7 يوليو ذكري استشهاد العقيد" أحمد منسي" قائد ملحمة البرث

الأحد، 07 يوليو 2024 11:18 ص
7 يوليو ذكري استشهاد العقيد" أحمد منسي" قائد ملحمة البرث
ريهام عاطف

حفر أبطال ملحمة "البرث" في يوليو عام 2017  بقيادة الشهيد العقيد أركان حرب أحمد منسي، سطرا جديدا في بطولات الجيش المصري، سوف تتناقله الأجيال لجنود خاضوا أحد أنبل المعارك العسكرية في تاريخ الأمة المصرية، في معركة انتصرت فيها الإرادة الوطنية الحرة، ضد مخططات الشر والإرهاب.
 
المنسي
المنسي
العقيد أحمد منسي والكتيبة 103 صاعقة
 
سطر رجال الكتيبة 103 صاعقة، بقيادة الشهيد العقيد أركان حرب أحمد منسي، ملحمة بطولية كبرى، وذلك بمنطقة البرث التي تقع في مدينة رفح بشمال سيناء.
ففي عام 2017 صدرت الأوامر للشهيد العقيد أركان حرب أحمد منسي، بالتوجه إلى رفح، لقطع الإمدادات واللوجستيات على العناصر الإرهابية والتكفيرية، وبالفعل ذهب "منسي" ورفاقه لتنفيذ مهمتهم، واتخذوا من أحد المواقع في منطقة البرث، تمركزا لهم ونقطة انطلاق لهم، حيث تعتبر إحدى المناطق الاستراتيجية الواقعة في مدينة رفح.
 
موقع البرث
موقع البرث
 وفي فجر 7 يوليو من عام 2017، اقتحمت "سيارة مفخخة"، حاجزًا أمنيًا، قبل قوة تمركز كتيبة منسي ورفاقه، وذلك بهدف تشتيت قوات الأمن، وبعدها، قامت العناصر الإرهابية، بعملية الهجوم على الشهيد أحمد منسي، وأبطال القوات المسلحة المتواجدين معه ،  بهدف اختراق الحواجز والتحصينات المحيطة بالتمركزات المستهدفة، وذلك عبر إحداث موجة انفجارية هائلة، تركز على هدم الموقع الذي كان يتمركز فيه الشهيد العقيد أركان حرب أحمد منسي ورفاقه، والهجوم عليه من عدة جهات مدروسة عبر قذائف الهاون والـ "آر بى جي"، فى ظل عجز العناصر الإرهابية عن المواجهة المباشرة مع القوات المتمركزة.
 
وكانوا حقا خير أجناد الأرض، فقد تعامل أبطال القوات المسلحة، مع السيارة المفخخة، دون خوف، لكن لشدة تدريعها، انفجرت قرب الكمين، وبعدها بلحظات كان هناك عدد من سيارات الدفع الربع، مُحملة بالعشرات من العناصر الإرهابية والتكفيرية، مُحملين بالأسلحة المختلفة، قاموا بتطويق التمركز الأمني بالكامل، والاشتباك مع عناصر القوات المسلحة التي كانت مُتمركزة.
 
حاول عشرات الإرهابيين محاولة احتلال التمركز الأمني، لكن أبطال القوات المسلحة كان لهم رأي غير ذلك، ودارت معركة شرسة استمرت فترة طويلة، أظهر فيها أبطال الجيش ملحمة بطولية في هذا اليوم، حيث قاتلوا وردوا على الهجوم الإرهابي بكل قوة وشجاعة وثبات وقد آتت قوات الدعم إلى أبطال الكتيبة 103 صاعقة بمنطقة "البرث" في رفح، وأثناء مجيء قوة الدعم، تم قتل عشرات التكفيريين على يد الشهيد العقيد أركان حرب أحمد منسي وأبطاله من ضباط وجنود القوات المسلحة.
استشهاد العقيد أحمد منسي
استشهد البطل العقيد أحمد منسي نتيجة إصابته بطلقة رصاصة، حيث كان "منسي" فوق سطح المبنى الذي تمت محاصرته، وكان الشهيد "منسي" في تلك اللحظات يطلق النيران على العناصر الإرهابية من فوق سطح المبنى للدفاع عن التمركز الخاص به وللدفاع عن باقي زملائه من ضباط وجنود القوات المسلحة.
فكان هدف العناصر الإرهابية والتكفيرية هو العقيد أحمد منسي ، الذي استطاع أن يقضي على العشرات من العناصر التكفيرية والإرهابية في شمال سيناء ، منهم قيادات مهمة داخل صفوف التنظيم الإرهابي، لذلك ، أصبح "منسي" هدفاً لخوارج العصر في شمال سيناء.
273825113_499073025152101_2899930658837276483_n
 
أحمد منسي
ولد الشهيد البطل العقيد أركان حرب أحمد صابر منسي، في مدينة منيا القمح، بمحافظة الشرقية، عام 1978، والتحق بالكلية الحربية وتخرج ضمن الدفعة 92 حربية، ثم عمل ضابطًا بوحدات الصاعقة، كما خدم الشهيد لفترة طويلة في الوحدة 999 قتال وهي وحدة العمليات الخاصة للصاعقة المصرية التابعة للقوات المسلحة.
التحق "منسي" بأول دورة للقوات الخاصة المعروفة باسم الـ "SEAL" عام 2001، ثم سافر للحصول على نفس الدورة من الولايات المتحدة الأمريكية عام 2006.
96104528_116135986754073_449369947005517824_n
 
حصل الشهيد على ماجستير العلوم العسكرية "دورة أركان حرب" من كلية القادة والأركان وتولى الشهيد قيادة الكتيبة 103 صاعقة خلفًا للشهيد العقيد رامي حسنين الذي استشهد في شهر أكتوبر عام 2016، والشهيد كان مشهودًا له بالكفاءة والانضباط العسكري وحسن الخلق من الجميع وهو متزوج وأب لثلاثة أطفال.
منسي أيقونة الإنسانية
لم يكن العقيد أحمد منسي مقاتلا من طراز فريد فقط، وأحد أبطال الصاعقة المصرية، بل كان أيقونة في الإنسانية ،فقد كان للشهيد أحمد منسي  العديد من المواقف الإنسانية التي لا تُحصى، سواء كان في داخل نطاق عمله، أو مع أصدقائه وجيرانه، أو مع أي فرد كان يحتاج لمساعدة، فكان يقدم المساعدة لأي إنسان محتاج.
ففي نطاق عمله كان ودودًا للغاية مع ضباطه وجنوده، ويتعامل معهم كالأخ وليس القائد الذي يعطى أوامرهُ، مما ساهم في خلق حالة فريدة داخل كتيبته العسكرية وأصبح الجميع يعمل على قلب رجُل واحد، كما أن الشهيد كان يقوم بزيارة الضباط والجنود في مدنهم وقُراهم ليطمئن على أحوالهم.
وعن مواقفه الإنسانية، فقد حكت زوجته السيدة منار في إحدى الندوات التثقيفية الخاصة بالقوات المسلحة أنه إذا كان يرى سيدة ومعها أطفال، كان يقوم بتوصيلهم إلى باب المنزل الخاص بهم، كما أنه لم يبخل على أحد سواء كان مساعدات مادية أو معيشية أو نفسية، وذلك في حالة فريدة نادرا ما توجد في هذا الزمان.
تدوينه المنسي
تدوينه المنسي
وقد كانت علاقة الشهيد العقيد أحمد منسي بأهالي شمال سيناء، ذات طبيعة خاصة، حيثُ كان يلتقى أهالي وعواقل القرى والمناطق في مدن العريش والشيخ زويد ورفح، ويتعامل معهم باحترام وتقدير، كما كان يبحث مطالبهم ويرسلها للقيادة للعمل على حلها، كما أن الشهيد كان محبوبا من العرب والبدو في سيناء وكانت له علاقات قوية تعتمد على الثقة المتبادلة بينه وبين شيوخ القبائل.
كما أن للشهيد "منسي" العديد من المواقف مع أطفال سيناء، حيث كان يقوم بزيارتهم في مدارسهم، ويلقي عليهم بعض الحكايات الوطنية عن سيناء والجيش المصري في أوقات راحته، كذلك كان يقوم بشراء الهدايا لهم، مما جعله يخلق حالة فريدة بين الأطفال والطلبة، ونجح في توضيح الكثير من الأمور التي كانت غائبة عنهم.
 
تكريم الشهيد المنسي
 
تكريما للشهيد المنسي ، افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، الكوبري العائم الذي يربط قناة السويس القديمة والجديدة ببعضهم البعض ويقع بمنطقة نمرة 6 بمدينة الإسماعيلية والذي يحمل أسمه.
 
عائلة المنسي
عائلة المنسي
 كما تم تكريم أسرتهُ وزوجتهُ في الندوة التثقفية التي أقامتها القوات المسلحة، تقديرًا وعرفانًا للبطولات التي قام بها لخدمة الوطن، بالاضافه إلي إطلاق اسمه على عدد من المدارس بمحافظة الشرقية، كما تم افتتاح نصب تذكاري له في محافظة الشرقية، وتم عقد العديد من الدورات بإسم العقيد أحمد منسي.
كما أطلق أسماء شهداء الكتيبة 103 صاعقة على العديد من المدارس والمنشآت، والطرق، حتى يتذكر الجميع، كيف دافع أبطال القوات المسلحة، عن الأرض والعرض في سيناء، وكيف سطروا ملحمة عسكرية، ستسجل في التاريخ المصري بكل فخر.
 
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق