فضيحة إسرائيلية جديدة تكشفها نيويورك تايمز.. حكومة نتنياهو رصدت مليوني دولار وجندت شركات تكنولوجية للضغط على مشرعين أمريكيين والجمهور
الخميس، 06 يونيو 2024 01:05 م
كشفت صحيفة نيويورك تايمز، أن إسرائيل نظمت حملة تأثير أواخر العام الماضى، استهدفت خلالها المشرعين الأمريكيين والجمهور الأمريكى برسائل مؤيدة لإسرائيل فى محاولة لتعزيز الدعم لأعمالها فى حرب غزة، وفقا لمسئولين شاركوا فى الجهود.
وقال أربعة مسؤولين إسرائيليين، إن الحملة السرية تمت بتكليف من وزارة شؤون الشتات الإسرائيلية، وهى هيئة حكومية تربط اليهود فى جميع أنحاء العالم بدولة إسرائيل. وخصصت الوزارة حوالى مليونى دولار للعملية واستأجرت شركة Stoic، وهى شركة تسويق سياسى فى تل أبيب، لتنفيذها.
وبحسب المسئولين والوثائق، بدأت الحملة فى أكتوبر ولا تزال نشطة على منصة اكس، وفى ذروتها، استخدمت مئات الحسابات المزيفة التى تظاهرت بأنها أمريكية حقيقية على اكس وفيس بوك وإنستجرام لنشر التعليقات المؤيدة لإسرائيل، وركزت الحسابات على المشرعين الأمريكيين، وخاصة السود والديمقراطيين، مثل النائب حكيم جيفريز، زعيم الأقلية فى مجلس النواب من نيويورك والسيناتور رافائيل وارنوك من جورجيا، حيث ركزت المنشورات الموجهة لهم على مواصلة تمويل الجيش الإسرائيلي.
وبحسب التقرير، تم استخدام ChatGPT، وهو برنامج الدردشة الآلى الذى يعمل بالذكاء الاصطناعي، لإنشاء العديد من المنشورات كما أنشأت الحملة أيضًا ثلاثة مواقع إخبارية مزيفة باللغة الإنجليزية تعرض مقالات مؤيدة لإسرائيل.
ولم يتم الإبلاغ من قبل عن علاقة الحكومة الإسرائيلية بعملية التأثير، والتى تحققت منها صحيفة نيويورك تايمز مع أربعة أعضاء حاليين وسابقين فى وزارة شؤون الشتات ووثائق حول الحملة. حددت منظمة FakeReporter، وهى منظمة إسرائيلية لمراقبة المعلومات المضللة، هذه الجهود فى شهر مارس. وفى الأسبوع الماضى، قالت شركة ميتا المالكة لفيس بوك وإنستجرام وopen ai التى تصنع chat gpt انهما عثرتا أيضا على العملية وعطلتهما.
وتشير الحملة السرية إلى المدى الذى كانت إسرائيل على استعداد للذهاب إليه للتأثير على الرأى العام الأمريكى بشأن الحرب فى غزة. ولطالما كانت الولايات المتحدة واحدة من أقوى حلفاء إسرائيل، حيث وقع الرئيس بايدن مؤخرًا على حزمة مساعدات عسكرية بقيمة 15 مليار دولار للبلاد. لكن الصراع لم يحظ بشعبية لدى العديد من الأمريكيين، الذين دعوا بايدن إلى سحب دعمه لإسرائيل فى مواجهة تزايد الوفيات بين المدنيين فى غزة.
وقال خبراء فى وسائل التواصل الاجتماعى، إن هذه هى الحالة الأولى الموثقة لحملة تنظمها الحكومة الإسرائيلية للتأثير على الحكومة الأمريكية، فى حين أن الحملات المنسقة المدعومة من الحكومة ليست غير شائعة، إلا أنه غالبا ما يكون من الصعب إثباتها.
وقال أتشيا شاتز، المدير التنفيذى لموقع FakeReporter: "دور إسرائيل فى هذه المسألة متهور ومن المحتمل أن يكون غير فعال، وأضاف أن تصرفات إسرائيل للتدخل فى السياسة الأمريكية غير مسؤولة على الإطلاق، وعلى الجانب الآخر نفت وزارة شؤون الشتات الإسرائيلية أى تورط لها فى الحملة، وقالت إنها لا علاقة لها بالأمر.
وبحسب مسئولين إسرائيليين، بدأ الاستهداف الإسرائيلى بعد أسابيع قليلة من بدء الحرب فى أكتوبر، وفى ذلك الشهر، تلقت العشرات من شركات التكنولوجيا الإسرائيلية الناشئة رسائل بريد إلكترونى ورسائل واتساب تدعوهم إلى اجتماعات طارئة ليصبحوا "جنود رقميين" لإسرائيل خلال الحرب.
وفقًا لمعلومات استعرضتها نيويورك تايمز. بعض رسائل البريد الإلكترونى والرسائل جاءت من مسؤولين حكوميين إسرائيليين، بينما جاء بعضها الآخر من شركات التكنولوجيا الناشئة.
وعقد الاجتماع الأول فى تل أبيب فى منتصف أكتوبر، وقال ثلاثة مشاركين إنه يبدو أنه تجمع غير رسمى حيث يمكن للإسرائيليين التطوع بالتكنولوجيا لمساعدة المجهود الحربى فى البلاد. وقالوا أن أعضاء فى عدة دوائر حكومية حضروا أيضا.
وبحسب محضر الاجتماع، قيل للحاضرين إنهم يمكن أن يصبحوا "مقاتلين من أجل إسرائيل" ويمكنهم إدارة حملة رقمية نيابة عن البلاد، وقال مسؤولون إسرائيليون أن وزارة شؤون الشتات أمرت بحملة تستهدف الولايات المتحدة بميزانية تبلغ نحو 2 مليون دولار، بحسب تقرير اطلعت عليه صحيفة نيويورك تايمز.
ووفقا لنيويورك تايمز، ظهرت العديد من الحسابات المزيفة للحركة على تويتر وإنستجرام وفيس بوك على أنها طلاب أمريكيون وهميون ومواطنون معنيون وناخبون محليون وشاركت الحسابات مقالات وإحصائيات تدعم موقف إسرائيل من الحرب.
ووفقا لتحليل FakeReporter، استهدفت العملية أكثر من عشرة أعضاء فى الكونجرس، كثير منهم من السود والديمقراطيين. كما تم استهداف جيفريز ووارنوك، الذى تحدث بصراحة عن آرائه المؤيدة لإسرائيل.
استجابت بعض الحسابات المزيفة لمنشورات سوريس على اكس من خلال التعليق على معاداة السامية فى الحرم الجامعى وفى المدن الأمريكية الكبرى. وعلى فيس بوك، نشرت حسابات وهمية على صفحة جيفريز العامة تسأله عما إذا كان قد اطلع على تقارير تفيد بأن الأمم المتحدة توظف أعضاء من حماس فى غزة.
وفقًا لتحليل FakeReporter، أنشأت الحملة أيضًا ثلاثة مواقع إخبارية مزيفة تسمى Non-Agenda وUnFold Magazine، حيث قامت بسرقة وإعادة كتابة المواد من وسائل الإعلام مثل سى أن أن ووول ستريت جورنال للترويج لموقف إسرائيل أثناء الحرب.
فى الأسبوع الماضى، أصدرت ميتا وopen ai تقرير ينسب حملة التأثير إلى Stoic، وشرح لكيف قامت الشركة بإزالة 510 حسابات فيس بوك و11 صفحة و32 حسابًا على إنستجرام ومجموعة فيس بوك واحدة مرتبطة بالعملية.