إسرائيل تعادي الأديان بعد حرائق المسجد الأقصى في سيتينات القرن الماضي.. تفرض ضرائب على الكنائس بالأراضي المقدسة وتهدد الوجود المسيحي
الأحد، 07 يوليو 2024 12:30 م
تستمر إسرائيل في معاداة الأديان بالاستمرار في استفزاز المسلمين والمسيحين وذلك باستهداف أماكن عبادتهم ومقدساتهم، فبعد أن كانت سببا في حرائق مسجد الأقصى التي اندلعت قبل عشرات السنوات، اليوم تستمر في مضايقة الأقباط فارضة ضرائب مرتفعة على الكنائس بالأراضي المقدسة مهددة الوجود المسيحي.
ومن هنا حذرت اللجنة الرئاسية العليا لمتابعة شؤون الكنائس في فلسطين، كنائس العالم، من استئناف سلطات الاحتلال خطتها لفرض الضرائب على ممتلكات الكنائس في جميع أنحاء القدس الشرقية، وإسرائيل.
وقالت اللجنة - في رسالة بعثت بها إلى كنائس العالم - إن هذه الخطوة "تهدد وجود هذه المؤسسات التاريخية بحد ذاته"، مشيرة إلى أن هذا القرار، الذي جُمّد لكنه لم يُلغى سابقا عام 2018 وسط احتجاجات عالمية وإغلاقٍ لكنيسة القيامة لثلاثة أيام متتالية، أدى إلى إثارة المخاوف بشأن الحريات الدينية والاستقرار في الأراضي المقدسة.
وأضافت أن "السياسة الضريبية الإسرائيلية المتجددة تشكّل خطرًا جسيمًا على الاستدامة المالية للكنائس، ما يؤثر على قدرتها على تقديم الخدمات الخيرية والاجتماعية والتعليمية الأساسية، وتقوّض تقاليد عمرها قرون وتنتهك القانون الدولي، كما تشكّل اعتداءً مباشراً على الحقوق الدينية والثقافية والاجتماعية الفلسطينية".
وأشارت اللجنة إلى أنّ الإجراءات الإسرائيلية العنصرية بحق الكنائس والمؤسسات التابعة لها وفرض الضرائب عليها، من شأنه الضغط على الكنائس والمسيحيين لتحقيق المساعي الإسرائيلية المتطرفة في تهجيرهم قسراً للوصول إلى هدفها الرئيس المتمثل بتهويد القدس المحتلة.
وحثّت اللجنة، الكنائس في جميع أنحاء العالم إلى اتخاذ التدابير اللازمة لوقف هذا التدخل، مشددة على الحاجة الملحة للتدخل الدولي لحماية حقوق الكنائس والحفاظ على الوضع الراهن في القدس.
وأكدت أن اتخاذ إجراء فوري يعد أمراً بالغ الأهمية لمنع المزيد من زعزعة الاستقرار، وضمان استمرارية الكنائس وسط هذه الأوقات العصيبة.
وفى 21 أغسطس من عام 1969، اندلعت حرائق المسجد الأقصى على يد مستوطن يهودى أسترالى الجنسية>
وبدأت القصة صباح يوم الخميس يوم 8 جمادى الآخرة 1389هـ - 21 أغسطس 1969م، عندما اقتحام المتطرف الصهيونى "مايكل دينس" أُسترالى الجنسية المسجد الأقصى من باب الغوانمة، أحد أبواب المسجد، وأشعل النار فى المُصلى القبلى بالمسجد، واستمر اشتعال النيران في المسجد حتى الساعة الثانية عشرة ظهراً، مما أدى إلى حرق وتدمير منبر صلاح الدين، وحرق وإتلاف معظم خشب السقف الجنوبي منه، وأوشكت أن تصل النار إلى قبته.
كما هبّت النيران على واجهات المسجد وأسقفه وزخارفه وكُل محتواياته، إضافة إلى ذلك التهمت النيران منبر المسجد الذى أحضره صلاح الدين الأيوبى من حلب، وقام الاحتلال الإسرائيلى بقطع الماء عن المُصلى وتباطأ فى إرسال سيارات الإطفاء.
ويوضح كتاب "دراسات فى التراث الثقافى لمدينة القدس" لمجموعة من الباحثين، إن الحريق أدى إلى إحراق الجامع القبلى الذى سقط سقف قسمه الشرقى بالكامل، كما احتراق منبر نور الدين زنكى، وأجزاء من مسجد عمر المجاور للمسجد الأقصى وكامن سقفه من الطين والجسور الخشبية، وكذلك محراب زكريا المجاور لمسجد عمر، وأروقة وسجاجيد نادرة، وجزء من سورة الإسراء مصنوعة من الفسيفساء المذهبة فوق المحارب.
ووفقا لوكالة "وفا" الفلسطينية، فأن إسرائيل قامت في ذلك اليوم بقطع المياه عن منطقة الحرم فور ظهور الحريق، وحاولت منع المواطنين العرب وسيارات الإطفاء التي هرعت من البلديات العربية من القيام بإطفائه، وكاد الحريق يأتي على قبة المسجد المبارك لولا استماتة المواطنين العرب (مسلمين ومسيحيين)، فقد اندفعوا عبر النطاق الذي ضربته قوات الشرطة الإسرائيلية، وتمكنوا من إطفاء الحريق. وادعت إسرائيل في البداية أن تماساً كهربائياً كان السبب في الحريق.
ولكن تقارير المهندسين العرب أوضحت بجلاء أن الحريق كان بفعل أيدٍ مجرمة مع سبق الإصرار والتصميم، الأمر الذي اضطر الحكومة الإسرائيلية إلى الإدعاء بأنها قبضت على الفاعل وهو شاب يهودي استرالي (دنيس) كان دخل فلسطين المحتلة قبل أربعة أشهر من وقوع الحريق، وأنها ستقدمه للمحاكمة. ولكن لم يمض وقت طويل حتى أعلنت أن دنيس هذا شخص معتوه وأطلقت سراحه.