة التراويح في شهر رمضان، فما كان من إمام المسجد إلا أن شن حملة على المصلين وكأنهم خطاة لم يأتوا للمسجد، متهما إياهم تارة بالتقصير في حق الله وتارة أخرى في حق أنفسهم وذويهم. وعن هذا قال المفكر: إذا كان هؤلاء من يوجه إليهم هذا الخطاب القاسي، فمتى يكون اللين مع المصلين الذين تركوا الدنيا كلها وحضروا لصلاة التراويح؟
حقا لدينا أزمة في المساجد تتعلق بروافد الفكر المتشدد الذي غزى مصر، وهنا سيكون دور الأوقاف ووزيرها الجديد، لتغيير لهجة الخطاب الديني المستعلية على المصلين والتي تفترض بأن المجتمع ملائكي وإذا ما أخطأ صار شيطانا، فهنا فقط تتحقق رسالة «فبما رحمة من الله لنت لهم.. ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك.. فاعف عنهم واستغفر لهم وشاروهم في الأمر» صدق الله العظيم.
أستطيع القول أن الدكتور أسامة الأزهري وزير أوقاف بنكهة المصريين ودينهم الوسطي الذي تربوا عليه في القرية والحارة، وليس في الزوايا التي دمرها الفكر الأصولي المتشدد، ويكفيه مواقفه العديدة داخل وخارج مصر وقربه من المواطنين والشارع بشكل عام، فهذا أدعى ليبدأ في استعادة الخطاب الديني الوسطي وتأهيل خطباء المنابر بل وتصفية البعض منهم إذا لزم الأمر لنبذ خطاب الكراهية واستبداله بخطاب الحب والرحمة.