صالح الجعفراوي والدحدوح وأبو ستة.. أيقونات جذبت العالم لأحداث غزة المريرة (صور)

الثلاثاء، 02 يوليو 2024 04:22 م
صالح الجعفراوي والدحدوح وأبو ستة.. أيقونات جذبت العالم لأحداث غزة المريرة (صور)
أمل عبد المنعم

منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لأزيد منذ حوالي 9 أشهر، الذي أدى إلى استشهاد أكثر من 37765 شهيداً على الأقل، و86429 مصاباً فلسطيني، برز إلى الواجهة العديد من الشخصيات التي عرفها العالم خلال هذه الحرب، سواء بمواقف تعرضت لها، أو من خلال تغطيتها للأحداث من داخل القطاع.

 

من هذه الشخصيات من انتشرت صورة له على غلاف إحدى المجلات الأجنبية التي تلقبه بشخصية عام 2023، وآخر تجاوزت حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي ملايين المتابعين، من بين هذه الشخصيات نذكر:

 

الطبيب غسان أبو ستة وحرب غزة

غسان أبو ستة هو طبيب تجميل وترميم فلسطيني يحمل الجنسية البريطانية، وُلد سنة 1969 بالكويت، وهاجرت عائلته من بئر السبع سنة 1948 إلى خان يونس بقطاع غزة، ثم خرجت بعدها من فلسطين في خمسينيات القرن الماضي.

 

تخرج غسان في جامعة جلاسكو في اسكوتلندا وشغل منصب رئيس قسم في جراحات التجميل في الجامعة الأمريكية في بيروت خلال الفترة ما بين 2012 و2021، كما يعمل في لجنة التمويل الدولية للمعهد الوطني للبحوث الصحية في المملكة المتحدة.

كان غسان أول طبيب يضع منهجاً عربياً في طب النزاع والحروب، كما صدر له كتاب طبي بعنوان "إعادة بناء المريض المصاب في الحرب"، وكتاب "سردية الجرح الفلسطيني" بالتعاون مع ميشال نوفل.

 

نُشرت أعماله في العديد من الصحف ووسائل الإعلام، مثل لوموند وذي إندبندنت وبي بي سي وسي إن إن، وعرف العالم غسان خلال الحرب الأخيرة على غزة، بعد انتشار فيديو له من داخل أحد مستشفيات غزة ومن خلفه العديد من الشهداء، بعد خروج المستشفى عن الخدمة، الجدير بالذكر أن غسان يعود إلى غزة خلال فترة الحروب التي يشهدها القطاع، سواء سنة 2014 أو غيرها.

 

معتز عزايزة

عندما نلقي نظرة على عالم التصوير الصحفي، نجد أن معتز عزايزة، البالغ من العمر 24 عاماً، قد استطاع أن يحقق نجاحاً استثنائياً في هذا المجال منذ بداية الحرب الأخيرة على غزة. يتألق عزايزة بتقديم صورة واقعية للأحداث الجارية في القطاع، الذي نشأ وترعرع فيه.

بدأ عزايزة رحلته بتوجيه عدسة الكاميرا نحو أحداث قطاع غزة، ومن خلال مواقع التواصل الاجتماعي، استطاع أن يجذب انتباه الجماهير بشكل لافت، يتحدث عزايزة باللغة الإنجليزية في منشوراته، ما ساهم في زيادة انتشارها وتفاعل الجمهور في غضون فترة قصيرة، ارتفع عدد متابعيه من 250 ألفاً قبل بداية الحرب إلى أكثر من 16 مليوناً في غضون شهرين فقط.

وُلد عزايزة في مدينة دير البلح، وتخرج في جامعة الأزهر في مدينة غزة بتخصص اللغة الإنجليزية في عام 2021، بعد تخرجه، شغل منصب مراسل لقناة "ABC News" الأمريكية، حيث استمر في نقل الأحداث والحقائق إلى العالم الخارجي.

 

تعايش معتز عزايزة مع فقدان 15 من أفراد عائلته خلال الحرب على قطاع غزة، إذ استهدفت الغارات الجوية منزله في دير البلح، ورغم هذا الصدمة الكبيرة، استمر في رسالته بنقل الحقائق حول العدوان الإسرائيلي، خاصة فيما يتعلق بالجرائم التي تُرتكب بحق الأطفال.

خالد نبهان.. شخصية عام 2023

عُرف خالد نبهان بعد انتشار فيديو له وهو يودع حفيدته التي استُشهدت في غارة للاحتلال الإسرائيلي، والتي وصفها "بروح الروح"، فيما كان يحكي عن استشهادها مع شقيقها في تلك الغارة، هذا الفيديو لقي انتشاراً واسعاً في جميع أنحاء العالم.

بعد انتشار الفيديو ظهرت صورة لخالد نبهان على مجلة التايم الأمريكية، والتي ثبت أنها غير صحيحة بعدها؛ إذ اختارت المجلة الفنانة الأمريكية تايلور سويفت لتكون شخصية العام 2023، وصفتها بأنها "راوية قصص غير عادية"، واعتبرت إسهاماتها الناجحة على الصعيدين الثقافي والنقدي والتجاري.

 

خالد نبهان، هو مواطن فلسطيني من قطاع غزة، وقد نال تعاطفاً واسعاً على وسائل التواصل الاجتماعي بعد نشر فيديو يظهر فيه وهو يحضن حفيدته الصغيرة ريم بعد استشهادها مع أخيها طارق، جراء قصف طائرات الاحتلال لمنزلهم في مخيم النصيرات في قطاع غزة.

 

تجاوزت شهرة خالد الدول العربية؛ إذ جسد الممثل التركي إسماعيل حقي شخصية الجد الفلسطيني خالد نبهان صاحب المقولة الشهيرة "روح الروح" في لحظات عاطفية تخيلها وعاشها الممثل التركي خلال الفعالية التي نظمتها "مبادرة فلسطين" في صالة طه أكغول الرياضية في العاصمة التركية أنقرة الإثنين 18 ديسمبر 2023.

 

مراسل قناة الجزيرة وائل الدحدوح

يُعتبر وائل الدحدوح من أشهر مراسلي قناة الجزيرة في الوطن العربي، الذي يغطي الأحداث في قطاع غزة، إلا أنه عرف عالمياً خلال الحرب الأخيرة، خاصة بعد استشهاد عائلته واصابته من قبل الاحتلال الإسرائيلي إلى جانب مصور قناة الجزيرة سامر أو دقة، الذي استُشهد في 15 ديسمبر.

 

وائل حمدان إبراهيم الدحدوح الملقب بأبو حمزة، هو صحفي فلسطيني وُلد ودرس في مدينة غزة في 30 أبريل 1970، تعرض وائل للاعتقال لمدة 7 سنواتٍ في سجون الاحتلال الإسرائيلي.

بدأ وائل حياته المهنية مراسلاً لصحيفة القدس الفلسطينية، ثم اشتغل لصالح وسائل إعلام أخرى قبل أن يلتحق بقناة الجزيرة سنة 2004، اشتُهرَ وائل بتغطيته المتواصلة والمستمرة لما يجري في قطاع غزة؛ كونه مراسلاً رئيسياً في القطاع وموجود فيه باستمرار.

 

تعرضت أسرة الصحفي الفلسطيني يوم 25 أكتوبر 2023، لقصفٍ جوي إسرائيلي طالَ المنزل الذي نزحت إليه في مخيم النصيرات، ما تسبّب في مقتل زوجته وابنه وابنته وحتى حفيده، وذلك بعد أن كانت سلطات الاحتلال قد حثَّت المواطنين على النزوح لجنوب القطاع بدعوى أن المنطقة هناك آمنة.

 

المراسل الطفل.. عبد الرحمن بطاح

في عالم التواصل الاجتماعي، اشتُهر الصحفي الشاب عبد الرحمن بطاح، المعروف بلقب "عبود الغزاوي"، كواحد من أبرز الشخصيات البارزة خلال الأحداث الأخيرة في قطاع غزة، انطلقت شهرته في 7 أكتوبر 2023، حين وصل عدد متابعي حسابه على إنستغرام إلى أكثر من مليونين.

https://www.instagram.com/abod_bt77/reel/C8ccrabN6fq/

يُعرف هذا الصحفي الصاعد، الذي ينحدر من مدينة غزة، بعفويته الفريدة وتلقائيته أمام عدسات الكاميرا، خلال تغطيته للأحداث، ينقل بطريقة مميزة الوقائع، تارة بلهجة طريفة، وأخرى بلغة مؤثرة ومحزنة، مع تركيز دائم على عبارته الشهيرة "آيس كوفي".

 

يبدأ عبود الغزاوي في فيديوهاته، حيث يؤدي دور الصحفي، بجملة ترتبط ارتباطاً وثيقاً بتفرغه لنقل آخر التطورات في قطاع غزة، رغم أن عدد متابعيه في البداية كان يقتصر على آلاف قليلة، إلا أنه نجح في تحقيق شهرة واسعة في ظل الظروف الصعبة خلال الحرب، حيث ارتفع عدد متابعيه إلى مليونين ونصف المليون في أقل من شهرين.

وبسبب تقطع التيار الكهربائي والإنترنت المستمر في قطاع غزة، يختفي عبود بشكل متكرر عن متابعيه، الذين يعبرون عن قلقهم بشكل دائم، خوفاً من مصيره، ومع ذلك، يعود دائماً بعدما يتمكن من إعادة اتصال هاتفه بالإنترنت مرة أخرى.

عبود الغزاوي، البالغ من العمر 17 عاماً فقط، يحمل حلمه منذ الصغر بأن يكون صحفياً، يعبر صوتاً فلسطينياً قوياً قادراً على نقل حقيقة معاناة الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال الإسرائيلي.

 

صالح الجعفراوي

الشاب الفلسطيني صالح الجعفراوي، الذي يجمع بين نشاطه عبر وسائل التواصل الاجتماعي ومهنتَي المنشد والمراسل، يظهر اسمه الآن ضمن قائمة الاغتيالات، وهي قائمة تكشف عن توجيه قوات الاحتلال لضربه.

 

 يتم استهداف الأفراد المعينين بهدف القتل، نتيجة لإزعاجهم للسلطات بسبب صوتهم القوي والمؤثر. منذ بداية الأحداث في غزة والقصف المستمر للمدن، كان الجعفراوي واحداً من الصحفيين الشبان الذين عملوا بجد على نقل الحقيقة من قلب المستشفيات والمناطق التي تعرضت للهجوم من قِبل قوات الاحتلال.

 

قام صالح الجعفراوي بتوثيق مشاهد مختلفة من داخل مستشفى الشفاء؛ حيث كان المئات من الجرحى يتلقون العلاج بإمكانيات محدودة للغاية.

بعد التهديد الصريح بحياته والاستهداف لاغتياله، غادر الجعفراوي المستشفى وأعلن إيقاف حسابه على إنستجرام الذي تم إيقافه من قبل الإدارة بسبب المحتوى الذي نشره خلال الحرب، على الرغم من ذلك، قام بإنشاء حساب جديد وواصل نشر الواقع والحقائق حول قطاع غزة، في إضافة إلى نشاطه الإعلامي، قام الجعفراوي بإصدار أغنية خاصة بعنوان "وينك يا إنسانية"، تم تصويرها خلال فترة الهدنة القصيرة التي استمرت لمدة 6 أيام فقط، كاشفاً حجم الدمار الذي لحق بقطاع غزة نتيجة العدوان الإسرائيلي.

أبو عبيدة القسام

في ساحة المقاومة الفلسطينية يبرز اسم أبو عبيدة القسام واحداً من الشخصيات البارزة والمؤثرة، وشجاعته كانت سبباً في تحقيق الكتائب العسكرية لحركة حماس نجاحات كبيرة إذ جعلوا منه رمزاً للصمود والتصدي للاحتلال الإسرائيلي، ويمتلك أبو عبيدة قدرة فريدة على التواصل وإيصال رسائل المقاومة بوضوح وقوة.

 

مَن أبو عبيدة؟

شاب فلسطيني يرتدي كوفية حمراء ويحجب وجهه، ولديه شريط يحمل عبارة "كتائب القسام" على رأسه.

أبو عبيدة هو اللقب الذي يستخدمه حذيفة سمير عبدالله الكحلوت المتحدث الإعلامي الرسمي لكتائب عز الدين القسام، وهي الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، يعتبر أبو عبيدة واحداً من أهم الأشخاص المطلوبين في قوائم الاغتيال الإسرائيلية لدوره البارز في الحرب النفسية والإعلامية التي تشنها حماس.

يُكنى باسم أبو عبيدة تيمناً بالصحابي فاتح القدس، أبو عبيدة بن الجراح، الذي عاش في عهد الخليفة عمر بن الخطاب.

 

تتداول بعض وسائل الإعلام تفاصيل غير مؤكدة عن "أبو عبيدة"، مثل أنه قد ينحدر من بلدة نعليا في غزة، التي احتلت عام 1948، وأن أسرته نزحت بعد النكبة واستقرت في منطقة جباليا شمال شرقي غزة، قصفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي منزله في عامي 2008 و2012.

أبو عبيدة يعلن وفاة محتجز إسرائيلي نتيجة نقص الدواء والغذاء في غزة

ظهر "أبو عبيدة" لأول مرة على الشاشة عام 2006 عندما أعلن أسر كتائب القسام الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، ومنذ ذلك الحين تظل هويته مجهولة ولا يظهر وجهه في وسائل الإعلام، وتشير تقارير فلسطينية إلى أن وجهه معروف فقط لعدد قليل من الأشخاص، وأن الجيش الإسرائيلي يبذل جهداً كبيراً للعثور عليه، ولكنهم لم يتمكنوا حتى الآن من تحديد هويته بنجاح.

ويُشتهر أبو عبيدة بدوره في نقل رسائل وبيانات كتائب القسام وحماس إلى العالم الخارجي وفي تقديم تصريحات وبيانات تتعلق بالأحداث والتطورات في قطاع غزة وفلسطين بشكل عام، عادةً يظهر أبو عبيدة في مؤتمرات صحفية أو يلقي خطباً في المساجد في قطاع غزة، وقد يظهر في وكالات الأنباء أو في الشوارع أو على قنوات تلفزيونية مثل قناة الأقصى الفضائية وغيرها.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة