بدر عبد العاطى ومسيرة حافلة بالنجاح

الأربعاء، 03 يوليو 2024 03:02 م
بدر عبد العاطى ومسيرة حافلة بالنجاح
محمود على

لم يكن اختيار السفير بدر عبد العاطي ليكون وزيرا للخارجية والهجرة، في الحكومة الثانية لرئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفي مدبولي مفاجئا بالنسبة لي، فمنذ التحاقي مندوبا لصحيفتي بالوزارة لتغطية أخبارها ولمست فيه الخبرة والكفاءة والقدرة على التواصل مع الجميع، خاصة في الفترة التي شغل فيها منصب المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية.
 
شغل عبد العاطي منصب المتحدث الرسمي للوزارة في فترة صعبة وحساسة جدا، بين 2013 إلى 2015 شهدت الكثير من الأحداث والتطورات على الصعيد الداخلي والدولي، ورغم حساسية الوزارة كونها إحدى أهم الوزارات السيادية وكما يقال "الكلمة فيها بحساب" كانت علاقته بأغلب الصحفيين ممتازة بل تصل إلى حد الصداقة، والمميز في الأمر أنه يعلم جيدا مدى أهمية الصحافة والقطاع الإعلامي بأكمله في تشكيل الوعي لدى المواطنين ومواجهة الشائعات، لذا كان مكتبه مفتوح للجميع، ورغم أنني كنت في تلك الفترة ببداياتي الصحفية إلا أنه كان متعاونا معي جدا، يستمع إلى أسئلتي ويعطي إجابات واضحة ودقيقة لكل الأمور التي تخص وزارة الخارجية علاقاتها الدولية، ودورها في رعاية المصريين بالخارج بخلاف دورها في الكثير من القضايا الدولية.
 
كانت فترة العامين التي شغلها السفير بدر في منصب المتحدث جديرة، بأن يرشح ليكون مسؤولا عن أكبر البعثات المصرية بالخارج، ومن هنا انتقل بين عامي 2015 إلى 2019 لشغل منصب سفير مصر لدى ألمانيا، لنشعر بعدها بمدى تطور العلاقات المصرية الألمانية، حيث كان له جهود بارزة في الانطلاق بالعلاقات بين الدولتين نحو أفق أرحب، وتعزيز التعاون المشترك في شتى المجالات خلال ولاية المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل.
 
جهوده البارزة في تطور العلاقات المصرية ألمانية، صعدته أكثر ليشغل بعدها مناصب عدة أهمها سفير مصر لدى مملكة بلجيكا ودوقية لوكسمبورج ومندوبها لدي الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو، لتقطع العلاقات المصرية الأوروبية فى الآونة الأخيرة أثناء فترة توليه هذا المنصب خطوات كبيرة، وأصبحت نموذجا لعلاقات التعاون الوثيق، فى كافة المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والتعليمية. 
 
ومن الأكيد أن السفير بدر عبد العاطي، كان له دور في تطور العلاقات المصرية الأوروبية في الفترة الأخيرة، لتتوج بتوقيع اتفاقية الشراكة الإستراتيجية الشاملة مطلع العام 2024، ومن بعدها عقد مؤتمر الاستثمار المصري- الأوروبى  تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى وأورسولا فون ديرلاين رئيسة المفوضية الأوروبية والذي يعتبر أهم نماذج التعاون التي تمت بين مصر والاتحاد الأوروبي في العقود الأخيرة.
 
سيرة ذاتية حافلة بالعطاء، والعمل، حيث كان عبد العاطي مديراً لشؤون فلسطين في "وزارة الخارجية" بين 2007 و2008، ومستشاراً في "سفارة جمهورية مصر العربية في واشنطن" والمسؤول عن ملفي الكونجرس والشؤون الأفريقية بين 2003 و2007، وسكرتير أول بمكتب وزير الخارجية المسؤول عن ملفي الشؤون الأفريقية وعملية السلام في الشرق الأوسط بين 2001 و2003، وسكرتير ثاني بسفارة جمهورية مصر العربية في طوكيو، والمسؤول عن الشؤون الأفريقية وعملية السلام في الشرق الأوسط وإيران بين 1997 و2001، وسكرتيراً ثانياً في مكتب نائب مساعد وزير الخارجية للتعاون الاقتصادي الإقليمي بالشرق الأوسط بين 1995 و1997.
 
 
كما تولى منصب عضو الوفد المصري في مؤتمر القاهرة الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا عام 1996، وسكرتير ثالث في "سفارة جمهورية مصر العربية في تل أبيب" والمسؤول عن الشؤون الداخلية الإسرائيلية وعملية السلام في الشرق الأوسط بين 1991 و1995، وملحق في "وزارة الخارجية" بين 1989 و1991، كما كان محاضراً في "أكاديمية ناصر للعلوم العسكرية" في القاهرة عام 2003، وله عدة مقالات ومؤلفات في مجال السياسة الدولية.
 
ولكن ينتظر من بدر عبد العاطي الكثير والكثير في منصبه الجديد، لاسيما وأنه جاء بعد الوزير سامح شكري الذي شغل المنصب 10 سنوات كان له إسهامات كثيرة، أبرزها الارتقاء بمستوى علاقات مصر الدولية بتوجيه من الرئيس عبد الفتاح السيسي، ولكن كلي ثقة أن السفير بدر عبد العاطي سيكون جدير بهذا المنصب، سيقدم كل ما لديه للحفاظ على مبادئ مصر الخارجية دبلوماسيتها الرشيدة والحكيمة في التعامل مع الأزمات المحيطة، الاهتمام برعاية المصريين بالخارج، والاستفادة القصوى من خبراتهم والاطلاع على مشاكلهم وحلها بشكل سريع، والنظر في قضايا الشرق الملحة في محاولة لمعالجتها وتقريب وجهات النظر للتوافق ليعم السلام في المنطقة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق