أزمة الكهرباء عالميا.. انقطاع التيار عن دول غربية كبرى لساعات طويلة وخطط طوارئ دولية لمواجهتها

تعد أزمة انقطاع الكهرباء من أبرز التحديات التى تواجه العديد من الدول حول العالم، وعلى رأسها الدول الغربية الكبرى، حيث تواجه العديد من المدن الرئيسية فى تلك الدول أزمة انقطاع الكهرباء لفترات طويلة وهو ما يثير قلق سكانها ويضع السلطات فى موقف حرج، وهو ما يؤكد على حقيقة مفادها أن التغيرات المناخية ودرجات الحرارة العالية والزيادة السكانية من ضمن الأسباب.

 

تعاني الولايات المتحدة الأمريكية من جراء انقطاع الكهرباء لفترات طويلة، بسبب الضغط غير المسبوق على شبكات الكهرباء، والذى أدى إلى انقطاع الكهرباء بشكل متكرر فى العديد من المدن الأمريكية، مما يثير القلق بين السكان ويضع تحديات كبيرة أمام السلطات ، كما يتعرض السكان لمخاطر صحية كبيرة نتيجة الحرارة الشديدة، والتى تؤدى إلى الإنهاك الحرارى وضربات الشمس، كما يؤثر انقطاع الكهرباء على الأعمال والصناعات، مما يتسبب فى خسائر مالية كبيرة وتعطيل الإنتاج، ويؤثر على المستشفيات والمرافق الحيوية الأخرى، مما يعرض حياة المرضى والأفراد للخطر.

 

وجاءت الإحصائيات، لتبين لنا أن الولايات المتحدة سجلت حوالى 4,500 حالة انقطاع كهربائى كبير فى 2023 بزيادة قدرها 15% عن العام السابق، بينما بلغت مدة الانقطاعات حوالى 4 ساعات فى المدن الكبرى لكل مرة، كما شهدت بعض المناطق الريفية انقطاعات تجاوزت 10 ساعات، ووصل عدد المتضررين إلى 60 مليون شخص.

 

ومن أهم الأسباب التي أدت لتفاقم أزمة أنقطاع الكهرباء هو ارتفاع درجات الحرارة بصورة غير مسبوقة بالإضافة إلى البنية التحتية القديمة، والتى تعجز عن تحمل الضغط الزائد، ناهيك عن الحرائق التى تجتاح العديد من المناطق بسبب الضغط على الشبكات مما يتسبب فى تدميرها.

 

وتم تقديرت الخسائر الاقتصادية الناجمة عن انقطاع الكهرباء حوالى 150 مليار دولار فى 2023 وقد أدت إلى تعطيل الأعمال وتوقف الإنتاج فى العديد من الصناعات؛ ومن تداعيات الانقطاع المتكرر للكهرباء فى الولايات المتحدة زيادة حالات الإنهاك الحرارى وضربات الشمس خاصة بين الأطفال وكبار السن.

 

وللتغلب على أزمة انقطاع الكهرباء المتكررة فى الولايات المتحدة، خصصت الحكومة الفيدرالية 100 مليار دولار لتحديث شبكات الكهرباء فى الأعوام الخمسة المقبلة، إلى جانب زيادة الاستثمارات فى مشاريع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح لتقليل الاعتماد على الشبكات التقليدية، وللتعامل السريع مع الأزمة، قامت الجهات المختصة بإنشاء فرق طوارئ متخصصة للتعامل السريع مع حالات انقطاع الكهرباء وإصلاح الأعطال ، كما تقوم الحكومة الأمريكية باتخاذ إجراءات فورية لتحسين البنية التحتية الكهربائية وتعزيز استخدام الطاقة المتجددة، بالإضافة إلى توعية السكان حول كيفية التعامل مع هذه الأزمة.

 

وفى روسيا، تم تسجيل حوالى 2,500 حالة انقطاع كهربائى فى العام الماضى، وهو ما دفع  الحكومة الروسية لرصد حوالى 10 مليارات دولار لتحديث شبكات الكهرباء فى السنوات الخمس المقبلة، مع التركيز على المناطق الأكثر عرضة للانقطاع، وتم تشكيل أكثر من 500 فريق طوارئ فى مختلف أنحاء البلاد للتعامل السريع مع انقطاعات الكهرباء وإصلاح الأعطال، كما وضعت السلطات خطط طوارئ جديدة تشمل توزيع مولدات كهربائية مؤقتة على المستشفيات والمرافق الحيوية، بينما تبقى الأسباب الرئيسية متجسدة فى الارتفاع الكبير فى درجات الحرارة والحاجة إلى صيانه الشبكات، وتحديث البنية التحتية حتى يمكنها مواجهة الضغط المتزايد.

 

الأمر لا يقتصر على الولايات المتحدة وروسيا، وإنما يمتد إلى العديد من دول العالم، حيث تبقى الأسباب الرئيسية فى هذا الإطار هى الحرب الروسية الأوكرانية، وما تسببت فيه العقوبات الغربية على موسكو من ارتباك فى أسواق الغاز وهو ما يبدو فى انخفاض إمدادات الغاز الروسى إلى أوروبا بنسبة تجاوزت الـ50%، بالإضافة إلى انخفاض الصادرات الروسية إلى العديد من دول العالم.

 

بينما يبقى تراجع إنتاج العديد من حقول النفط والبترول سببا آخر، فى هذا لإطار وهو ما يثير قلقا عالميا فى أسواق الطاقة العالمية خاصة بعد انخفاض إنتاج النفط الخام بنسبة 1.7% خلال عامى 2022 و2023، وهو ما أثر سلبا على إنتاج الكهرباء حول العالم.