المية في الجيزة

الأربعاء، 10 يوليو 2024 08:59 ص
المية في الجيزة
رضا عوض

مع حركة المحافظين الجديدة، تبقى أزمة المياه في الجيزة التحدى الأكبر الذى يواجه المحافظ الجديد، خاصة في منطقة مريوطية هرم، فثلاثة أشهر بالتمام والكمال مرت علي أهالي منطقة  تقسيم سيد عكاشة بنزلة البطران بمريويطية الهرم بدون مياه دون سبب معروف، وعلي الرغم من تقدم الأهالي بمئات بل بالألاف الشكاوي لشركة المياه بالجيزة، ولشركة مياه الهرم، ولشكاوي مجلس الوزراء، إلا أن النتيجة صفر حتي الآن، وسط معاناة أكثر من 150 منزلا، يضم عشرات الأسر، بسبب انقطاع المياه بشكل تام، ورغم الشكاوي العديد من أهالي المنطقة.
 
لم تتحرك الشركة بل الأكثر غرابة أنها ضللت شكاوي مجلس الوزراء بإجابات وهمية، عندما قامت شركة مياه الشرب بالجيزة بإبلاغ شكاوي مجلس الوزراء بأن "كل شيء تمام.. ومحابس المياه في المنطقة سليمة ومفيهاش انقطاع مياه"، وسط حالة من الذهول بين أهالي المنطقة الذين تواصلوا مع الخط الساخن لمجلس الوزراء وكانت إجابتهم بأن شركة مياه الشرب تقول أن المياه "شغالة ومفيش انقطاع"، الأمر الذي أثار حفيظة الأهالي.
 
ومع استمرار الأزمة التي لم يجدوا لها حلا حتي الآن، لم تنقطع شكاوى المواطنين بالاتصال بالخط الساخن ليل نهار، واكتفي مسئوليه بتلقي الشكاوى دون اتخاذ رد فعل، وهو ما دفع البعض إلي الذهاب لمقر شركة مياه الشرب بالهرم، محاولين مقابلة رئيس الشركة، إلا أن الرد كان جاهزا: المدير مش موجود.. في مرور برا. كما رفض موظفي الشركة إعطاء إجابة واضحة للأهالي عن سبب انقطاع المياه طوال هذه الفترة، وأكد الأهالي أن المياه كانت تأتي لمدة ساعتين في اليوم من الساعة الرابعة فجرا حتي السادسة صباحا لمدة ساعتين فقط، حيث كان الأهالي يسارعون بتخزين كل احتياجاتهم التي يمكن أن تكفيهم باقي اليوم انتظارا لفجر اليوم التالي، مؤكدين أنهم كانوا راضين بهذا الوضع الغير انساني، إلا أن هذا الوضع تبدل تماما الآن وانقطعت المياه منذ 3 أشهر.
 
المثير للاستغراب أن المنطقة تحولت إلي سوق لبيع المياه بالفعل، بسبب انتشار سيارات المياه التي تحمل "جراكن ضخمة" لبيعها للأهالي، في حين استسلم بعض الأهالي لاستخدام "الطرومبة"، وهي عبارة عن مياه جوفية لكنها غير صالحة للشرب، وصار المشهد المألوف الوحيد هو انتشار عربات بيع المياه، مع وجود سيدات وأطفال يحملن جراكن المياه علي رؤوسهن في طريقهم لحنفيات المياه البعيدة عن المنطقة بالمجان، حيث يضطر الأهالي لاستقلال توك توك للوصول إلي أماكن حنفيات المياه، في حين يقف البعض الأخر أمام عربات بيع المياه لشراء حصة تكفي يومه.
 
من ناحيته رد رئيس شركة مياه الشرب بالهرم عبر اتصال تليفوني قائلا: والله المنطقة سارقة المية.. واحنا هنحاول نشوف حل. وعن سبب عدم نزول موظفي الشركة لتحرير محاضر للمنازل التي قامت بسرقة المياه وعمل "طبات" لخطوط المياه، رد قائلا: هنشوف!.
 
الأغرب أنه قال أن هناك خطة لإدخال المياه إلي المنطقة، وأن المشروع جري رسمه وتم أخذ الاعتماد المالي عليه، لكنه لم يبرر سبب التأخير في تنفيذ المشروع، وعن سؤاله عن موعد التنفيذ رد قائلا: يمكن الأسبوع اللي جاي أو الشهر شهرين اللي جايين.. ربنا يسهل".
 
أهالى المنطقة يحدوهم أمل بان يتحرك محافظ الجيزة الجديد لحل الأزمة، وإيجاد بديل يوفر للأهالى المياه.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة