غباء نتنياهو يقود إسرائيل إلى الهاوية.. الحرب الشاملة مع حزب الله تضع تل أبيب على خط نار الجبهات المتعددة

الأحد، 30 يونيو 2024 12:00 ص
غباء نتنياهو يقود إسرائيل إلى الهاوية.. الحرب الشاملة مع حزب الله تضع تل أبيب على خط نار الجبهات المتعددة
محمود على

- تحذيرات دولية من اتساع رقعة الصراع.. ومصر أول الدول التى تنبأت بمخاطر استمرار العدوان على غزة

- باحث لبناتي في الشئون الدولية لـ «صوت الأمة»: الجيش الإسرائيلي غير مستعد لحرب في جنوب لبنان 
 
بينما يواصل الاحتلال الإسرائيلى جرائمه فى قطاع غزة للشهر التاسع على التوالى، فى عدوان أقل ما يقال عنه إنه جريمة إبادة جماعية، قضت على الأخضر واليابس هناك، وشردت الأطفال والسيدات وكبار السن، يقف العالم مشدودا، يراقب التصعيد المستمر فى جبهات أخرى، يتخوف من كابوس آخر قادم، يتمثل فى اندفاع إسرائيلى غير مدروس نحو شن حرب وشيكة على جنوب لبنان، حتى أثيرت أسئلة عديدة، هل اقتربنا من حرب شاملة بين الاحتلال الإسرائيلى وحزب الله اللبنانى؟ أم ما زالت الأمور طبيعية ولم تخرج عن السيطرة نتيجة ما تشهده غزة من عدوان دام؟
 
وتنذر التطورات الأخيرة، أن الحرب الشاملة بين حزب الله اللبنانى وإسرائيل، قد تكون قريبة أكثر من أى وقت مضى فى الأيام المقبلة، فعلى الرغم من أن وتيرة الاشتباكات فى الجنوب اللبنانى بين حزب الله والجيش الإسرائيلى، لا تزال تسير وفق وتيرة منضبطة تحت سقف «قواعد اشتباك» صعودا وهبوطا، فإن استمرار تهديدات الجيش الإسرائيلى وبياناته المتواصلة، التى تحمل تهديدات مباشرة، آخرها الحديث عن رفع الجاهزية لمهاجمة لبنان، بالتعاون بين قيادة جيش الاحتلال الشمالية وسلاح الجو، يحمل فى طياته الكثير من التحليلات والتوقعات باقتراب اشتعال تلك الجبهة.
 
وكانت إسرائيل صادقت على خطط عملياتية لشن هجوم واسع على جنوب لبنان قبل أيام، وقالت عبر جيش الاحتلال، إن «قائد القيادة الشمالية الميجور أورى جوردين، ورئيس مديرية العمليات، الميجور أوديد باسيوك، أجريا تقييما مشتركا للوضع فى القيادة الشمالية، وفى إطار تقديم الوضع، تمت الموافقة على خطط عملياتية لهجوم فى لبنان، مضيفا أنه تم اتخاذ قرارات بخصوص مواصلة تسريع استعدادات القوات فى الميدان».
 
وتتزامن هذه التهديدات مع ارتفاع حدة التحذيرات الدولية، وما يصاحبها من تحركات دولية، ومساع لاحتواء التصعيد بين جيش الاحتلال الإسرائيلى وحزب الله اللبنانى، حيث حذرت الإدارة الأمريكية عبر البيت الأبيض ووزارة الخارجية من النتائج الوخيمة لجميع الأطراف، حال نشوب حرب فى لبنان، وشددت واشنطن بشكل غير مباشر على أنها لن تسمح بانزلاق جبهة لبنان إلى حرب تداعياتها شاملة بمخاطرها، كما حذرت إسبانيا أيضا من التصعيد عند الحدود اللبنانية - الإسرائيلية.
 
ولم تقف مصر مكتوفة الأيدى إزاء هذه التطورات، فكانت من أولى الدول التى حذرت من اتساع رقعة الصراع فى المنطقة، نتيجة التطورات التى يشهدها الشرق الأوسط، وبالتحديد فى قطاع غزة، فمنذ انطلاق عمليات الـ7 من أكتوبر 2023، وما تبعها من تصعيد للعدوان الإسرائيلى الغاشم على قطاع غزة، والذى تسبب فى مجازر بشعة راح ضحيتها عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى والنازحين، أرسلت الدولة المصرية على جميع مستوياتها، رسائل واضحة للقوى الدولية والفاعلة المنخرطة فى الصراع الحالى، مفادها بأن المنطقة ستصبح قنبلة موقوتة حال استمرار هذا الصراع.
 
وتعالت الأصوات المصرية المطالبة بوقف حرب غزة، والتحذير من تداعياتها، حيث عبر الرئيس السيسى فى أكثر من مناسبة عن مخاوفه من استمرار حرب غزة بقوله «المنطقة ستصبح قنبلة موقوتة، تؤذينا جميعا»، مشيرا إلى المخاطر التى ستطال الجميع على حد سواء، حال استمرت إسرائيل فى تعنتها، ورفضت وقف الحرب فى غزة، وتعددت تحذيرات الرئيس فى هذا الشأن، ففى  لقاء جمعه برئيس الوزراء البريطانى، ريشى سوناك، فى أكتوبر الماضى، أكد أنه يجب منع انزلاق المنطقة فى حرب على مستوى الإقليم بالكامل، يكون لها تأثير على السلام فى المنطقة، مطالبا بضرورة إحياء السلام مرة أخرى، وإعطاء أمل للفلسطينيين فى إقامة دولتهم على حدود يونيو 67، وعاصمتها القدس الشرقية.
 
وهناك عدة عوامل تغذى التخوف من اندلاع حرب شاملة فى لبنان، فى المقدمة تصاعد الاشتباكات، وتبادل إطلاق النيران بين حزب الله وقوات الاحتلال الإسرائيلى فى جنوب لبنان، وإعلان حزب الله، تنفيذه هجوما جويا بسرب من ‏المسيرات، استهدف موقع رأس الناقورة البحرى، حيث توجد أماكن للجنود الإسرائيليين، إضافة إلى التهديدات الإسرائيلية المستمرة بشن هجمات مركزة على الجبهة الجنوبية اللبنانية، فضلا عن تحذيرات دول لرعاياها بعدم السفر إلى لبنان، وحث مواطنيها المتواجدين هناك على العودة فى أقرب وقت؛ تجنبا لأى احتمالات للتصعيد.
 
من جانبه، قال الباحث اللبنانى فى الشئون الدولية، على يحيى، إنه «رغم التهديد باقتراب انتهاء العمليات فى رفح، تمهيدا للانتقال نحو المرحلة الثالثة، والتى تتيح نقل جزء من القوات الإسرائيلية نحو الشمال، لإطلاق المرحلة الثانية ضد لبنان، لتغيير الواقع القائم، سواء لتوجيه ضربة لتدمير البنية التحتية لحزب الله، تدفعه لتقديم تنازلات أو لإبعاده إلى عمق 8 كلم، فإنى أرى أنها مجرد تهديدات، رغم الحافز العقائدى، ورغم أنها ترتكز إلى مزاج حربى سياسى وشعبى (حيث يؤيد 62% من الإسرائيليين فتح حرب ضد لبنان، وفق جيروزاليم بوست)، حيث تعتبر الحرب مستبعدة، حتى اللحظة، لأسباب عدة أولها «لا استعدادات قتالية للجيش الإسرائيلى حاليا، توحى بذلك، سوى تلك القوات التى تم تشكيلها بحجم فرقتين، والتى أضيفت لفرق الشمال الأربع، كما أنه لا وجود لقدرة بشرية ونفسية ولوجستية للجيش الإسرائيلى، لخوض مغامرة أخرى ضد جبهة أكثر تعقيدا وبأهداف أكثر صعوبة.
 
وأضاف يحيى فى تصريحات خاصة لـ«صوت الأمة»، أنه بالنسبة للحكومة اللبنانية، فهى أثبتت قدرتها على تجاوز الأزمات، التى يمر بها لبنان، ونجحت فى إدارة ديبلوماسية فاعلة متناغمة مع الميدان، ولفضح الانتهاكات الإسرائيلية، وصد عمليات التهويل، التى تقوم بها تل أبيب، ولكل من يتابع حركة مطار بيروت، يجد أنه يشهد نشاطا لافتا فى حركة القادمين إلى لبنان، مقابل حركة مغادرة من الجانب الإسرائيلى، وصل عددهم إلى 550 ألف إسرائيلى منذ بداية الحرب.
 
وتابع يحيى، أن «الطرفين أعلنا بشكل واضح عدم رغبتهما بمواجهة شاملة، لكنها عقدة الأولويات، بين إصرار حزب الله على ربط الجبهات لإسناد غزة، مقابل جهود إسرائيلية لفك الارتباط بينها للتفرغ لمحاولة تحقيق أهداف غير قابلة للتحقق، وفى خضم لغة الرصاص، وتوقع استمرار الاشتباك إلى ما بعد الانتخابات الأمريكية، مع محاولة نتنياهو ومستشاريه مراوغة إدارة بايدن لشراء الوقت خلال مرحلة البطة العرجاء التى تعيشها الولايات المتحدة، حتى ما بعد الانتخابات، التى قد تأتى بشخصية نتنياهو المفضلة ترامب».
 
وأوضح، «لكن لا أحد يضمن أن تسفر حسابات خاطئة، إسرائيلية غالبا، إلى اشتباك أوسع»، قائلا إن مسار التهدئة مطروح وبقوة، ولكنه يعتمد على قدرة ورغبة واشنطن والثلاثى بلينكن، وسوليفان، وبيرنر، فى إنهاء الحرب جديا، وعلى القرار السياسى الإسرائيلى، الذى أصبح أكثر صعوبة فى تقبل عملية الإذلال، التى تعرضت لها إسرائيل من لبنان بعدما بدأ يشعر بثقل الجبهة اللبنانية، وتهديدها الاستراتيجى، والتى بدأ يدفع للتعامل معها كالجبهة الرئيسية، وما مسارعته لقرب إعلان انتهاء عملياته فى رفح والانتقال للمرحلة الثالثة، التى تعتمد على غارات موضعية عبر قوات نخبة، كعملية النصيرات، دون الحاجة لمناورات برية كبيرة، ما يتيح له نقل المزيد من القوات نحو جبهة لبنان، تمهيدا لعمل محتمل.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة