حكومة جديدة ومرحلة مختلفة

بعد استقالة حكومة الدكتور مصطفى مدبولي وتكليف الرئيس السيسي له بتشكيل حكومة جديدة، تتصاعد الآمال والأحلام بشأن المرحلة المقبلة، وذلك بالنظر إلى أن دور الحكومة الجديدة سيكون استكمال بناء الجمهورية الجديدة، وهو ما حدده الرئيس السيسي في خطاب التكليف، وفق معطيات المرحلة الراهنة.

 

وجاء ملف الأمن القومي في مقدمة اهتمامات الرئيس وتوجيهاته للدكتور مصطفى مدبولي، وهو أمر ينبع من تغير الموقف على الحدود المصرية بعد عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر من العام الماضي وما تلاها من أحداث لا يمكن لقائد أن يغفلها، في ظل حملة إسرائيلية إعلامية على مصر، تشارك فيها منصات دولية إعلامية وأقصد بها شبكة «سي إن إن» الأمريكية. 

 

الأمر الآخر الذي لا يقل أهمية عن الملف الأول هو الإصلاح الاقتصادي، وما يتعلق به من توفير العائدات الدولارية بعد تحرير سعر الصرف وحزمة الإجراءات الاقتصادية التي تتبعها الدولة في العشر سنوات الأخيرة، وهو الأمر الذي ينبغي أن تفعله الدولة بخطط غير تقليدية تحقق مزيدا من العائدات الدولارية سواء من خلال الاهتمام أكثر بملف التصنيع وفتح أسواق جديدة للمنتج المصري، أو من خلال الحد من فاتورة الاستيراد بقدر الإمكان وتوفير منتجات وطنية تحقق الاكتفاء الذاتي.

 

أيضا يعد التركيز على جذب وزيادة الاستثمارات المحلية والخارجية، تحديا كبيرا أمام الحكومة الجديدة، بل إنه الملف الأهم الذي عملت عليه دولة 30 يونيو من خلال تهيئة البيئة المناسبة للاستثمار وخلق مناخ جيد للمستثمر سواء الأجنبي أو المصري مع وجود تشريعات جديدة تسهل وتحفز المستثمرين على ضخ المزيد من الأوراق الخضراء في السوق المصرية.

 

ويأتي تكليف الرئيس للحكومة الجديد بالاهتمام ببناء الإنسان المصري لاسيما فيما يخص ملفات التعليم والصحة، ليؤكد على أن الإنسان أو المواطن المصري هو المستهدف الحقيقي من أي إصلاحات سياسية أو اقتصادية أو حتى اجتماعية، وهو ما يجب أن يفكر فيه جيدا الدكتور مصطفى مدبولي وذلك من خلال وجود شخصيات فاعلة في هذين الملفين المهمين.

 

أخيرا تبدو السنوات الست المقبلة هي محط أنظار المواطنين لحصد العديد من المكاسب بعد أن تحمل الجميع فاتورة الإصلاح الاقتصادي خلال السنوات الماضية، وهو ما يضيف عبئا جديدا على الحكومة الجديدة التي يجب عليها أن تحقق مطالب الشعب وتحقيق رفاهية المواطن ورفع مستوى معيشته حتى يكون على قدر التعامل مع الجمهورية الجديدة.