عنتر عبداللطيف يكتب عن ليلى «عبداللطيف»: يا لطيف يا لطيف
السبت، 22 يونيو 2024 10:22 م
- ملكة التوقعات تسقط في الاختبار بتكرار نبؤاتها المخيفة.. ومبرر الحاسة السادسة يفشل في تغطية نشاطه
- نشر الرعب بعبارات غامضة مخيفة جزء من خطة عمل العرافة الجديدة.. وأهدافها تتطابق مع سلاح نشر الشائعات والأكاذيب
تعشق «ملكة التوقعات» الشهرة - كما تحب أن تنادى-، وتبحث عنها واستطاعت خلال فترة وجيزة أن يقترن اسمها بمتنبئين ذائعى الصيت أمثال «نوستراداموس» صاحب توقع هزيمة نابليون بونابرت باحتراق أسطوله الفرنسى في مياه الإسكندرية فى مصر، حينما قال: «يغرق الأسطول بالقرب من البحر الأدرياتيكي، ومصر تهتز كلها، والدخان يتصاعد ويحتشد المسلمون».
الملاحظ لنا هو اشتراك المتنبئين في استخدام عبارات غامضة مخيفة تثير الرعب في نفوس الأفراد، وربما الشعوب وهو ما قد يتطابق في الهدف مع سلاح نشر الشائعات والأكاذيب للتأثير الجمعي على شعب أو فصيل ما أوقات الحروب.
تكره ليلى عبداللطيف لقب «العرافة» أو «المنجمة» ولا تؤمن بما يسمى قراءة الفنجان أو اللعب بأوراق التاروت والتنويم المغناطيسي، وتزعم حول توقعاتها: «لدي هذه الموهبة بالفطرة، وأنا لا أستعين بأي كتب أو أدوات أخرى، أنا فقط أركز ثم أتحدث عما أشعر به وأستشعره».
كما تقول إنها تمتلك ملكة خاصة وإلهام قوي وحاسة سادسة، وتضيف عن هذه الملكة إنها بدأت: «تنمو مع الوقت وتتجسد على أرض الواقع بنسبة تصل إلى حوالي 90 أو 100% مع الوقت».
ويسخر البعض على «السوشيال» من «سيدة التوقعات»، بل وأطلقوا عليها لقب «ليلى عبداللطيف.. يا لطيف يا لطيف» في إسقاط على نبؤاتها المخيفة والتي وأن تحقق بعضا مصادفة إلا أن ذلك وضعها في دائرة الشك، ليتهمها البعض بالصلة بجهات ما تمنحها بعض المعلومات المسبقة لأغراض قد لا تعلمها ليلى عبداللطيف نفسها، لكنها تنفي ذلك: «أنا لم أدرس السياسة نهائيًا ولا يوجد من يساعدني من خلف الستار».
واستغلت «عبداللطيف» خوف الإنسان من المجهول ومحاولته معرفة ما يخبئه له المستقبل، متناسية أن الغيب لا يعلمه إلا الله عز وجل، ولم يمنح كائنًا ما كان على وجه الأرض إمكانية التنبؤ بالمستقبل ومعرفة ما سُطر في كتاب القدر.
وصادفت 7 توقعات ما زعمته «يا لطيف يا لطيف» منذ بداية العام وحتى لحظة كتابة هذه السطورـ أبرزها سقوط طائرة الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي، بعدما قالت إن «هناك طائرة ستشغل العالم ولن ينجو منها أحد في الأشهر الأولى من هذه السنة، والعالم سيبقى مع الإعلام تحت الصدمة لمعرفة ظروف وأسباب سقوط هذه الطائرة، كيف وأين؟.. ما بعرف»، كما توقعت انفصال النجمة ياسمين عبدالعزيز وأحمد العوضي.
ربما لم يعرف عبر التاريخ وظيفة تحت مسمى «نشر الرعب»، فحتى وإن كان يحدث ذلك تحت رعاية جهات ما أو ادعاء البعض معرفته المستقبل كي يتربح ماديا، فلم نعرف متنبأ يصر على محاولة نشر الفزع مثلما زعمت «عبداللطيف» بتوقعها «حربا عالمية ثالثة خلال الفترة المقبلة أو بالعام 2025 لا مفر منها»، مضيفة: «يا رب تنجينا منها مش كل دول العالم، دول كبيرة».
وتواصل ليلى عبد اللطيف، نشر الرعب متوقعة انتشار أمراض فيروسية أو أوبئة بعدة دول بالقارة السمراء، حينما قالت: «إفريقيا في مهب أزمة كبيرة وقاسية، بسبب مواجهة أزمة غذائية غير مسبوقة وكارثة تهدد القارة السمراء»، مضيفة: «الحرب تدق أبواب الإكوادور وستكون أمام تطورات أمنية ومواجهة حالة عارمة من الفوضى تسيطر على الناس في الشارع».
وزعمت أن: «تشييع جنازة أحد الرؤساء يتحول إلى مسرح لوقوع جريمة كبيرة"، موضحة: «جنازة رئيس تتحول لكارثة هنشوفها على التليفزيون»، كما قالت إن الحرب تدق أبواب الإكوادور، مؤكدة: «ستكون أمام تطورات أمنية ومواجهة حالة عارمة من الفوضى تسيطر على الناس في الشارع»، كما توقعت نهاية حكم الرئيس بشار الأسد، خلال 2024 وانسحاب حزب الله من المشهد السياسي السوري.
كلها توقعات مبنية على استنتاجات وأمال سياسية، تروج لها أطراف دولية على تماس مع الدول التي ذكرتها ليلى عبد اللطيف، وهو ما زاد من التكهنات حول ارتباطها بأطراف خارجية تحدد لها ماذا تقول؟ ومتى؟ اعتماداً على دراسات نفسية لشعوب الدول المعنية.
وتؤكد السيرة الذاتية لـ«ليلى عبداللطيف» إنها سيدة أعمال وخبيرة أبراج لبنانية مصرية، من مواليد 17 يناير عام 1958، ولدت في مدينة بيروت، من أب مصري هو الشيخ محمد، وكان شيخا بالجامع الأزهر، والذي تزوج والدتها اللبنانية الأصل عندما سافر والدها في بعثة إلى لبنان. تقول «العرافة» عن والدها إنه رحل عنها في عمر الثامنة وورثت عنه ملكة التوقعات، إذا كان يستشعر الأشياء قبل وقوعها ويعالج المرضى بالرقية الشرعية.
وليلى عبد اللطيف واحدة من عرافيين حاولوا على مدار التاريخ الحديث الإيحاء بقدراتهم على معرفة المستقبل والتنبؤ به، ففي الأربعينيات ظهر أحد أشهر العرافين والمشعوذين في مصر وهو السيد الطوخي الفلكي، والذي افتتح معهدا لتعليم علم التنجيم والفلك والسحر، وهو: «السيد عبد الفتاح الطوخي» والذي ذاع صيته وجذب السحرة من كافة أنحاء الوطن العربي وإفريقيا ليتعلموا السحر والدجل، وتردد أنه عقب اندلاع ثورة 1952 جرى تأميم المعهد، وتحول إلى مبنى حكومي.
ألف «الطوخي الفلكي» عشرات الكتب التي كانت تباع جهارًا نهارًا على الأرصفة، منها كتاب «السحر العظيم»، الذي قيل إنه ضم أسرارًا عن السحر لم يتطرق إليها «ساحر» من قبله، وكذلك «زايرجة الطوخي الفلكي» و«تسخير الشياطين».
وعقب وفاة «الطوخي» أو ما تردد بشأن سفره خارج مصر وانقطاع أخباره ورث «مملكة السحر» في مصر السيد الحسني الفلكي، والذي ظهر فيلم «عاد لينتقم» إنتاج عام 1988 من بطولة الراحل عزت العلايلي، ودارت أحداثه بعدما انتقل بطل الفيلم إلى منزل جديد تسكنه روح طفل صغير قُتل في هذا المنزل، وبعدما لجأ البطل إلى أحد الروحانيين ليتخلص من روح الطفل.
المفاجأة أن مخرج الفيلم «ياسين إسماعيل ياسين» استعان بروحاني حقيقي لأداء المشهد وهو الحسيني الفلكي، وخدع «الفلكي» المخرج وألقى عزيمة حقيقية خلال أداء المشهد وهي «العزيمة البرهتية» ليؤكد المصورين والممثلين وقتها تعرضهم لأمور مرعبة خلال تصوير هذا الفيلم.
ولجأ مشاهير السياسية والفن حينها إلى «الحسيني الفلكي» وذاع صيته في مصر والدول العربية إلى أن عُثر عليه ميتاً في مكتبه عام 2003، وقد ارتسمت على وجهة أشد علامات الفزع، وبحوزته صورًا لمشاهير عليها طلاسم غير مفهومة، فضلًا عن مناديل ملوثة بسائل منوي ودماء حيض، واحتار أطباء الطب الشرعي في تفسير علمي منطقي لطريقة وفاته المروعة، ونسب البعض وفاته إلى «العفاريت»!، فما الذى رآه «الحسيني الفلكي» قبل رحيله؟