المحافظون الجدد .. من سينجح في الاختبار؟
الخميس، 04 يوليو 2024 06:30 ص
هذا هو السؤال الأهم الآن بعد صدور حركة المحافظين الجدد، والتي جري خلالها تغيير أغلب المحافظين، في محاولة لضخ دماء جديدة في شرايين المحافظات المتصلبة، والتي كشفها الأداء الباهت خلال الفترة الماضية، وفشلهم في مواجهة العديد من المشاكل والأزمات التي واجهتهم مكتفين بحلول "تخديرية" لا تغني ولا تثمن من جوع، وهو ما استشعره الرئيس عبدالفتاح السيسي لذلك جاءت حركة المحافظين الشاملة لتعبر عن رغبة الرئيس في إحداث تطوير في ملف المحليات في المحافظات.
وينتظر المحافظين الجدد عدد من الملفات الهامة، والتي تكاد تكون متشابهة في أغلب المحافظات، وتمس حياة المواطن العادي، أهمها مشكلة الأسواق العشوائية المنتشرة في أغلب المحافظات، والتي كانت أحد أسباب ارتفاع استهلاك الكهرباء، بسبب سرقة التيار الكهربائي من أعمدة الأنارة، أضف اليها مشكلة انتشار تلال القمامة في أغلب المحافظات، علاوة على مشكلة مياه الشرب والصرف الصحي، وهما الملفين الأكثر سخونة بين الملفات التي تنتظر المحافظين الجدد، بعد فشل المحافظين السابقين في التنسيق مع الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي وإداراتها المختلفة في المحافظات، ولعل هذا ما دفع الرئيس السيسي خلال الاجتماع الأول مع الحكومة الجديدة والذي حضره المحافظين ونوابهم التشديد على ضرورة التنسيق بين الوزارات والإدارات الحكومية وأجهزة الدولة المختلفة.
كما تعانى أغلب المحافظات من المواقف العشوائية، والتي يسيطر عليها مجموعة من البلطجية والخارجين علي القانون مع غياب تام لأجهزة المحافظة المسؤولة عن هذه المواقف وتركها للسوابق والمسجلين، ولعل أبرز مثال على ذلك المواقف المنتشرة في القاهرة والجيزة باعتباهما المحافظتين الأكبر.
وينتظر المحافظين الجدد معركة شرسة أخرى للقضاء على فساد المحليات، والتي ظهرت جليا في انتشار المبانى المخالفة على الأراضى الزراعية، علاوة على التعدي على أملاك الدولة.
الغريب أن المبادرة التي سبق وأطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسي تحت عنوان "صوتك مسموع" لم يهتم المحافظين السابقين بتطبيقها وتفعيلها، والتي ارتكزت على محورين رئيسيين، المحور الأول تحت عنوان "إدارة محلية مستجيبة للمواطن"، بهدف جعل المواطن طرفاً فاعلاً ومشاركاً فى منظومة محاربة الفساد والإهمال، أما المحور الثاني للمبادرة حملت عنوان "إدارة محلية تتحرك وتعمل من أجل المواطن "، كان الهدف منها الاستماع إلى مشاكل المواطنين وسرعة الرد عليها وحلها بما يحقق رضا المواطن عن كافة الخدمات المقدمة له، إلا أن المحافظين السابقين اكتفوا بالوقوف موقف المتفرج ولسان حالهم يقول "مفيش فايدة".
أما عن التحديات التي تواجه المحافظين الجدد، هي كم المشروعات القومية التي تنتظرهم، والمتمثلة في مشروعات مياه الشرب في القرى الأولى بالرعاية، بسبب توقفها خلال الفترة الماضية، وهي المشروعات التي سيواكبها حركة رصف في هذه القرى، أضف اليها الخدمات العادية التي افتقدها المواطنين في بعض المحافظات خلال الفترة الماضية، والتي ينتظرها المواطن العادي من المحافظين الجدد.
المشاكل التي سيقابلها المحافظين الجدد تتطلب وجود رؤية لكيفية حل هذه المشاكل بعيدا عن الحلول المؤقتة والتخديرية، واستخدام كافة صلاحيته القانونية لوضع حلول جذرية لإنهاء الملفات الشائكة والمهملة منذ فترات طويلة، وتقديم حلول مبتكرة تساعدهم علي " حل لغز "ملف المحليات".