30 يونيو.. دبلوماسي: لولاها لالتهمت النيران الدولة من الداخل قبل الخارج (8)

السبت، 29 يونيو 2024 10:00 م
30 يونيو.. دبلوماسي: لولاها لالتهمت النيران الدولة من الداخل قبل الخارج (8)
محمود على

نقلا عن النسخة الورقية:
 
- السفير حسين هريدى: الثورة حمت حدودنا وسيادتنا ووحدتنا الترابية وجنبتنا الكثير من الفوضى 
 
11 عاما على ثورة 30 يونيو، التى أعادت الحياة ليست لمصر فقط، بل للمنطقة العربية بأكملها، ثورة أطفأت نيران، كانت ستشعل الجميع فى الشرق الأوسط، كبحت جماح قلة متطرفة، أرادوا أن يحكموا العالم العربى باسم الدين، وهم بعيدون كل البعد عن مبادئه الصحيحة، وتحت رايات الإرهاب واللعب بالمفاهيم، عشنا كابوسا، كان سينتشر فى أجساد المنطقة كالسرطان، لولا ما شهدته القاهرة فى 30 يونيو 2013، ومع احتفالنا بالذكرى الحادية عشر بهذا الحدث المهم، يتبادر إلى الأذهان أسئلة كثيرة حول الأسباب، التى دفعت المصريين إلى الخروج للميادين بالملايين، الكل يتساءل «لماذا كانت ثورة 30 يونيو ضرورة»، وكيف كان لنجاح هذه الثورة تأثير كبير على المنطقة؟
 
خرج المصريون فى الشوارع بالملايين، ليعبروا عن رفضهم لحكم جماعة المرشد، إذ كشفت الأيام، أن مصير العالم العربى، كان السقوط فى فخ الفوضى، وعدم الاستقرار قبل أن تنقذه 30 يونيو من براثن حكم الميليشيات والجماعات المسلحة، حيث كانت 30 يونيو،  نقطة انطلاق لكثير من دول الجوار العربى، التى ثارت أيضا ضد المشروع الإخوانى، الذى كشف ملامحه من أول يوم له من على كرسى الحكم، مؤكدا بعدم اعترافه بحدود الدول، وعلى الرغم من تأخر بعض الدول العربية فى إدراك ما تشهده المنطقة من محاولات إقليمية بذرع جماعات التطرف على رأس الأنظمة العربية، فإنها فى النهاية، كانت فى الموعد بعد تيقنها أن المنطقة العربية، كانت ستتحول إلى فوهة من البركان، تسيطر عليها أسلحة الميليشيات، وفوضى الإرهاب فى حالة استمرت جماعة الإخوان على رأس السلطة فى مصر.
 
السفير حسين هريدى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، قال إن ثورة 30 يونيو، كانت ضرورة، لأن المصريين شعروا بأن دولتهم التى تم بناؤها، والتى مرت على مدار فترة زمنية ليست بالقليلة بالعديد من المراحل والاختبارات والحروب، واستطاعت أن تواجه كل ذلك، كانت ستختطف إلى مصير مجهول، لافتا فى تصريحات لـ«صوت الأمة» إلى ما شعر به الشعب بأن مصر التى ترسخت على أرض الواقع، وترسخت فى العقل المصرى، والذاكرة المصرية مختطفة، ويحاول البعض القضاء عليها بتحويلها من دولة مدنية، لتحل محلها دولة دينية، لافتا إلى أن شعب مصر وقياداته الحكيمة، أنقذوا البلد فى 30 يونيو عام 2013 من قيام دولة دينية ديكتاتورية، كانت ستقضى على كل ملامح الدولة المصرية.
 
وأكد هريدى، أن الدولة الدينية، تحكم باسم الدين، ولا تسمح بتعدد الآراء، ولا تسمح بالتعددية، وكانت ستسبب احتراقا داخليا بين المسلمين والأقباط، وتقضى على فكرة المواطنة، وقال: «لولا 30 يونيو، كانت النتائج ستصبح كارثية، فالهدف كان القضاء على الدولة المصرية، التى دافع عنها أجيال وأجيال، وكافحوا من أجل تأسيسها حتى تظل على شكلها الحالى تستوعب كل فئات المجتمع، وتقبل بالتعددية، وتحافظ على المواطنة»، وتابع معبرا عن الحالة التى كانت ستصل لها مصر إذا ظلت تحت حكم جماعة الإخوان  «قبل 30 يونيو، كانت مصر فى طريق الضياع والانهيار، وكانت الدولة ستنتهى بمعنى الكلمة»، موضحا أن الثورة جنبت البلاد الكثير من التداعيات الكارثية، وعلى رأسها عدم السيطرة على الحدود.
 
وحول ما يشهده العالم الخارجى من أحداث، والدور المصرى المهم فى الوقت الراهن من تجنيب الدولة أى مخاطر ناتجة عن الأزمات الإقليمية، قال السفير حسين هريدى، إن «الدولة المصرية الآن قادرة على حماية الحدود بعدم اقتحام النيران الخارجية فى العمق الداخلى»، مضيفا أن ثورة 30 يونيو بدون شك حمت الحدود المصرية، وجنبت مصر الكثير من الفوضى فى هذا الاتجاه، حامية سيادتنا ووحدتنا الترابية»، مضيفا «لولا ثورة 30 يونيو لكانت النيران ستلتهم الدولة المصرية من الداخل قبل الخارج».
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق