كل الطرق في أزمة فلسطين تؤدي إلى وجهة النظر المصرية.. التعنت باستمرار الحرب يحرق المنطقة والعالم
الثلاثاء، 02 يوليو 2024 11:51 ص
بدت الصورة في القضية الفلسطينية واضحة تماما بأن كل الطرق تؤدي إلى وجهة النظر المصرية والسيناريو التي حددته مصر منذ اندلاع حرب غزة في 7 أكتوبر عندما أقرت أمام العالم ومن قبله أطراف القضية الفلسطينية بأن «التعنت في استمرار الحرب يحرق المنطقة والعالم، وإيقاف فوري للحرب وفرض سلام دائم، وعودة الحقوق الفلسطينية إلى أصحابها».
وظهر جليا الإجماع في إسرائيل بأنهم في طريقهم إلى حافة الهاوية خاصة بعد الانشقاقات في جيش الاحتلال، كشفته حالة من التخبط بالداخل الاسرائيلي، والمظاهرات التي نشبت في الداخل، احتجاجا على سياسة قادتهم، وهذا المنحنى جيد بالنسبة لنا.
صارت خسائر الإسرائيليين تتزايد على كافة الاصعدة، ويوجد فراغ في التسلسل الإداري والعسكري غي حكومة نتنياهو، منوهة بأن هناك بوادر أزمات ستعصف بالمؤسسة العسكرية.
على مدار عقود منذ عام 1948، ظلت القضية الفلسطينية القضية الأولى للعرب، وحظيت باهتمام كبير من مصر. تغيرت الأزمنة والظروف الداخلية والخارجية، لكن ارتباط مصر بالقضية الفلسطينية ظل ثابتاً، يعكس اعتبارات الأمن القومي وروابط الجغرافيا والتاريخ والدم. لم يكن الموقف المصري من القضية الفلسطينية في أي مرحلة يخضع لحسابات المصالح أو للمساومات الإقليمية أو الدولية.
مصر ودعم القضية الفلسطينية
على مدى عقود، سعت مصر لدفع عملية السلام وحل القضية الفلسطينية، متخذة من السلام طريقاً استراتيجياً للحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني. وركزت مصر على مبدأ حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وفقاً للمبادرة العربية للسلام لعام 2002 ومقررات الشرعية الدولية. وظل الموقف المصري الداعم لحل الدولتين، وإقامة دولة فلسطينية، والتوصل لتسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية ثابتاً لا يتغير.
الموقف المصري ومسارين أساسيين
أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي في مناسبات عدة استمرار مصر في جهودها الدؤوبة تجاه القضية الفلسطينية، مبرزاً المسارين الأساسيين للموقف المصري. الأول هو أهمية توحيد الجهود العربية والدولية لإعادة تنشيط مسار السلام في فلسطين على أساس حل الدولتين. الثاني هو التحرك لإنهاء حالة الانقسام الفلسطيني وتحريك مسار المصالحة الوطنية وبناء الثقة بين الأطراف الفلسطينية.
مسار السلام و"حل الدولتين"
دعمت مصر كافة المؤتمرات والمبادرات السلمية لإيجاد حلول للقضية الفلسطينية، مركزة على إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية ضمن مسار "حل الدولتين". أكدّت مصر دعمها الثابت والكامل للقضية الفلسطينية وللقيادة الفلسطينية الشرعية، وإصرارها على إحلال السلام والتوصل إلى تسوية تعيد للشعب الفلسطيني كامل حقوقه المشروعة.
الدور المصري في تهدئة التصعيد
واجهت مصر تداعيات جولات التصعيد المتكررة من الجانب الإسرائيلي ضد قطاع غزة، خاصة جولة التصعيد الأخيرة التي بدأت في 7 أكتوبر الماضي، والتي تعد الأعنف منذ سنوات. يتضمن الدور المصري في مثل هذه الحالات وقف العمليات العسكرية وفرض هدنة لدواعي إنسانية، ثم السعي لوقف طويل الأمد لإطلاق النار، بالتوازي مع جهود الإغاثة وإعادة الإعمار. لا تتوقف مصر عن دعم الشعب الفلسطيني بالقوافل المتعددة من المساعدات التي تمر عبر معبر رفح.
مصر والانقسام الفلسطيني
لم يكن اهتمام مصر بالقضية الفلسطينية ثابتاً فقط، بل ازداد مع تعقيد الموقف نتيجة الخلاف الفلسطيني بين الفصائل. منذ نوفمبر 2002، رعت مصر الحوار الفلسطيني-الفلسطيني، واستضافت جولات متكررة لتحقيق الوفاق الوطني. ورغم حالة الجمود التي شهدها ملف المصالحة، أعادت القاهرة تفعيل المسار في أبريل 2011، وتكللت الجهود بالنجاح في أكتوبر 2017 عندما رعت مصر اتفاق المصالحة بين حركتي فتح وحماس.
توحيد الرؤى الفلسطينية
حرصت مصر على توحيد الرؤى الفلسطينية، مدركة أن ذلك هو المسار الوحيد لإيجاد حلول دائمة للقضية الفلسطينية. رعت مصر نحو 20 اجتماعاً منذ 2017، أبرزها جلسات الحوار الوطني الفلسطيني في فبراير 2021 والاجتماع الذي استضافته مدينة العلمين في يوليو 2023. هدفت مصر من خلال هذه الجهود إلى وضع برنامج سياسي موحد للفصائل، تدعيم السلطة الفلسطينية، وإعادة بناء مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية.
مصر ونصرة القدس
لم تتخل مصر عن نصرة القدس والمسجد الأقصى، وظلت تقدم الدعم والمساندة من خلال دورها الإقليمي والدولي، معتبرة فلسطين جزءاً لا يتجزأ من أمنها القومي. لطالما أكدت مصر للعالم أن ما يحدث في الأراضي الفلسطينية هو نتيجة لجمود عملية السلام، مشددة على ضرورة التوصل إلى حل نهائي بإقامة دولتين بما يحفظ حقوق الشعب الفلسطيني ويحقق الاستقرار في المنطقة.
الارتباط المصري بالقضية الفلسطينية عبر العصور
لم تتأثر علاقة مصر بالقضية الفلسطينية باختلاف القيادة السياسية. منذ إعلان الملك فاروق عن مشاركة الجيش المصري في حرب 1948، مروراً بالرئيس جمال عبد الناصر الذي اعتبر القضية الفلسطينية جزءاً من الأمن القومي المصري، إلى الرئيس السادات الذي سعى لتحقيق السلام مع الحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني، والرئيس مبارك الذي شهدت فترته تطورات عديدة وقفت فيها مصر لتحقيق الاستقرار.
استمرار الدعم المصري في عصر السيسي
مع تولي الرئيس السيسي الحكم في يونيو 2014، ظلت القضية الفلسطينية قضية محورية لمصر. بذلت مصر جهوداً كبيرة لوقف إطلاق النار وتجنب العنف، كما قدمت مساعدات إنسانية عبر فتح معبر رفح لاستقبال الجرحى والمصابين الفلسطينيين وتقديم المساعدات الغذائية والدوائية. وأكد الرئيس السيسي دائماً أن القضية الفلسطينية على رأس الأولويات المصرية، مشدداً على ضرورة التوصل إلى حل نهائي يضمن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وإحلال السلام في المنطقة.