متى يحاكم نتنياهو على جريمة الإبادة؟

الإثنين، 08 يوليو 2024 04:00 ص
متى يحاكم نتنياهو على جريمة الإبادة؟

مع مرور 9 أشهر كاملة من العدوان الإسرائيلي على غزة، ارتكب فيها قادة الاحتلال أبشع الجرائم، والمجازر التي يندى لها الجبين في حق الفلسطينيين، بات من الضروري أن تلقى الدعوات المطالبة بمحاكمة مرتكبي تلك الإبادة الجماعية آذان صاغية.

فلا يزال الوضع باق كما هو عليه. تحركات مستمرة للقضاء الدولي متمثل في محكمة العدل الدولية والجنائية الدولية من أجل إثبات ارتكاب إسرائيل جرائم الإبادة الجماعية، وأيضاً تفعيل مذكرات الاعتقال الصادرة بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والقادة الإسرائيليين المتهمين بجرائم ضد الإنسانية، ولكن كل هذه الإجراءات رغم أهميتها إلا أنها لم تكن قادرة بالضغط على تل أبيب، من أجل وقف الجريمة أو حتى تخفيض التصعيد الإسرائيلي في قطاع غزة.

أول أمس خرجت تسريبات تكشف عن زيارة كانت مقررة للمدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان إلى غزة، في اليوم الذي قدم فيه طلبه لإصدار مذكرات اعتقال قادة إسرائيل، ولكنه فضل أن يلغي فجأة مهمته التي كانت هدفها جمع الأدلة.

لا يمكن تجاهل أن موقف خان الذي لم يتح للزعماء الإسرائيليين الفرصة لاتخاذ أي إجراء للرد على اتهامات جرائم الحرب هو إيجابي جداً، حيث ساهم في بدء المحكمة الجنائية بالتحقيق في الأمر، مفضلا خان أن يقدم طلب الحصول على مذكرات الاعتقال بحق قادة إٍسرائيل في جرائم تشمل "التجويع" و"القتل العمد" و"الإبادة و"القتل" مستنداً إلى تقييمه بأن هناك أدلة كافية للمضي قدما، ووجهة نظر مفادها أن طلب أوامر الاعتقال على الفور يمكن أن يمنع الجرائم المستمرة.

ولكن تتزامن كل هذه التحركات الإيجابية من جانب خان، مع ضغوط واسعة تمارس ضد المحكمة الجنائية الدولية ربما تعيقها من الاستمرار في البت بالقضية، وهو ما حذر منه الكثير من المطلعون والدبلوماسيون والقانونيون الذين اطلعنا على آرائهم الخاصة بمسار محاكمة قادة الاحتلال والنفوذ الواسع لدى الدول الصديقة لإسرائيل على المحاكم الدولية.

وبنظرة بسيطة على ما تحدثت عنه وكالة رويترز حول تحرك خان المفاجئ بطلب إصدار مذكرات اعتقال قبل التوجه إلى غزة سنلاحظ كم الضغوط الأمريكية التي تمارس من أجل منع محاكمة نتنياهو ووزرائه، وتمثلت في تهديدات واشنطن لجنائية الدولية بإجراءات صعبة وربما عقوبات إذا أصدرت مذكرة اعتقال بحق نتنياهو.

وردت وزارة الخارجية الأمريكية على خطوة خان المفاجئة بأن التعاون مع المحكمة الجنائية الدولية تضرر جداً في حين طالب رئيس لجنة الشؤون الدولية بمجلس النواب مايكل ماكول بفرض عقوبات على مسؤولي محكمة الجنايات الدولية المشاركين في التحقيقات بحق حلفاء الولايات المتحدة في إشارة إلى قادة إسرائيل المشتركين في الحرب على غزة.

تعني الردود الأمريكية والإجراءات التي تتخذها لتخويف المحكمة الجنائية الدولية، مستخدمة كافة نفوذها لمنع اعتقال نتنياهو، أن القضاء الدولي في معظمه رضائي، فهو يريد أن يعطي الحق لأصحابه ولكن الأدوات والضغوط التي تمارس عليه لم تعطيه القدرة على تحقيق ذلك.

فحتى وأن كانت قرارات المحاكم الدولية ذو أهمية في تغيير الرأي العام الدولي لخدمة القضية الفلسطينية، إلا أنها على الأرض تكشف عن واقع أليم نفوذ وسيطرة دولية من قبل بعد الدول لتسيير القرارات لمصالحهم ومصالح حلفائهم.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة