زلزال اوروبى .. فوز اليمين المتطرف فى الانتخابات الأوروبية يحدث تغييرات جذرية فى السياسية الداخلية والخارجية
الثلاثاء، 18 يونيو 2024 01:17 م
شهدت الانتخابات الأوروبية تقدم تيار اليمين المتطرف فى عدد من الدول، مما أدى إلى إحداث زلزال سياسى قوى سيؤدى لمزيد من التغييرات فى دول الاتحاد الأوروبى، فى الوقت الذى يؤكد فيه الخبراء إنه من دون الإخلال بالتوازن السياسى ببروكسل، كما أن سيكون تأثيره محدودا.
ووفقا لصحيفة 20 مينوتوس الإسبانية، فقد وجه فوز اليمين المتطرف ضربة للتيار السياسى السائد فى بروكسل وتضيف حالة من عدم اليقين إلى الاتجاه المستقبلى لأوروبا.
احتفالات
واحتفلت رئيسة المفوضية الأوروبية ومرشحة حزب الشعب الأوروبى لتكرار الموقف، الألمانية أورسولا فون دير لاين، حيث فاز مجموعتها السياسية فى الانتخابات الأوروبية التى تميزت بالتميز. صعود اليمين المتطرف الذى فاز فى فرنسا، تسبب فى تقدم انتخابى، وفى النمسا وأصبح القوة السياسية الثانية فى ألمانيا.
وفى إيطاليا، حققت رئيس الحكومة الإيطالية، جورجيا ميلونى، فوزا فى الانتخابات الأوروبية، حيث فى انتخابات بمثابة الاستفتاء على ميلونى تصدر حزب إخوة إيطاليا (فراتيلى ديتاليا) اليمينى المتطرف بزعامتها، نتائج الانتخابات الأوروبية فى إيطاليا بما لا يقل عن 27% من الأصوات.
أيضا فى النمسا، حصل "حزب الحرية" اليمينى المتطرف على 27% من الأصوات، وعزز الهولنديون الذين كانوا أول من أدلوا بأصواتهم الخميس، موقف حزب خيرت فيلدرز اليمينى المتطرف.
وفى إسبانيا، أظهرت النتائج الرسمية حصول الحزب الشعبى اليمينى، التشكيل الرئيسى للمعارضة الإسبانية، على 22 مقعدا فى البرلمان الأوروبى مقابل 20 للاشتراكيين بزعامة رئيس الوزراء بيدرو سانشيز، وحقق حزب فوكس اليمينى المتطرف تقدما بحصوله على 6 مقاعد.
أما فى بولندا، فقد تقدم الحزب الوسطى المؤيد لأوروبا بزعامة رئيس الوزراء دونالد توسك على حزب القانون والعدالة القومى الشعبوى، لكن الأخير حافظ على قسم هام من الأصوات، كما أن اليمين المتطرف المتمثل فى حزب كونفيديراجا لن يحصل على أقل من 6 مقاعد فى البرلمان الأوروبي.
انتكاسات
وتؤكد المعطيات الأولية لنتائج انتخابات البرلمان الأوروبى إحراز الأحزاب اليمينية القومية والمتطرفة مكاسب هامة، وانتكاسة مريرة لزعيمى القوتين الرئيسيتين فى الاتحاد الأوروبى، المستشار الألمانى أولاف شولتس والرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون الذى أعلن حل الجمعية الفرنسية ودعا لانتخابات تشريعية فى 30 يونيو الجارى.
وجرت الانتخابات التى دُعى إليها أكثر من 360 مليون ناخب لاختيار 720 عضوا فى البرلمان الأوروبى، وتعتبر حكومات فرنسا وألمانيا أكبر الخاسرين فى تلك الانتخابات.
ففى فرنسا، تصدر حزب التجمع الوطنى بقيادة جوردان بارديلا النتائج بنسبة تزيد على 31.5% من الأصوات، أى ضعف ما حققه حزب الرئيس إيمانويل ماكرون على ما أظهرت تقديرات معهدى الاستطلاع إيفوب وأيبسوس، حيث حصل حزب الرئيس ماكرون (15.5%).
وفى ألمانيا، رغم الفضائح الأخيرة التى طالت رئيس قائمته، احتل حزب البديل من أجل ألمانيا اليمينى المتطرف المركز الثانى بنسبة 16 إلى 16.5% من الأصوات، خلف الاتحاد المسيحى المحافظ (29,5 إلى 30%)، لكنه تقدم بفارق كبير على حزبى الائتلاف الحاكم، الاشتراكيين الديموقراطيين (14%)، وهى بالفعل اسوأ نتيجة لهم بعد الحرب العالمية الثانية فى الانتخابات التشريعية، وأقل بكثير من أدائهم فى الانتخابات الوطنية فى المانيا عام 2021، كما الحضر على (12%).
وأظهرت انتخابات أوروبا أن الخاسر الأكبر هو الحزب الحاكم فى ألمانيا، بقيادة المستشار أولاف شولتس.
كما لحقت الخسائر أيضا بلجيكا، حيث أعلن رئيس الوزراء البلجيكى ألكسندر دى كرو، أنه سيقدم استقالته، بعد النتيجة الكارثية لحزبه فى الانتخابات العامة، التى فازت فيها الأحزاب القومية.
وعلى الرغم من استطلاعات الرأى التى تشير إلى أن حزب فلامس بيلانج اليمينى المتطرف والمناهض للمهاجرين سيصبح القوة الرائدة فى البلاد التى يبلغ عدد سكانها 11.5 مليون نسمة، احتفظ التحالف الجديد اليمينى والقومى بالمركز الأول مع توقعات بحصوله على 22 مقعدا.% من الأصوات بحسب النتائج الأولية الصادرة عن وزارة الداخلية.
وجاء حزب فلامس بيلانج فى المركز الثانى بنسبة 17.5%، متفوقا على حزب فورويت الاشتراكى الذى حصل على 10.5%.
ماذا يعنى فوز اليمين المتطرف فى أوروبا
هناك العديد من المخاوف لدى الكثيرين من صعود اليمين المتطرف للأسباب الآتية:
1- التصدى للسياسات الخضراء
كان الاتحاد الأوروبى يرعى منذ فترة طويلة طموحا هائلا وهو أن يكون متقدما على بقية العالم عندما يتعلق الأمر بالبيئة. لكن الناخبين فى أوروبا يشعرون بقلق متزايد بشأن تكلفة "التحول الأخضر" الذى بات أمرا مزعجا للملايين فى أوروبا.
2- السلطة للدول القومية
وعدت الأحزاب اليمينية بـ"اتحاد أوروبى مختلف"، يمنح المزيد من السلطة للدول القومية، ويحد من "تدخل بروكسل"، وفوز اليمين المتطرف سيصعب حصول المفوضية الأوروبية على المزيد من القوانين من الحكومات الوطنية، مثل السياسة الصحية.
3- اللجوء والهجرة
التحول إلى اليمين فى البرلمان الأوروبى من شأنه أن يؤدى إلى تشريعات أكثر صرامة فى الاتحاد الأوروبى بشأن الهجرة.
4- صعوبة توسع الاتحاد الأوروبى
اليمين يريد وقف إدخال الدول الفقيرة إلى الاتحاد، بسبب العبء الاقتصادى والاستراتيجى، وهذه الدول مثل جورجيا وأوكرانيا وصربيا وكوسوفو.