علموهم المعنى الحقيقى للحب

السبت، 06 يوليو 2024 09:20 ص
علموهم المعنى الحقيقى للحب
أمل محمود أمين

انتشرت مؤخرا العديد من المقاطع الإباحية على صفحات الفيس بوك، بل هناك من أصبح يتعمد اختراق الصفحات التي بها نسبة عالية من المتابعة لإضافة مقاطع إباحية تؤذي من تؤذي وتجذب انتباه البعض، وقد تضعهم على طريق الانحراف وإدمان مشاهدة هذه المقاطع.
 
وعلى الرغم من صعوبة الكتابة في بعض الموضوعات، لكنه ناقوس خطر أردت بشدة أن أطرقه وهو تفشي الإدمان على مشاهدة الأفلام الإباحية فهذا المرض يؤدي إلى مشاكل جمة سواء إذا بدأ مع سن المراهقة أو متأخرًا بعد النضج، ويشير مصطلح إدمان الإباحيّة Porn Addiction إلى أنّ الشخص أصبح معتمدًا بشكل عاطفيّ على مشاهدة الموادّ الإباحيّة إلى الحدّ الذي تتداخل فيه مع حياته الشخصيّة، وعلاقاته الاجتماعيّة، وقدرته على أداء وظائفه اليوميّة.
 
وأشارت دراسة صدرت عام 2019 إلى أنّ اضطراب فرط النشاط الجنسيّ منتشر بنسبة تتراوح بين 3% و6%، إلّا أنّه من الصعب تحديد نسبة هذا الانتشار لعدم توافر تعريف رسميّ للاضطراب، وتختلف الآراء حول تعريف إدمان مشاهدة الأفلام الإباحية، وهل هو سلوك قهري لا يمكن التوقف عنه حتى يمكن وصفه بالإدمان؟، وما هي الأضرار التي تتسبب فيها مثل تلك المشاهدات التي حرمها الله سبحانه وتعالي، ونهت عنها كل الأديان السماوية.
 
وقد سهل إمكانية الوصول السريع والسهل للمواد الإباحية على الإنترنت والقدرة على إخفاء الهوية على شبكة الإنترنت، انتشار السلوكيات القهرية لمشاهدة الأفلام الإباحية في السر، ويعد الأشخاص الذين يعانون إدمانًا آخرًا، أو حالة صحية عقلية أخرى أكثر عرضة لاستخدام المواد الإباحية كصورة من صور الهروب، لذلك قد تهدف بعض برامج التعافي من إدمان المواد الإباحية إلى إدارة أعراض مشكلات الصحة العقلية المختلفة المتزامنة؛ من أجل علاج أكثر فعالية، وقد يؤثر علم الوراثة وكيمياء الدماغ الخاصة بكل شخص عن غيره، ويجعله أكثر عرضة للإدمان الضار لهذا النوع من المشاهد، ومع الأسف يمكن أن يصبح الأشخاص الذين تعرضوا للاعتداء الجنسي خاصةً في سن مبكرة أكثر عرضة للإصابة بإدمان الجنس، أو غيره من الاضطرابات القهرية، مثل: اضطراب الوسواس القهري OCD أكثر من غيرهم، وقد يرجع السبب في ذلك إلى أن الطبيعة القهرية والوسواسية لإدمان الجنس غالبًا تظهر كرد فعل بسبب الصدمة، وقد يكون من أسباب مشاهدة الأفلام الإباحية غياب التثقيف الجنسي، وقمع الحديث عن ذلك، فغالبًا ما يكون التثقيف الجنسي محدودًا في الدول العربية، فقد يساعد التثقيف الجنسي ضمن الحدود المسموح بها دون مبالغة الأشخاص على الشعور بأنهم طبيعيين، وينمو لديهم قبول لرغباتهم ودوافعهم الجنسية بدلًا من إخفائها.
 
مع الأسف قد يكون من أسباب مشاهدة الأفلام الإباحية وجود كثير من المحظورات حول التعبير الجنسي في المجتمع العربي، لذا قد يصبح الأشخاص في الواقع أكثر عرضة للإصابة بالإدمان على مشاهدة مثلك الأنواع من الأفلام والمقاطع، من باب  الفضول لدى الأشخاص حول هذا الموضوع، وعليه دفعهم إلى مشاهدة هذا النوع من المشاهد وإدمانها، وقد يكون الهدف الرئيسي الحصول على المتعة، أو تجنب الملل، وتعديل الحالة المزاجية للشخص، والفضول لتعلم أشياء جديدة في العلاقة الزوجية، وأحيانًا يكون بغرض اكتشاف رغبات الشخص، وذاته أو ما يسمى بالفضول الجنسي، أو الإجهاد والتوتر أو المشكلات النفسية، وفي بعض الأحيان أحد أشكال الهروب أو طريقة للتأقلم وإدارة ضغوط الحياة، أو مشكلات في العلاقة الزوجية، في مرحلة المراهقة قد يقوم المراهق بالعديد من السلوكيات الخاطئة ومنها الانجراف وراء مشاهدة الأفلام الخارجة إما من باب الفضول او تقليدا للأصدقاء وتتسبب هذه العادة في تشويه التصورات الخاصة لدى المراهق عن الجنس والحب، وتغيير رؤية المراهق للأشياء، فلا يراها إلا من منظور جنسي، مما يؤثر على قدرته على تكوين العلاقات الاجتماعية الصحية في المستقبل، وربما قد تكون سبب أساسي في تدمير الزواج المستقبلي في حال استمراره كمدمن للإباحية كما يقلل من الاتصال الروحي والديني لدى الشخص ويجعله بعيدا عن ربه.
 
وإذا كان الفضول هو المسبب الرئيسي لمتابعة المراهق للأفلام الخارجة، فأفضل شيء هو تعليمه عن جسده وعن الحلال والحرام أفضل من أن يتعلم عنها من مصدر غير مشروع، وبالتالي فإن مشكلة مشاهدة الأفلام الإباحية تحمل عدة أبعاد أولها الفضول مع الحرمان أو المنع وعلاجها شرح العلاقة الجنسية للطفل والمراهق بطريقة مبسطة، من خلال أحد الوالدين أو مدرس أفضل من أن يتعلمها من الخارج من مكان قد ينقل إليه معلومات تدمر حياته، وعلى الأهل والمدرسة أن يدركوا جيدا أن المراهق سيكون لديه العديد من الأسئلة خاصة مع نموه وتغير شكله وحدوث التغيرات الهرمونية في جسده، وبدأ المشاعر داخله تجاه الطرف الأخر، فمن المفيد أن نبني ثقته في الطرف الأخر وفي نفسه حتى لا يكون هناك اختلالات في علاقته مع الجنس الآخر، وفي غاية الأهمية أن يتعلم المراهق أن الحب لا يعني الجنس بل الشراكة والمودة وتقبل الأخر على عيوبه، وتحمل المسئولية والتضحية، فلا يكون مندفعا نحو تلبية غرائزه دون الالتفات إلى معايير أخرى نفسية وإنسانية مهمة وأهمها الأخلاق وتقوى الله والخوف من غضبه، وهذا هو الحصن المنيع الذي إذا تسلح به الإنسان أمتنع عن أي فعل يخالف الشريعة والضمير .
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق