للصحافة طريق جديد

رسمت احتفالية نقابة الصحفيين أمس الثلاثاء، بالتعاون مع الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، طريقا جديد للصحافة المصرية، فخلال الـ24 ساعة الماضية، تابعنا ما قامت به الشركة المتحدة داخل نقابة الصحفيين «بيت الصحافة المصرية» خلال حفل توزيع جوائز الصحافة المصرية، وأدهشني كم الدعم الذي قدمته للنقابة الأعرق في إفريقيا والشرق الأوسط، والذي جاء في إطار الشراكة الجديدة التي عقدت مؤخرا بين الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية ونقابة الصحفيين، بهدف تعزيز التعاون في مختلف المجالات الإعلامية، والتى تعد خطوة مهمة نحو الارتقاء بمهنة الصحافة ودعم الصحفيين، ليس مهنيا فقط ولكن إنسانيا أيضًا.

 

ولعل الحراك الإيجابي الجديد الذى قامت به الشركة المتحدة، طرح سؤالا مهما، وهو، لماذا لم تهتم الدولة طوال السنوات الماضية الطويلة بهذا الصرح العملاق؟ ولعل الإجابة تأتي من سنوات الصدام بين الدولة والنقابة، فلم تكن الدولة تنظر لنقابة الصحفيين باعتبارها إحدى مؤسساتها التى يمكن أن تلعب دورا سياسيا كبيرا، لكنها كانت نظرة عداء وتربص دائم، الأمر الذى أعجز الصحفيين الحصول على حقوقهم الضائعة طوال السنوات الماضية، بل إن الدولة كانت تنظر لمطالب الصحفيين - خاصة المادية - على أنها نوع من التمييز، أو الرفاهية التي لا لزوم لها، واستمر الأمر على هذا المنوال، لكنه كان بشكل أكثر فجاجة أثناء حكم جماعة الإخوان الإرهابية، والتى تربصت بالنقابة وحاولت الاستيلاء عليها وتحويلها إلى كيان إخواني، وهو ما قاومه الصحفيون أنفسهم، ما دفع الجماعة الإرهابية لمحاصرة النقابة ومحاولة الاستيلاء على «سلالم النقابة»، بل ومحاصرة المؤسسات الصحفية ومحاولة الاعتداء على الصحفيين داخل مكاتبهم، وإرهابهم ليسيروا في ركب الجماعة، واستمرت هذه الفترة المظلمة في تاريخ مصر لفترة طويلة، عمل خلالها الصحفيون على مقاومة المد الإخواني، وجرى اعتقال أكثر من 250 صحفيا، علاوة على الموجات المتتابعة من الاعتقال والحبس وخطاب الكراهية للإعلام، واكبه تفشى الفساد فى المؤسسات الصحفية القومية، ومع توالى عمليات القبض والاعتقال سطرت نقابة الصحفيين تاريخا مشرفا من المقاومة، إلى أن انتهى عهد الإخوان. 

 

ومع بزوع نسمات 30 يونيو شهدت النقابة عصرا جديدا من التفاهم والتنسيق، دعمه ظهور كيان الشركة المتحدة الذى حول العلاقة بين النقابة والدولة إلى علاقة تكامل وتنسيق ودعم لأبناء الجماعة الصحفية، وهو ما ظهر خلال احتفالية توزيع جوائز الصحافة المصرية التي جرت برعاية مجلس الوزراء، والشركة المتحدة، التى لم تكتفِ بهذا الأمر، بل أنها ضاعفت قيمة جائزة الصحافة المصرية 3 أضعاف لتصبح 50 ألف جنيه.

 

الأكثر من ذلك الدور الإنساني الذي لعبته الشركة بالتعاون مع النقابة في إنقاذ حياة إحدى الصحفيات، وهو الدور الذي تجاوز كون الشركة تهتم بالعمل الصحفي والإعلامي، إلى الاهتمام بالعمل الإنساني، وهو ما يعني أن هناك طريقا جديدا للصحفيين قد بدأ في مصر.