وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف جالانت من أبرز المتهمين فى تلك القضية، وهما أول شخصين تتهمهما محكمة دولية رسميا بالتجويع المتعمد، وهى واحدة من سبع تهم أعلن المدعى العام للمحكمة الجنائية الدولية، كريم خان، أنه سيطلب إصدار أوامر اعتقال فى شهر مايو الماضى على أساسها.
وأكد خبراء فى القانون الدولى ومسئولو إغاثة إن خطوة خان هى دليل على قوة القضية، وذلك على الرغم من احتمال تعرض المدعى العام للمحكمة الجنائية لعقبات عملية وإجرائية مع استمرار القضية، وفقا للصحيفة.
وأشارت (واشنطن بوست) إلى أن هيئة تابعة للمحكمة مؤلفة من ثلاثة قضاة، وتعرف باسم الدائرة التمهيدية، تعكف على النظر فيما إذا كانت ستصدر أوامر بالقبض على المسئولين الإسرائيليين بتهم التسبب فى المعاناة وتجويع المدنيين فى غزة، التى يقول الخبراء القانونيون إنها ربما تكون الأقوى.
وأوضحت أنه يجب على القضاة تقييم ما إذا كانت هناك أدلة كافية لتقييم أن العوامل التى تسببت فى أزمة الجوع فى غزة ناتجة عن سياسات الحكومة الإسرائيلية أو سلسلة من الأحداث المستقلة.
ونقلت الصحيفة عن المحاضرة البارزة فى كلية الحقوق بجامعة موناش، فى ملبورن بأستراليا ، مونيك كورميه ، قولها " إن المشكلة الأساسية تكمن فى أن المحكمة الجنائية الدولية لم تكن واضحة للغاية بشأن أسس ولايتها القضائية على رؤساء الدول غير الأعضاء، على الرغم من أنها أتيحت لها الفرصة للتعامل مع هذه المسألة من قبل".
وقالت الصحيفة إن التصريحات الصادرة عن مسئولين إسرائيليين بارزين، خلال الأسابيع الأولى من الحرب، تكشف عن خطة إسرائيل لعزل غزة عن العالم الخارجي، على الرغم من اعتماد سكان القطاع البالغ عددهم أكثر من 2 مليون نسمة على المساعدات الإنسانية بشكل أساسي.
وتابعت أنه بعد يومين من الحرب، أعلن جالانت، أنه أمر بفرض "حصار كامل" على قطاع غزة، قائلًا: "لن يكون هناك كهرباء ولا طعام ولا وقود، نحن نقاتل حيوانات بشرية وسنتصرف وفقا لذلك"، بينما قال نتنياهو، وتحديدا فى 18 أكتوبر الماضي، إن إسرائيل لن تسمح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة حتى تطلق حماس سراح أكثر من 250 محتجزا، بيد أن إسرائيل رضخت فى النهاية بعد ضغوط أمريكية، وعلى الرغم من ذلك تراجعت نسبة المساعدات بكثير عن مستويات ما قبل الحرب.
ونقلت الصحيفة عن أستاذ القانون الدولى فى كلية فليتشر للقانون فى الولايات المتحدة توم دانينباوم :"التحدى فى تقييم أى هجوم، هو تقييم ما تم استهدافه، وما هى المعلومات المعروفة والعواقب المتوقعة، وبدلا من التركيز على الحوادث الفردية، سيحاول خان بناء جمع مجموعة كبيرة من الأدلة لدعم قضيته".
وتابع دانينباوم "إن السؤال الأبرز هو، كيف سيثبت خان ما إذا كان المسؤولين الإسرائيليين قد حرموا المدنيين من الأساسيات التى تبقيهم على قيد الحياة، مع علمهم بأن المدنيين سيموتون جوعا نتيجة لذلك".
وتشمل جرائم الحرب التى يتهم خان نتنياهو وجالانت بها، "تجويع المدنيين كأسلوب من أساليب الحرب، وتعمد إحداث معاناة شديدة، أو إلحاق أذى خطير بالجسم أو بالصحة، والقتل العمد أو القتل، وتعمد توجيه هجمات ضد السكان المدنيين، أما الجرائم ضد الإنسانية فتشمل الإبادة و/أو القتل العمد بما فى ذلك فى سياق الموت الناجم عن التجويع، والاضطهاد، وأفعال لا إنسانية أخرى.