أوروبا لا تجد الغاز.. الحرب الأوكرانية الروسية تشفط الإمدادات والفاتورة موجعة بـ«630 مليار دولار»

الخميس، 27 يونيو 2024 09:40 ص
أوروبا لا تجد الغاز.. الحرب الأوكرانية الروسية تشفط الإمدادات والفاتورة موجعة بـ«630 مليار دولار»

لا تزال تداعيات الحرب في أوكرانيا تؤثر بشكل كبير على أوروبا، مع استمرار أزمة الغاز الروسي الذي يُعتبر سلاح الطاقة الأقوى. تسببت هذه الأزمة في تأثيرات واسعة على العديد من القطاعات، كما أنها كلفت الاتحاد الأوروبي 630 مليار دولار لاستبدال إمدادات الغاز الروسي.
 
أكد رئيس شركة "روس نفط"، إيجور سيتشين، أن دول الاتحاد الأوروبي أنفقت قرابة 630 مليار دولار على واردات الغاز غير الروسية خلال السنوات الثلاث الماضية حتى عام 2023. جاء هذا التصريح خلال مشاركته في منتدى بطرسبورج بداية يونيو الجاري، حيث أشار إلى أن هذا المبلغ يعادل تقريبًا حجم الاستثمارات في الكتلة الأوروبية خلال ثماني سنوات ويفوق بنحو أربع مرات إجمالي الناتج المحلي لدول البلطيق.
 
في السياق ذاته، قدم بافيل جوميز ديل كاستيلو، رئيس قسم اتصالات الائتمان والضمان، تقريرًا جديدًا يحلل تأثير الأزمة التي اندلعت في سوق الغاز نتيجة للغزو الروسي لأوكرانيا على الصناعة الأوروبية كثيفة الاستهلاك للطاقة. وأوضح التقرير أن الأزمة تركت تأثيرات هيكلية خاصة على القطاعات الأكثر كثافة في استخدام الطاقة مثل المواد الكيميائية والصلب والورق.
 
وأشار التقرير إلى أن انخفاض استخدام الغاز الروسي في منتصف عام 2021 بسبب السياق الجيوسياسي أدى إلى استبداله بالغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة. وفي عام 2022، ارتفعت أسعار الغاز بأكثر من 300%، مما أجبر القطاعات كثيفة الاستهلاك للطاقة على خفض الإنتاج بسبب ارتفاع التكاليف أو البيع بخسارة.
 
أكد التقرير أن أزمة الغاز الحادة الناجمة عن الغزو الروسي لأوكرانيا لا تزال تؤثر على الأسواق الأوروبية، حيث خفض الاتحاد الأوروبي اعتماده على الغاز الروسي من خلال استيراد الغاز الطبيعي المسال من مختلف أنحاء العالم. ومع انخفاض إمدادات الغاز الروسي بشكل كبير، ارتفعت الأسعار مما وضع قطاعات الكيماويات والمعادن والصلب والورق في وضع غير مؤات مقارنة بمنافسيها العالميين.
 
وفقًا للتقديرات، انخفض استخدام الغاز في الصناعة الأوروبية بنسبة 25% تقريبًا في عام 2022، حيث تركز أكثر من نصف هذا التخفيض في الصناعات كثيفة الاستخدام للطاقة. كما أن استيراد الغاز الطبيعي المسال أغلى من نقل الغاز الروسي ويتطلب بنية تحتية خاصة للنقل والتخزين. وفي عام 2022، عانت الصناعات كثيفة الاستهلاك للطاقة في منطقة اليورو من خسائر في الإنتاج تجاوزت 10%.
 
ورغم تحسن الكفاءة في سلاسل توريد الغاز الطبيعي المسال، مما أدى إلى انخفاض الأسعار بنسبة 68% و22% في عامي 2023 و2024 على التوالي، فإن تكاليف الغاز في أوروبا لا تزال أعلى من مستويات ما قبل الحرب. ومع ذلك، فإن انخفاض الأسعار قد دعم التعافي التدريجي للإنتاج في القطاعات كثيفة الاستهلاك للطاقة بعد عامين من الانكماش.
 
ارتفاع أسعار الغاز إلى أعلى مستوى منذ بداية 2024
وصلت أسعار الغاز الطبيعي في السوق الأوروبية في الأسبوع الأول من شهر يونيو الجاري إلى أعلى مستوى لها منذ بداية العام، حيث وصلت إلى ما يقرب من 38 يورو لكل ميجاوات في الساعة، بعد انهيار التدفقات من النرويج. وارتفعت أسعار العقود الآجلة لـ TTF الهولندية، المرجعية لأوروبا، بأكثر من 11% خلال الجلسة، وهو أكبر ارتفاع خلال العام بسبب الانقطاع غير المخطط له في مصنع نيهامنا في النرويج، وفقًا لتقرير بلومبرج.
 
أوضح ألفريد سكار هانسن، كبير نواب نظام التشغيل في شركة جاسكو النرويجية لتشغيل شبكات أنابيب الغاز الطبيعي، أن شركة إيكوينور للطاقة تحقق حاليًا لمعرفة سبب عطل محطة المعالجة. وأضاف أن المشكلة قد تكون في جزء من خط أنابيب بحقل غاز سليبنر في بحر الشمال الذي يربط بين محطتي إيزنجتون ونيهامنا.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة