ابتسامة أطفال غزة جسر أمل على نهر من اليأس

الأربعاء، 10 يوليو 2024 04:30 ص
 ابتسامة أطفال غزة جسر أمل على نهر من اليأس
هانم التمساح

ما تعلمته على مر الزمن هو أن التفاؤل جزء مهم جدا من القيادة، أعتقد أن أي نجاح في الحياة يتم عن طريق التفاؤل وبطبيعتي أنا شخص متفائل، و تفاؤلي يؤكد أن الخير يأتي في النهاية. فأصحاب المشاريع الكبرى لديهم قدر كبير من التفاؤل الذي لا يمكن إيقافه

.تأسرني ابتسامة أطفال غزة المنتفضون من تحت الردم ،بوجوههم التي يغطى ملامحها غبار الهدم وشقاء الحرب التي طال امدها وأكلت الأخضر واليابس ..والمخضبة بدماء جروحهم ، ومع ذلك يبتسمون ويلهون في عدة مشاهد رأيناها تؤكد أن    من يعش آملا يمت راغباً .. الأمل صبر المعذبين . وعندما لا يبقى لدينا أمل  يبقي الله ..وتبقى الثقة في عدله مهما طال أمد الحرب والاحتلال .

 علمتني ابتسامة أطفال  غزة أن الأمل غذاء المنفيين  و الثقة بالله أزكى أمل،  علمتني  أن التفاؤل هو الإيمان الذي يؤدي إلى الإنجاز ومن يغرق يتعلق بعود قش ،علمتني  مشاهد الأطفال التي تخرج من تحت الأنقاض تتنفس الحياة صدق المثل القائل "أعطني عمر وارميني بالبحر".

 الطفلة شام  صغيرة في العمر حيث لا يتعدى عمرها سنة ظهرت ترتجف وهى تعانى من إصابات في الرأس ولن تتوقف عن البكاء الذي كاد أن يوقف أنفاسها، وجعلت العالم يشعر بالحزن، وشاهدت هذه الأهوال من قصف ودمار بسبب غارات إسرائيل على غزة، و بعد أيام من انتشار مقطع الفيديو، ظهرت مرة أخرى وهي تبتسم وتتعالى الضحكات، فهي طفلة من أبسط حقوقها أن تبتسم وتضحك وتعيش حياة أكثر أمانا.

 مقطع فيديو شهير ظهر فيه الطفل الذي يلقن شقيقه الصغير الشهادة، وهو يقول له قول ورايا أشهد ألا إله إلا الله ، ويردد قول ورايا يا عمر، سامعني، كان أخيه ينزف، وتعاطف معه رواد مواقع التواصل الاجتماعي، ونشرت بعد ذلك صورة تجمع بين الطفل وشقيقه وهو يرفع علامة النصر ويبتسم، وكأنه يريد إرسال رسالة للعالم مفادها أن هناك أمل لزوال الغمة والانتصار في النهاية.

 ثلاثة أطفال  ظهروا أيضا يرفعون علم بلادهم وهو يلتقطون صورة من بين أنقاض المنازل المهدمة والابتسامة تعلو وجوههم رغم الخراب الذي يعم المكان، ليؤكدوا أن الشعب الفلسطيني هو ( شعب الجبارين ) بالفعل كما كان يطلق عليه الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات

 

علمني هؤلاء الصغار ان  أول الشجرة بذرة. وهؤلاء هم بذرة النصر القادم وعودة الأرض لأصحابها  .رغم كل  مشاهد البؤس والدمار الا أننى كلى تفاؤل بأن ابتسامتهم ستهزم بارود الاحتلال .. إنما المستقبل لأولئك الذين يؤمنون بجمال أحلامهم. قد تتحمل الألم ساعات، لكن لا ترض باليأس لحظة. ابتسم فإن كل شخص تقابله يحمل أعباء كثيرة أنا لا أطلب الكثير اطلب تلك الإبتسامة.  

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة