سودانيون عن مؤتمر القوى السودانية من العاصمة الإدارية: «ما في أفضل من دعوة السيدة زينب نهديها لمصر وقياداتها»

السبت، 06 يوليو 2024 05:31 م
سودانيون عن مؤتمر القوى السودانية من العاصمة الإدارية: «ما في أفضل من دعوة السيدة زينب نهديها لمصر وقياداتها»
طلال رسلان

احتفى سودانيون في مصر باستضافة العاصمة الإدارية الجديدة لمؤتمر القوي المدنية والسياسية السودانية، لوضع حلول جادة وفورية للأزمة السودانية.

مشهد وكلمات من ذهب لا يمكن أن ينساها كل من قرأها، من أحد أبناء الجالية السودانية في مصر، يقدم الشكر لمصر وقياداتها وأهلها كاتبا في منشوره الذي احتل الصدارة في مواقع التواصل من حيث الانتشار: «للشعب المصري الشقيق مافي غير انو ندعي ليكم دعوة السيدة زينب رضي الله عنها لأهل مصر.. يا أهل مصر، نصرتمونا نصركم الله، وآويتمونا آواكم الله، وأعنتمونا أعانكم الله، جعل الله لكم من كل ضيق مخرجا ومن كل هم فرجا.. اللهم ادم الأمن والأمان علي مصر وأهلها الطيبين... شكرا مصر.. شكراً مصر.. أرضاً وشعباً وحكومة على حسن الاستقبال والمعاملة والإقامة».

 

السودان 3
 

 

خلفت الحرب الدائرة فى السودان مأساة إنسانية ممتدة ظلت لأكثر من عام ونصف، ولعبت مصر الشقيقة الكبرى للسودانيين دورا محوريا فى إنهاء هذه المأساة وكانت ولا تزال محط كافة الوفود والقوى السياسية السودانية الباحثة عن وقف الحرب وإحلال السلام والاستقرار، ووضع حد لمأساة يرزح تحتها ملايين السودانيين منذ اندلاع الأزمة السودانية منتصف أبريل 2023، وحتى اليوم تأمل القوى السياسية السودانية فى وقف الاقتتال ويعولون على التحرك المصري.
 
WhatsApp Image 2024-07-06 at 2.31.51 PM
WhatsApp Image 2024-07-06 at 2.40.19 PM
WhatsApp Image 2024-07-06 at 2.59.25 PM

وتطرق القوى السياسية السودانية أبواب القاهرة من أجل وقف الحرب وإنهاء الأزمة في السودان، وذلك ثقة فى صدق الجهود المصرية التى تعاملت مع الأزمة السودانية منذ البلداية وفق مبدأ دبلوماسية الأشقاء وحسن الجوار، وكانت السبب الأبرز الذى دفع فرقاء السودان من قادة الجيش السودانى والدعم السريع وأنصارهم، للجوؤ للقاهرة لوضع حد لنزاع خلف مأساة إنسانية لملايين السودانيين، وأسال دماء أكثر من 15 ألف شخص حتى اليوم وفق احصائية للأمم المتحدة.

 
ويأمل السياسيون السودانيون فى الوصول لحل سياسي سلمي تفاوضي يؤسس لسلام مستدام في السودان، وهو أمر يتطلب تنسيق الجهود مع دول الجوار السودانى، وتأتى القاهرة فى مقدمة الدول التى وضعت إنهاء الأزمة السودانية على أجندة أولوياتها نظرا للأهمية الخاصة التى توليها الدولة المصرية بأفريقيا وفى القلب منها الجار السودانى الذى يدخل ضمن دوائر الأمن القومى المصرى.
 
 
ومنذ الوهلة الأولى قدمت مصر جهودا مكثفة لاحتواء الأزمة السودانية على مختلف الأصعدة والمسارات، السياسية والدبلوماسية وحتى الإنسانية، ولم تتخلى مصر عن أشقاءها، بل فتحت أبوابها للشعب السودانى للفرار من جحيم الحرب، وما خلفه من مشاهد دمار وترويع، ويأتى الدور الإنسانى الذى لعبت القاهرة مع الأشقاء من النازحين السودانيين من أبرز الأسباب التى تدفعهم للجوؤ لمصر، وذلك بشهادة القنصل العام السودانى في محافظة أسوان السفير عبدالقادر عبدالله محمد الذى قديم الشكر للسلطات المصرية مارس الماضى، على حسن استضافتهم لأشقائهم من السودان الذين وصلوا مصر بعد الأزمة.
 
ومنذ اندلاع الأزمة السودانية منتصف أبريل 2023، وظفت الدولة المصرية مؤسساتها للتعامل مع الأزمة السودانية، فقد قادت وزارة الخارجية تحركات دبلوماسية بقيادة الوزير السابق سامح شكري، وذلك فى إطار ريادة القاهرة ودورها الإقليمى المعهود فى القارة السمراء، وتمسكها بمبادرة "اسكات البنادق" تلك التى تبنتها الدولة المصرية فى فبراير عام 2019، لإنهاء النزاعات والحروب بالقارة.
 
ولأن استقرار السودان والمحيط الأفريقى لمصر يعد أحد أهم مرتكزات الأمن القومى المصرى، فإن الدول المصرية التى بذلت الكثير نم الجهود لاحتواء الأزمة والحيلولة دون الدخول فى نفق الحرب الأهلية المظلم، كانت ولاتزال تساند الدولة السودانية، على نحو ما طالب الرئيس عبد الفتاح السيسي الأطراف السودانية بتغليب لغة الحوار والتوافق الوطني، وإعلاء المصالح العليا للشعب السوداني الشقيق.
 
وتمتلك الدولة المصرية رؤية لحل الأزمة، وتتضمن التوصل لوقف شامل ومستدام للإطلاق النار وبما لا يقتصر فقط على الأغراض الإنسانية، وترى الدولة المصرية وجوب الحفاظ على مؤسسات الدولة الوطنية فى السودان، والتأكيد على أن الأزمة فى السودان أمر يخص الأشقاء السودانيين، وتؤكد مصر احترامها لإرادة الشعب السودانى.
 
وتشمل رؤية مصر فى عدم التدخل فى شئون السودان الداخلية، وعدم السماح بالتدخلات الخارجية فى أزمة السودان، وضرورة التنسيق مع دول الجوار لتدارك التداعيات الإنسانية للأزمة ومطالبة الوكالات الإغاثية والدول المانحة بتوفير الدعم اللازم لدول الجوار.
 
على المسار السياسي أيضا، قد احتضنت القاهرة قمة دول جوار السودان فى 13 يوليو 2023، لبحث سُبل إنهاء الصراع والتداعيات السلبية له على دول الجوار، ووضع آليات فاعلة بمشاركة دول الجوار، لتسوية الأزمة في السودان بصورة سلمية، بالتنسيق مع المسارات الإقليمية والدولية الأخرى لتسوية الأزمة، وحرصاً من الرئيس عبد الفتاح السيسي على صياغة رؤية مشتركة لدول الجوار المُباشر للسودان، واتخاذ خطوات لحل الأزمة وحقن دماء الشعب السوداني، وتجنيبه الآثار السلبية التي يتعرض لها، والحفاظ على الدولة السودانية ومُقدراتها، والحد من استمرار الآثار الجسيمة للأزمة على دول الجوار وأمن واستقرار المنطقة ككل.
 
وفى سبتمبر 2023 عُقد الاجتماع الثاني لوزراء خارجية دول جوار السودان، بمقر البعثة الدائمة لمصر لدى الأمم المتحدة بنيويورك واتفق وزراء الخارجية على استمرار التنسيق والتواصل، وعقد الاجتماع الوزاري الثالث لوزراء خارجية دول جوار السودان فى القاهرة في تاريخ قريب يتم الاتفاق عليه من خلال القنوات الدبلوماسية لتقييم ما تم إنجازه في سبيل تنفيذ بنود خارطة الطريق.
 
وفى نوفمبر 2023، احتضنت مصر، مؤتمر "القضايا الإنسانية في السودان 2023"، بحضور أكثر من 400 مشارك ممثلين عن قطاع كبير من منظمات المجتمع السوداني، وهو الاجتماع الذي عُقد بعد أيام فقط من اجتماعات ائتلاف «قوى الحرية والتغيير» في السودان، التي أقيمت في القاهرة على مدى 3 أيام، وجرى خلالها التوافق على الدعوة إلى «توسيع مظلة القوى الداعمة لإيقاف الحرب في السودان».
 
9 مايو 2024، احتضنت القاهرة اجتماعات لعدد من الكيانات والقوى السياسية السودانية، أفرزت التوقيع على وثيقة إدارة الفترة التأسيسية الانتقالية بهدف تقديم رؤية سياسية موحدة للتعاطى مع الأزمة السودانية، والتمهيد لحوار سودانى - سودانى يقدم خارطة طريق سياسية للحل الشامل للأزمة.
 
وترجمت مصر حيادها على أرض الواقع وعدم الانحياز لأى طرف على حساب الطرف الاخر، وذلك من خلال تواصل المسئولين المصريين مع طرفى الأزمة ومنذ أول يوما بالحرب.
 
وعلى الصعيد الإنسانى، لم تتخل مصر عن أشقاءها، بل فتحت أبوابها للشعب السودانى للفرار من جحيم الحرب، وما خلفه من مشاهد دمار وترويع، حيث أعلنت مصر استقبال أكثر 95 ألف نازح سوداني منذ اندلاع الحرب حتى مايو 2023، من منفذي قسطل وأرقين، وقامت وزارة التضامن الاجتماعي من خلال جمعية الهلال الأحمر المصري بالتنسيق مع نظيرتها السودانية واللجنة الدولية للصليب الأحمر والسفارة المصرية في السودان ومع كافة أجهزة الدولة للوقوف على تطورات الأحداث أولا بأول وتقديم كافة أشكال الإغاثة الإنسانية والطبية والاجتماعية والتي شملت الآتى: استقبال جميع العالقين وإنهاء جميع الإجراءات المالية بأيسر السبل.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق