توريط مصر.. هدف نتنياهو غير المعلن في حرب غزة
السبت، 22 يونيو 2024 03:59 م
رغم الضغوط الداخلية والخارجية التي يتعرض لها، يصر رئيس حكومة الاحتلال نتنياهو على إطالة أمد الحرب في غزة، ففي الداخل الإسرائيلي وصلت الأمور إلى حد الغليان في الشارع إذ لم تتوقف المظاهرات تقريبا منذ بداية العام للضغط على حكومة الحرب لإنهاء صفقة تبادل المحتجزين الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين، وهي المظاهرات التي تحولت إلى صدام بين أهالي المحتجزين وقوات أمن الاحتلال، وسط استقالات لأعضاء بارزين في مجلس الحرب الاسرائيلي كان آخرهم جانتس وآيزنكوت.
وعلى الصعيد الدولي تتجه العلاقات الأمريكية الإسرائيلية إلى توتر غير مسبوق بسبب صلافة الموقف الاسرائيلي الذي يرفض كل التوصيات الأمريكية بشأن إنهاء الحرب في غزة، وهو ما يطرح السؤال لما يرفض نتنياهو بشدة إنهاء الحرب المشتعلة منذ السابع من أكتوبر ٢٠٢٣؟
يبدو أن رئيس الوزراء الاسرائيلي له أهداف خاصة من الحرب على قطاع غزة لا تتعلق بالداخل الإسرائيلي نفسه أو بالأهداف المعلنة من عملية السيوف الحديدية التي أبرزها إعادة المحتجزين وإنهاء القدرات العسكرية لحركة حماس، والدليل على ذلك رفض نتنياهو شروط الهدنة التي قبلت بها الفصائل الفلسطينية في طرحها الأول، كما أن نتنياهو نفسه يعلم أنه لا يمكن إنهاء القدرات العسكرية لحركة حماس، إذ إنها ليست جيشا نظاميا يمكن تصفيته، فالمقاومة الفلسطينية ستظل قائمة سواء تواجدت حماس أم لا، فالمقاومة قضية كل الفلسطينيين وليس حركة حماس فقط.
إذن فماذا يريد نتنياهو بالضبط؟
أعتقد أن أهداف نتنياهو غير المعلنة هي توريط مصر في النزاع الدائر وذلك بعد رفض القاهرة بشدة محاولة تهجير الفلسطينيين سواء إلى سيناء أو غيرها، وهو الهدف الذي لم يعد خفيا فهو السبيل الوحيد لتصفية القضية الفلسطينية، وبالتالي يسعى رئيس حكومة الاحتلال إلى جر مصر إلى المعركة الدائرة الآن، وهو ما كشفته العملية العسكرية في رفح الفلسطينية رغم تحذير جميع الأطراف الدولية والإقليمية وفي مقدمتهم إدارة الرئيس الأمريكي بايدن، والدليل على ذلك التقرير الذي نشرته شبكة سي إن إن التي تتحكم فيها من وراء حجاب شخصيات إسرائيلية، وزعم أن الدولة المصرية هي من غيرت الاتفاق الأخير الذي وافقت عليه الفصائل الفلسطينية ورفضته إسرائيل، وهذا ما أكدته صحيفة الجارديان البريطانية في تقرير لها في ٧ مايو، مشيرة إلى أن هناك شيء واحد يقف في طريق وقف إطلاق النار، وهو رفض نتنياهو نفسه.