رسالة الزيارة الأولى لوزير الخارجية إلى جيبوتى والصومال.. القرن الأفريقي فى دائرة الاهتمام المصري
السبت، 13 يوليو 2024 08:00 صتحليل يكتبه: يوسف أيوب
أن تكون أول زيارة خارجية لوزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، بعد أدائه اليمين الدستورية إلى الصومال وجيبوتى، فهذا تأكيد على تعاظم الاهتمام المصرى بهذه المنطقة الحيوية، ففي الماضى، كانت الزيارة الأولى لوزير الخارجية، دوما ناحية الشمال أو الشرق، أو في محيطنا الإقليمى، وهى دوائر مهمة وحيوية لسياستنا الخارجية، لكن منطقة القرن الأفريقي لا تقل أهمية عن هذه الدوائر، خاصة في ظل التهديدات المتصاعدة في هذه المنطقة، والتي تؤثر بشكل مباشر على الامن القومى المصرى.
وأكتسبت هذه الزيارة أهميتها أيضاً من مضمونها، كونها جاءت بالتزامن مع تنظيم أولى رحلات الناقل الوطني شركة مصر للطيران لتدشين خط الطيران المباشر بين الدول الثلاث، فكان على متن هذه الرحلة، الدكتور بدر عبد العاطى وزير الخارجية، والدكتور سامح الحفنى وزير الطيران المدنى، في دلالة وأشارة مهمة من الدولة المصرية إلى الاشقاء في الصومال وجيبوتى، وهى أن مصر تقدر دور ومكانة الدولتان، وأن الفترة المقبلة ستشهد مزيد من التعاون السياسى والاقتصادي، في إطار الاهتمام المصرى بتعزيز مستوى العلاقات مع دول القرن الإفريقي، وكذلك رغبتها في الإسهام في دعم الاستقرار بدول المنطقة؛ اتصالاً بدور مصر الثابت في دعم الشعوب الإفريقية الشقيقة نحو تحقيق تطلعاتها التنموية؛ وهو الأمر الذي تزيد أهميته في الفترة الحالية لاسيما مع ما تمر به المنطقة من تحديات جسيمة، باتت تتطلب تكاتف دول المنطقة جميعاً لمواجهتها، وهى رسالة تلقاها الاشقاء في الصومال وجيبوتى بترحيب كبير، عبر عنه وزيرا خارجية البلدين، فالوزير الجيبوتى، محمود علي يوسف، أعرب عن تقديره لحرص وزير الخارجية على أن يكون على متن أول طائرة لخطوط "مصر للطيران" إلى جيبوتي، في إشارة تؤكد الإرادة السياسية المصرية للارتقاء بمستوى العلاقات الثنائية مع جيبوتي إلى آفاق جديدة.
كما أن وزير خارجية الصومال أحمد معلم فقي، أعرب هو الأخر عن شكره وتقديره على المبادرة المهمة التي قامت بها مصر بتدشين خط طيران بين القاهرة ومقديشو؛ لما سيكون لذلك من تأثير كبير على تعزيز الروابط والتواصل بين الشعبين المصري والصومالي.
وأهمية هذه الزيارة أيضاً، تكمن في الموضوعات التي كانت محل نقاش وزير الخارجية مع نظيريه الجيبوتى والصومالى، والتي تصدرتها التعاون الثنائي مع جيبوتى فى مجالات الصحة والكهرباء والطاقة الشمسية والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والتعليم، وفى الصومال تنفيذ مشروعات التعاون القائمة فى مجالات التعليم والتدريب وبناء القدرات والقطاع المصرفي لاسيما افتتاح فرع لبنك مصر في مقديشو بنهاية العام الجاري.
وبخلاف التعاون الثنائى، كانت هناك موضوعات شديدة الأهمية والخطورة، كونها مرتبطة بالأمن القومى الإقليمى، وفى مقدمتها موضوع أمن البحر الأحمر وتأمين حرية الملاحة الدولية، لاسيما وأن مصر وجيبوتي على سبيل المثال،من أكثر الدول تأثراً بالتطورات في هذا الممر التجاري الهام، وكذلك الأوضاع السياسية والأمنية قي منطقة القرن الافريقي وتنامي ظاهرة الارهاب والتطرف، وأهمية استمرار التعاون بين مركز الوسطية في البلدين والأزهر الشريف في مواجهة الأفكار المتطرفة.
هذه الملفات من الأهمية بحيث تكون في صدارة النقاش المصرى، مع الاشقاء في جيبوتى والصومال، في ظل توترات أقليمية تلقى بظلال كثيفة على الأمن الاقليمى، والذى يتطلب مزيد من التعاون بين دول المنطقة للتصدى لكل هذه المخاطر والتحديات، في محاولة للسيطرة على الوضع، وهى رؤية مصرية، واضحة سبق وأعلنها الرئيس عبد الفتاح السيسى، وها هي أجهزة ومؤسسات الدولة تعمل على تنفيذها بالتنسيق والتشاور مع الأشقاء في جيبوتى والصومال.