30 يونيو.. إرادة مصرية أنقذت العالم (ملف)
السبت، 29 يونيو 2024 06:00 ميوسف أيوب
نقلا عن النسخة الورقية:
- ستظل الثورة علامة مفصلية فى تاريخ الوطن المتطلع للتحديث والتقدم وتحقيق نهضة ونمو وتوفير الحياة الكريمة للشعب
- المصريون أنقذوا البشرية من براثن الحكم الإخوانى.. ومنحوا الأشقاء الأمل فى القضاء على الفاشية الدينية الإرهابية وبناء المستقبل
- المصريون أنقذوا البشرية من براثن الحكم الإخوانى.. ومنحوا الأشقاء الأمل فى القضاء على الفاشية الدينية الإرهابية وبناء المستقبل
لم تكن 30 يونيو 2013، مجرد ثورة أزاح من خلالها الشعب المصرى الفاشية الدينية الممثلة فى جماعة الإخوان الإرهابية، لكنها كانت وستظل علامة مفصلية فى تاريخ الوطن المتطلع دوما للتحديث والتقدم، وتحقيق نهضة ونمو بجميع القطاعات على ضوء الأولويات، التى أعلنها الرئيس عبدالفتاح السيسى، وفى مقدمتها بناء الإنسان، وتوفير سبل الحياة الكريمة والتنمية المستدامة، وتشجيع الاستثمار وفق رؤية «مصر 2030».
اليوم مرت 11 عاما على ثورة المصريين المجيدة، 11 عاما نجحت خلالها الدولة المصرية فى تطهير تربتها من جماعة الإخوان الإرهابية، وفى نفس الوقت، نجحت فى فرض رؤيتها على الجميع، بما فيهم الأطراف الدولية والإقليمية، التى عمدت إلى حصار المشروع المصرى، لكنها اليوم بدأت هذه القوى فى توفيق مصالحها، بحثا عن نقاط تلاقى مع مصر، التى امتلكت قواعد عسكرية متطورة بعد عقد من منع الإدارة الأمريكية قطع الغيار العسكرية فى ذروة المعركة المصرية مع الإرهاب، فلم تتوقف مصر، بل نجحت فى استحداث دائرة حيوية، تضاف إلى مجالها الحيوى بدوائره التقليدية، وهى دائرة شرق المتوسط، التى ستمسك بتفاعلات المرحلة القادمة.
كما نجحت الدولة المصرية، وسط أوضاع إقليمية مضطربة، أن تحقق مشروعا تنمويا هو الأضخم فى تاريخها، فامتدت يد العمران إلى كل شبر من الأرض المصرية، محافظة فى الوقت نفسه على أمنها واستقرارها، وسط إقليم مشتعل، وحدود كارثية على جميع اتجاهاتها الاستراتيجية، بل الأكثر من ذلك، أنها تواصل مشروعها رغم صعوبة التحديات.
كل ذلك وغيره الكثير والكثير، من تفاعلات إقليمية أحدثتها 30 يونيو، يؤكد أن هذه الثورة، ستظل نقطة الارتكاز، والمركز الذى منه ينطلق طموح هذه الأمة، ويواجه تحدياتها.
فالثورة بكل ما أحدثته من تغيرات داخلية، أنتجت أوضاعا أنقذت العالم كله من براثن الحكم الإخوانى، الذى كان يريد أن يأخذ من مصر منطلقا للسيطرة على الأقليم، وبسط يده فى كل مكان، لكن جاءت ثورة المصريين، لتفشل هذا المخطط، الذى كانت تقف خلفه قوى كبيرة وكثيرة، فنجح المصريون فى ثورتهم، وأمدوا لأشقائهم فى بلدان عربية أخرى الأمل فى إلحاق الهزيمة بكل من ينتمى للتيار الإخوانى الإرهابى، وهو ما تحقق فى سوريا وتونس وليبيا والسودان وبلدان أخرى، كان يظن أهلها أن التنظيم الإرهابى بكل من يدعمه غير قابل للهزيمة، لكن ها هم المصريون يلحقون به أكبر هزيمة، فتحرك الجميع للإطاحة بكل من له صلة بالإخوان.
وساعد على ذلك، أن دولة 30 يونيو، لم تكن فقط تستهدف الإطاحة بالحكم الإخوانى، لكن أيضا إعادة الدولة المصرية، التى كانت مسروقة من الجماعة الإرهابية.
واستعادة الدولة بمشروع وطنى متكامل، واستعادة الهوية المصرية، هو ما منح ثورة 30 يونيو القوة الدولية والإقليمية، لأن الثورة، كان هدفها البناء، وليس التخريب، ومن هنا صارت نموذجا لمن يبحث عن المستقبل، وهو ما استطاع المصريون تحقيقه بإرادة وطنية قوية، ووقفة صلبة من المؤسسات الوطنية، وفى مقدمتها القوات المسلحة والشرطة، وأمام كل هؤلاء، رجل جابه المخاطر، وأبى أن يبقى صامتا أمام المد الإخوانى، فانحاز إلى الإرادة الشعبية، محققا طموح كل المصريين، إنه الرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى تحول إلى نموذج للوطنية، وللتصدى للمخاطر والتغلب عليها، ونموذج للبناء والاستقرار، وهو ما كنا بحاجة إليه، فانطلق بمصر من الفوضى إلى الاستقرار، ومن اللادولة إلى الجمهورية الجديدة، التى تستوعب الجميع، وتفتح ذراعيها لكل أبناء الدولة، أيا كانت اختلافاتهم.
ونحن نحتفل بالذكرى الحادية عشر لثورة 30 يونيو، يجب أن نستعيد معا ذكريات مؤلمة وصعبة، لكن استعادتها ضرورة، لنعرف أين كنا، وكيف أصبحنا؟، وفى نفس الوقت نجيب عن السؤال المهم.. لماذا كانت 30 يونيو ثورة الضرورة؟.. وهو سؤال سيجيب عنه مختصصون عايشوا أحداث ما قبل 30 يونيو، وكانوا شهودا على 30 يونيو، وأيضا على الجمهورية الجديدة، التى تؤسس اليوم بسواعد مصرية، وفى نفس الوقت، نذكر بعضا مما تحقق على هذه الأرض الطيبة على مدار السنوات العشر الماضية، لنكشف بالفعل، وليس فقط بالقول، كيف تحولت مصر إلى الجمهورية الجديدة؟