هل تعترف إيطاليا بدولة فلسطين؟ .. النواب الإيطالي يقر اقتراح الأغلبية بشأن فلسطين وحل الدولتين
الأحد، 07 يوليو 2024 12:48 م
بعد اعتراف إسبانيا وأيرلندا والنرويج وسلوفينيا رسميا بدولة فلسطين مستقلة شهر مايو الماضي في موقف عبر عن رفض واسع لاستمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، بدا واضحا أن هناك تحركات أوروبية أخرى لصالح القضية الفلسطينية.
وقال سفير فلسطين لدى روسيا عبد الحفيظ نوفل في تصريخ سابق أن هناك مجموعة من الدول الأوروبية تنوي اتخاذ نفس الخطوة وقال إن "بلجيكا ولوكسمبورج والبرتغال ستعترف قريبا بدولة فلسطين".
هذه الدول هي لم تكن الوحيدة التي تنوي الاعتراف بفلسطين دولة مستقلة، فقبل أيام، وافق مجلس النواب الإيطالى على اقتراح الأغلبية بشأن فلسطين، فى نص قرار يُلزم حكومة يمين الوسط بدعم "المبادرات الرامية إلى الاعتراف بدولة فلسطين فى إطار حل تفاوضى يقوم على التعايش بين دولتين ديمقراطيتين ذات سيادة، يمكنهما الاعتراف ببعضهما البعض والعيش جنبا إلى جنب فى سلام وأمان".
وقالت مذكرة مقتضبة لمجلس النواب الإيطالي، أوردتها وكالة الأنباء الإيطالية (آكي) اليوم الخميس، إنه مع ذلك، تم رفض الاقتراحات التى قدمها كل من الحزب الديمقراطى ، وحركة خمس نجوم ، وتحالف (اليسار ـ الخضر) ، بينما وافق المجلس أيضاً، على أجزاء من الإقتراحات التى قدمتها أحزاب التحرك ، ويطاليا حيّة ، و(أوروبا+).
وكانت رئيسة مجموعة الحزب الديمقراطى المعارض قد اتهمت الحكومة الإيطالية، خلال نقاش اليوم بمجلس النواب الإيطالى حول الأزمة بالشرق الأوسط، باختيار ما وصفته بـ”الجمود المثير للقلق” بشأن الحرب الراهنة بين إسرائيل وحركة حماس.
وقالت كيارا براجا :"طالبنا الحكومة بالإعتراف بدولة فلسطين بناء على مبدأ الشعبين والدولتين متتبعين البيانات المتعددة الصادرة عن الأمم المتحدة واختيارات بعض الدول الأوروبية المهمة مثل إسبانيا والنرويج”.
وأضافت "رغم كل هذا، اختارت الحكومة مرة أخرى الجمود المثير للقلق ، فقد خرجت إيطاليا الآن عن التقليد الدبلوماسى الذى جعلها رائدة سياسة السلام والتعايش فى منطقة البحر الأبيض المتوسط، ووضعت نفسها فى مأزق خطير".
واتهمت البرلمانية الإيطالية المعارضة حكومة يمين الوسط بأنها "لم تنخرط لدعم وقف إطلاق النار، ولا إدانة انتهاك إسرائيل للقانون الدولي، ولا مبادرة لتجنب توسع الحرب نحو لبنان ، حيث توجد بعثة حفظ سلام إيطالية مهمة فى إطار قوة اليونيفيل".
وأضافت "لا نتوقف هنا وكما فى عام 2015 عندما ألزم البرلمان الحكومة بالاعتراف بفلسطين، سنعمل على تحقيق هذا الهدف مقتنعين بأنه خطوة أساسية لم تعد قابلة للتأجيل لبناء السلام فى الشرق الأوسط".
من جانبه، قال برلمانى إيطالى معارض، "يجب أن تكون لدينا القدرة على دعم السياسة التى تتبنّاها بلادنا دائماً، تجاه حل الشعبين والدولتين، لكن هناك حاجة لاعتراف متبادل قبل عملية السلام، التى لا يمكن البدء بها إلا مع انتهاء الصراع الدائر".
وقال نائب رئيس حزب "التحرّك" ورئيس كتلته فى لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الإيطالي، إيتّورى روزاتو، فى مداخلة باجتماع اليوم الخميس، "إن حل الشعبين والدولتين يجب أن يكون التزاما يتسم به العمل الدبلوماسى الذى تتحدث فى إطاره أوروبا بصوت واحد".
وأوضح البرلمانى الإيطالى أن "الوثبات إلى الأمام التى أقدمت عليها بعض الدول، تُعدّ خطوة إلى الوراء بالنسبة لأوروبا، كما تضر بالقضية الإسرائيلية والفلسطينية أيضاً".
واختتم بالقول "يجب أن يكون هناك قرار أوروبى رسمي، من شأنه أن يسهل طريق السلام الضرورية لتحقيق مثل هذا الهدف المعقد".
وتعترف عشرات الدول بالفعل بفلسطين كدولة مستقلة، لكن الزخم الحاصل الآن بين الدول الأوروبية والذي تجسد في اعتراف رباعي بالإضافة إلى ثلاث دول تنوي اتخاذ الخطوة ستكون له آثار مهمة خلال الفترة المقبلة.
ويرى مراقبون أن هذه القرارات ستودي إلى أن تكون إسرائيل أكثر عزلة على الساحة الدولية، ووفق تقارير، فإن الأمر الأكثر أهمية هو أن الاعترافات الجديدة تشير إلى وجود ضغط دولي واسع لإحياء عملية السلام مرة وأخرى، ومن ثم الحديث عن حل الدولتين.