13 محميةً ارتفعت إيراداتها 1100% لـ5 سنوات ودخل السكان المحليين 400%.. «البيئة» تستعرض «دمج صون التنوع البيولوجي في السياحة البيئية»
الثلاثاء، 11 يونيو 2024 01:16 م سامي بلتاجي
أشادت الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، بدور مشروع دمج صون التنوع البيولوجي في السياحة البيئية في مصر؛ مشيرةً إلى أنه استطاع ربط الأنشطة السياحة البيئية للأفراد، بالمحميات، وهو ما انعكس على اهتمام المواطنين بزيارة المحميات، ليزداد المقبلين على المحميات، ويهتموا بحمايتها، خاصةً على مستوى الأطفال والشباب؛ كما استطاع إحداث نقلة نوعية بالسياحة البيئية، كمنتج سياحي بيئي مميز؛ كما عزز دمج المجتمعات المحلية في تطوير المحميات الطبيعية، كشركاء رئيسيين، وحماية التراث الثقافي والبيئي الخاص بهم، مع جعله منتجاً سياحياً فريداً، علاوةً على فتح الباب لتسويق المنتجات البيئية.
جاء ذلك، خلال اجتماع موسع، عقدته الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، لعرض إنجازات ومخرجات مشروع دمج صون التنوع البيولوجي في السياحة في مصر؛ حيث أكدت أن المشروع، احد أهم المشروعات التي عملت عليها الوزارة، بدءً من التحضير له، نظراً لما يحققه من ترابط بين البيئة والسياحة والإنسان وحماية الموارد الطبيعية والتنوع البيولوجي، من خلال طرح قضايا حسن إدارة الموارد الطبيعية في القطاع السياحي، كقطاع اقتصادي حيوي في مصر، وفرصة بيئية واستثمارية فريدة.
منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة FAO، وفي «ڤيديوجراف»، أعدته ونشرته، في وقت سابق، كانت قد ذكرت أن الجبال تعطي 27% من سطح الأرض، وتجذب 15% إلى 20% من السياحة العالمية؛ وهي أكثر من مجرد مناظر طبيعية خلابة، كونها تقدم الطعام والدواء، إلى جانب الخدمات البيئية القيمة؛ كما أنها تنظم المناخ.
وفي «ڤيديوجراف»، أعده ونشره، في وقت سابق، المنتدى الاقتصادي العالمي، كان قد أوضح أن القارة القطبية الجنوبية «أنتاركتيكا»، تدر سنوياً 180 مليار دولار، على الأقل، عوائد للاقتصاد العالمي، من السياحة ومصايد الأسماك، مع خدمات النظم البيئية، التي تساعد الكوكب؛ وباحتساب القيمة المالية للطبيعة، يمكن أن يساعد في رفع التمويل الحفاظ عليها؛ حيث تستحوذ سياحة «أنتاركتيكا» على 820 مليار دولار؛ وارتفع عدد زوارها، من 8 آلاف زائر، في أبريل 1993، إلى 105 آلاف زائر، في مارس 2022؛ في حين تدر مصايدها 320 مليون دولار، كل موسم، من الأسماك المسننة والكريل؛ ويجمل العلماء تقديرات للخدمات البيئية للقارة القطبية الجنوبية، بحوالي 179.3 مليار دولار، سنوياً، كقيمة تقدمها الطبيعة للاقتصاد العالمي؛ بينما تفقد من الكتلة الجليدية، سنوياً، نتيجةً للاحترار العالمي.
وبحسب بيان وزارة البيئة، أشارت الوزيرة، إلى قيام مشروع دمج صون التنوع البيولوجي في السياحة البيئية في مصر، بتنفيذ العديد من الجهود التي ساهمت في تعزيز السياحة البيئية في مصر، ومنها: إقامة الشمندورات، ومساعدة القطاع السياحي وبخاصة مراكز الغوص، وضع الأدلة الإرشادية للحد من استخدام البلاستيك في الرحلات البحرية، التنسيق والتعاون بين القطاعين العام والخاص، وإجراء الأعمال المشتركة كالدراسات والتدريبات، سواءً مع القطاع الخاص أو الحكومي، مما أدي إلى التناغم بين القطاعين في فهم أهمية الحفاظ على الموارد الطبيعية، وإتاحة منتج خاص بالسياحة البيئية.
ونقل بيان وزارة البيئة، عن المهندس محمد عليوة، مدير مشروع دمج التنوع البيولوجي في السياحة، أهم إنجازات ومخرجات مشروع دمج صون التنوع البيولوجي في السياحة البيئية في مصر، خلال عام 2024، كناتج 5 سنوات عمل، بعدد 3 مناطق مستهدفةً، في: جنوب البحر الأحمر، سيوة، والساحل الشمالي الغربي، والتي تضمنت 3 محاور رئيسية، وهي: التخطيط والتنمية السياحية، والذي تم من خلاله تنفيذ دراسة التقييم البيئي الاستراتيجي في 4 مناطق: جنوب البحر الاحمر، سانت كاترين، سيوة، والساحل الشمالي الغربي؛ وتقديم الدعم الفني لتطوير منظومة تقييم الأثر البيئي، بإجراء تحليل شامل لإجراءات وعمليات الإدارة وتقديم التوصيات، مع عقد عدد 12 ورشة عمل وتدريب، حول دراسات التقييم البيئي الاستراتيجي، والخروج بسيناريوهات بديلة، بحضور أكثر من 30 جهةً، بالإضافة إلى دراسة إمكانية تطبيق آلية لاستعاضة فقد التنوع البيولوجي في قطاع السياحة، وتقديم التوصيات وسيناريوهات السياسيات، والتعاون مع هيئة التنمية السياحية، لإعداد دراسة بيئية كاملة لمركز شرم الفقيري في جنوب البحر الأحمر، لإعادة تخطيط المركز، على أن يتبع نهج التخطيط المستدام، إلى جانب إعداد الاستراتيجية الوطنية للسياحة المستدامة، بالإضافة إلى مؤشرات الأداء، التي تم اعتمادها من قبل وزارة السياحة والآثار، علاوةً على دعم السياسات والأطر القانونية والمؤسسية الداعمة للسياحة البيئية والسياحة المستدامة، وصون الموارد الطبيعية، بما في ذلك قرارات منع الأكياس البلاستيكية في شرم الشيخ ومحافظة البحر الأحمر، ودمج التنوع البيولوجي في السياحة في مصر، مع قرار تشكيل لجنة السياحة الطبيعية بالاتحاد المصري للغرف السياحية؛ مضيفاً أن المحور الثاني لعمل المشروع، وهو ممارسات السياحة المستدامة، والذي حقق العديد من الإنجازات، ومن أهمها: إعداد الدليل الإرشادي لتشغيل النزل البيئية، وتقديم الدعم الفني لاعتماد رخصة النزل البيئية، بقرار وزير السياحة والآثار رقم 90 لسنة 2023، والتي شملت: تطوير الاشتراطات والدليل الارشادي للتشغيل، إعداد الدليل الإرشادي لإنشاء النزل البيئية بالتعاون مع هيئة التنمية السياحية، بالإضافة إلى ضم مصر كاحدى الدول التي تستضيف برنامج Green Fins الدولي، مع دعم غرفة الغوص والأنشطة البحرية في تأسيس البرنامج في مصر، ودعم برنامج النجمة الخضراء، والذي أدى إلى نمو عدد الفنادق المعتمدة من العلامة، بأكثر من 100%، علاوةً على إطلاق البوابة المصرية للسياحة المستدامة، لدعم الممارسات السليمة في المنشآت الفندقية؛ كما تم إعداد دليل أفضل الممارسات في الفنادق وأخر في المطاعم.
أما بالنسبة إنجازات المحور الثالث، والخاص بالمحميات الطبيعية والسياحة البيئية والمجتمعات المحلية، أوضح مدير المشروع، أنها تتضمن: إعداد خطط إدارة لعدد 4 محميات طبيعية، هي: سيوة، نبق، وادي الجمال، والعميد؛ وكذلك خطط إدارة الزوار؛ في حين، تم تحديث خط الأساس لكل محمية؛ كما قام المشروع بتزويد المحميات بمعدات للرصد والمتابعة، مع لوحات إرشادية، وتقديم الدعم الفني لإعلان محمية بحرية جديدة في البحر الأحمر، بما في ذلك دراسة المواقع المحتملة وإعداد مقترح لإعلان المحمية وخطة إدارة للمحمية المقترحة؛ بالإضافة إلى إعداد كتيب تدريبي، ودليل إرشادي، مع عقد تدريب للعاملين بقطاع حماية الطبيعة، ومقترح لإعادة هيكلة قطاع حماية الطبيعة، فضلاً عن استراتيجية ونموذج أعمال المحميات الطبيعية، علاوةً على إعداد كتيبات ومواد دعائية وترويجية للمحميات الطبيعية، ومنها «بروشور إيكو إيجيبت» باللغات: العربية، الإنجليزية، والإسبانية، يحتوي على تفاصيل كل محمية، مقسمةً على 4 محاور: شاهد، غامر، تعرف، وإقامتك؛ كما نجح المشروع في إتاحة هوية بصرية جديدة للثلاثة عشر محميةً التي تروج لها حملة «إيكو إيجيبت»، وإعداد «بروشورات» محدثة لبعض المحميات، في كل من: سيوة، نبق، ووادي الجمال.
وتجدر الإشارة إلى أن مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، التابع لمجلس الوزراء، وفي «إنفوجراف»، أعده ونشره، في وقت سابق، كان قد تطرق إلى المساهمة في استدامة السياحة؛ لافتاً إلى تطوير 13 محميةً في مصر، على مدار 9 سنوات، كمقصد سياحي؛ وارتفاع إيرادات المحميات الطبيعية، خلال عام 2023، بنسبة 1100%، مقارنةً بعام 2018؛ في حين، ارتفع دخل السكان المحليين، بنسبة 400%، من خلال المحميات الطبيعية.
هذا، وبحسب بيان وزارة البيئة، شمل المحور الثالث، دعم سبل العيش المستدامة للسكان المحليين في مناطق المشروع، من خلال: التدريب، الدعم الفني، شراء المعدات والخامات، برنامج Traditional Oriental Nights وهو منتج سياحة بيئية تم إعداده، بالتعاون مع القطاع الخاص، في البحر الأحمر وجنوب سيناء، مع دعم صناعة المنتجات اليدوية في محمية وادي الجمال، من خلال إتاحة فرص تسويق
للسيدات، وتزويدهم بالمعدات والخامات وصيانة المراكب الزجاجية في وادي الجمال، لإعادة تشغيلها؛ كما تم تدريب مرشدي وسائقي رحلات السفاري، في كل من؛ سيوة، ووادي الجمال، لرفع كفاءتهم، وتزويدهم بالمعلومات اللازمة وإعداد الدليل الارشادي لمنظمي الرحلات في المحميات، لتعزيز الالتزام بالقوانين واللوائح، بالإضافة إلى تدريب مرشدي وسائقي رحلات السفاري في سيوة، علاوةً على إعداد دليل شراكات خدمات الطبيعة، لتحفيز الشراكات بين السكان المحليين والقطاع الخاص، بالتعاون مع مشروع البرنامج البيئي للتعاون المصري الإيطالي.