ويبقى أثر الدماء الذكية.. المنسي ورفاقه في كمين البرث نالوا الشهادة دفاعا عن أرض سيناء ببطولات يخلدها التاريخ
الأحد، 07 يوليو 2024 07:00 ص
حكاية أهل البرث قصة تضحية وبطولة تعبّر عن جوهر الشهادة في الجيش المصري وعن طبيعة الشعب المصري بشكل عام. هذه القصة، بكل ما تحمله من معاني البسالة والوقوف حتى النفس الأخير لحماية الوطن، تجسدت ببطولات الشهيد المنسي ورفاقه. أبطال قدموا أرواحهم فداءً لمصر، وبطولاتهم تجلت بشكل أكبر بعد استشهادهم، فظهرت قصص المنسي وشبراوي وفراج ومحمد عزت وخالد دبابة، وكل واحد منهم يمثل صورة من صور التضحية والفداء.
وقعت المواجهات في كمين البرث بمدينة رفح المصرية منذ سبع سنوات، لكنها كانت معركة حاسمة ما زلنا نشعر بصداه حتى اليوم. الأبطال بدمائهم الطاهرة حافظوا على مدينة رفح، مما يبرز مدى الأمان الذي نعيشه الآن. هل يدرك الزوار الجدد في رفح الفلسطينية والعريش والشيخ زويد أن هذه الأرض قد رُويت بدماء آلاف الشهداء؟ الشهيد المنسي ورفاقه قاوموا لعدة ساعات ضد قوى الشر التي كانت تفوقهم عدداً، وما زالت تسجيلات الجهات المعنية توضح مدى الخوف الذي تملك الأعداء رغم كثرتهم، أمام صمود مجموعة صغيرة من الأبطال في كمين البرث.
ملحمة البرث تعبّر عن قيمة التضحية والفداء التي تخلد ذكرى الأبطال، وهي قيمة تتجسد في عقيدة مقاتلي الجيش المصري، كما أظهرتها مئات المواجهات على أرض سيناء وأماكن أخرى منذ عام 2013 وحتى إعلان رئيس الدولة المصرية خلو مصر من الإرهاب. لم نكن لنصل إلى هذا الإنجاز إلا بفضل التضحيات الواقعية والحقيقية، مثل ملحمة البرث وغيرها من المعارك التي طهرت مصر من الإرهاب.
أبطال البرث استطاعوا أن يقفوا في وجه الإرهاب بشجاعة، وبطولاتهم استمرت حتى بعد استشهادهم. قصصهم تعبر عن الشباب المصري الأصيل، حيث رأينا كيف كانت مصر خلفهم، وهو ما دفعهم للتضحية بدمائهم لتأمين رفح والحفاظ عليها. هذه التضحيات أصبحت نقطة انطلاق لفكرة المساعدات التي تصل الآن إلى قطاع غزة. قصة هؤلاء الأبطال هي قصة وطن يمتد تأثيرها لمئات السنين.