القاهرة الإخبارية.. عامان من الهيمنة الإعلامية

السبت، 08 يونيو 2024 10:49 م
القاهرة الإخبارية.. عامان من الهيمنة الإعلامية
السعيد حامد

المصداقية والاحترافية والمهنية شكلت جواز عبور القناة الوليدة إلى قلوب وعقول المشاهدين في وقت قصير

فازت «القاهرة الإخبارية» بجائزة التميز الإعلامي العربي لعام 2024 خلال اجتماع وزراء الإعلام العرب في البحرين

الدكتور ياسر عبد العزيز: امتلكت شريطا تحريريا قادرا على نقل الأخبار وشرحها وتحليلها بدرجة عالية من المهنية

الدكتور طارق سعدة نقيب الإعلاميين: واحدة من القنوات المصنفة إقليميا ودولياً.. وتمد كثيرا من وسائل الإعلام بالأخبار من مكان حدوثها

 

لم تحتاج قناة «القاهرة الإخبارية» سوى 24 شهرا فقط، لتفرض نفسها وبقوة على الساحة الإعلامية الإقليمية، وتنافس القنوات ذائعة الصيت والشهرة، التي تتواجد على الساحة منذ سنوات طويلة، إذ شكلت المصداقية والاحترافية والمهنية، جواز عبور القناة المصرية الوليدة، إلى قلوب وعقول المشاهدين المصريين والعرب على حد سواء، وخلال تغطيتها ومتابعتها لكل الأحداث في المنطقة لم تتخل «القاهرة الإخبارية» أبدا عن مبادئها، وقانونها الذي فرضته هي على نفسها، فلم تؤجج أي صراع داخلي أو تخلق فتنة، بل حافظت على استقرار واستقلال تلك الدول التي تعصفها الأزمات والصراعات المسلحة.

ومنذ أيام فازت «القاهرة الإخبارية» بجائزة التميز الإعلامي العربي لعام 2024، خلال فعاليات اجتماع وزراء الإعلام العرب في العاصمة البحرينية المنامة، لتحصد القناة بعض من نجاحتها وتميزها وانفرادتها خلال الفترة الوجيزة التي تواجدت خلال على الساحة الإعلامية الإقليمية، بعدما باتت مصدرا مهما للأخبار، ومنافسا قويا لكيانات إعلامية إخبارية شهرية، على المستويين الإقليمي والدولي، ولتصبح بالأخير الحصان الرابح لمصر، الذي أعاد لها- أي مصر- ريادتها وهيبتها الإعلامية إقيلميا ودوليا.

خرجت قناة «القاهرة الإخبارية» للنور قبل سنتين، من عباءة الريادة الإعلامية التاريخية المصرية، محملة بآمال وطموحات المصريين في امتلاك ذراع إعلامي قوي، تساعدها في مجابهة الحروب الإعلامية، التي فرضت عليها إبان أحداث ما بعد ثورة 2011، ولسد ثغرة كبيرة في الإعلام المصري، كما يقول  الدكتور ياسر عبد العزيز، الخبير الإعلامى والكاتب الصحفي، الذي أكد أن «القاهرة الإخبارية» كانت مطلب حيويا تأخر كثيرا وعندما تحقق كان يسد ثغرة كبيرة في الإعلام المصري.

وأشار «عبد العزيز»، إلى إن الإعلام المصري الذي يتمتع بتجربة عميقة وعريضة بالإقليم، لم يكن له ذراع إعلامية إقليمية تستطيع أن تنقل الأحداث الإقليمية والدولية وتحللها وتشرحها للجمهور من منظور مهني بسيط، فكانت «القاهرة الإخبارية» تعبيرا عن القدرة الإعلامية المصرية على المنافسة في الوسط الإعلامي الإقليمي بشكل متميز.

وفي فترة وجيزة فرضت «القاهرة الإخبارية» نفسها على الساحة الإعلامية الإقليمية، وباتت اسما مسموعا يشار له بالقوة في التأثير والانتشار، تحت شعار «هنا القاهرة»، ذلك الشعار القديم الذي كان ملئ السمع والبصر في خمسينيات وستينا القرن الماضي، حين كانت الإذاعة المصرية تفرد أجنحة أثيرها على العالم العربي وإقليم الشرق الأوسط بأكمله، وعبر مئات من الكوادر والكفاءات والخبرات الإعلامية، مضت القناة المصرية تثبت أقدامها رويدا رويدا على الساحة الإعلامية الإقليمية، وتشق طريقها لتكوت الأكثر تأثيرا في الإعلام والقرار العربي.

 

امتلكت شريطا تحريريا بدرجة عالية من المهنية

استفادت «القاهرة الإخبارية»- كما يقول الدكتور ياسر عبد العزيز- من تمركز مصر الجيو سياسي ومن موارد إخبارية حصرية استطاعت الوصول إليها، في أن تصبح مصدر اعتماد رئيسي لكثير من وسائل الإعلام الإقيليمة والدولية، أيضا لأصحاب القرار فيما يتعلق بالتطورات الحيوية وخاصة ما يحدث في قطاع غزة حاليا.

وبحسب «عبد العزيز» قامت القاهرة الإخبارية بدور كبير في مخارجة الوقائع في غزة من خلال تحكمها في المناطق الصعبة، ومن خلال انفرادات متكررة كانت محط أنظار وسائل الإعلام الإقليمة الدولية، مؤكداً أن «القاهرة الإخبارية» استفادت من تمركز مصر الجيو سياسي، نفاذا إلى موارد إخبارية حية، وامتلكت شريطا تحريريا قادرا على نقل الأخبار وشرحها وتحليلها بدرجة عالية من المهنية، وبالتالي اكتسبت قدرا من الصدق والمصداقية، قبل أن يشدد بدوره على أن الإعلام صناعة مكلفة، والإعلام الإخباري هو الأكثر تكلفة، والخبرات المحلية والعالمية، تخبرنا بأن هذه الصناعة تحتاج إلى مزيد من الموارد لكي تصمد في المنافسة، وتسمح بالوصول إلى آفاق جديدة.

ولأن الإعلام هو نصف المعركة، حين بدأت قوات الاحتلال الإسرائيلي في شن هجموها الغاشم على سكان قطاع غزة في شهر أكتوبر الماضي، عملت قناة «القاهرة الإخبارية» بسلاحها الإعلامي الناعم، على غوث الفلسطينيين المحاصرين في القطاع، ونقل أوضاعهم الحقيقية للمجتمع الدولي للضغط على إسرائيل بعدما فضحت توحشه وإجرامه في وجه مدنيين عزل، وفي الوقت نفسه وبالتوازي مع هذا الضغط، سخرت هواء القناة بأكمله لإعادة المفاهيم المرتبطة بالاحتلال، التي كادت أن تندثر من أذهان الجميع مثل سلطة الاحتلال والمقاومة، بل أنها أعادت السردية الفلسطينية فيما يتعلق بالصراع العربي الإسرائيلي، وشددت أن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية الطريقة الوحيدة لإنهاء الصراع.

 

رأس حربة لصد العدوان الإعلامي

كانت «القاهرة الإخبارية» تمثل رأس الحربة لصد «العدوان الإعلامي» الذي شنته وسائل الإعلام العبرية المختلفة، فضلا عن وسائل الإعلام الإقليمية والدولية الداعمة لقوات الاحتلال، إذ ومنذ اندلاع الأحداث وهي تواصل تغطياتها المباشرة واللحظية لتوضيح الحقائق وكشف زيف ادعاءات وأكاذيب إعلام الاحتلال، وإبراز الجرائم والمجازر الدموية التي ترتكب في وضح النهار وجنح الليل بحق الفلسطينيين، متسلحة بجيش من المراسلين حول العالم، نجح بامتياز في تغيير كثير من آراء ومعتقدات الشعوب الغربية حول الكيان الإسرائيلي المحتل، وهو ما أربك قنوات وإعلام جيش الاحتلال ووضعت قواته في وجه نيران الانتقاد العالمي اللاذع.

التزمت قناة «القاهرة الإخبارية» منذ لحظتها الأولى بالمعايير المهنية في نقل الأخبار وتغطية الأحداث، لتصبح رقما مميزا في المعادلة الإعلامية، والتي كان يتعطش إليها المشاهد العربي، فالقناة المصرية ولدت عملاقة في عالم التغطيات الإخبارية، كما يقول طارق سعدة، نقيب الإعلاميين، الذي أكد أن القاهرة الإخبارية، هي واحدة من القنوات المصنفة في المنطقة العربية والشرق أوسطية بل وعلى المستوى العالمي، إذ تمد كثيرا من وسائل الإعلام بالأخبار من مكان حدوثها، ولعل من أبرز هذه الأحداث الحرب على غزة.

ويشير «سعدة»، إلى إن قناة «القاهرة الإخبارية» تمتلك العديد من الكوادر المهنية في مجالات الإنتاج الإعلامي كافة، سواء كانوا مذيعين أو مراسلين أو مصورين، ويشير نقيب الإعلاميين، إلى أن القناة استطاعت أن تفرض تواجدها الإعلامي وسط كبريات القنوات العربية والدولية خلال فترة وجيرة، بعدما اعتمدت شعار الدقة والمصداقية والموضوعية والمصادر الموثقة وشهود العيان في نقل الأحداث كافة، وفي زمن ووقت قياسي أصبحت لها قدرة كبيرة على التنافسية، ونجحت خلال تغطيتها لكل الأحداث الأخيرة أن تفرض المهنية على الجميع وكانت منبرا للمهنية والمصداقية.

 

سياسة تحريرية داعمة

وحافظت قناة «القاهرة الإخبارية» خلال تغطيتها للأحداث الساخنة والملتهبة في المنطقة، خاصة الأزمة السودانية، على تجنب تأجيج الصراعات وإشعال الفتن كما دأبت وسائل إعلامية إقليمية أخرى في السابق، بل نأت القناة بنفسها بعيدا عن الصراع وأطرافه المختلفة، وراحت تنقل الأخبار وتقدم التحليلات والتقارير بحيادية ومهنية، واضعة أمام نصب أعينها الحفاظ على استقلال الدول واستقرارها، وأيضا حماية ودعم المؤسسات الوطنية داخل تلك البلدان، ما انعكس بالأخير على صورتها وأكسبها مصداقية كبيرة لدى المشاهد المصري والعربي.

ولدت قناة «القاهرة الإخبارية» وعلى كتفيها أرث كبير وعريق من ريادة إعلامية مصرية جابت في الماضي القريب، إقليم الشرق الأوسط بأكمله، وعالم عربي من المحيط إلى الخليج، لتحمل آمال وطموحات وأمنيات المشاهدين العرب، في وجود وسيلة إعلامية مستقلة لا تحركها الأجندات السياسية ولا الأطماع والأيدلوجيات الدولية، قبل أن تنجح بالأخير عبر أجندة وطنية خالصة، في فرض الهيمنة الإعلامية المصرية على الساحة الإقليمية والدولية.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق