تقدير إقليمى ودولى لدور القاهرة المهم فى الشرق الأوسط.. وساطة مصر ركيزة أساسية فى المفاوضات بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل

الثلاثاء، 04 يونيو 2024 02:43 م
تقدير إقليمى ودولى لدور القاهرة المهم فى الشرق الأوسط.. وساطة مصر ركيزة أساسية فى المفاوضات بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل

نجحت الوساطة المصرية في التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار في قطاع غزة خلال السنوات الماضية، وذلك بعد تدخل المسؤولين المصريين خلال الحروب الستة التي شنها الاحتلال الإسرائيلي على القطاع، وهو ما يؤكد أن الوسيط المصري الوحيد القادر على إرساء حالة الأمن والاستقرار ووقف أي تصعيد عسكري بين الفصائل الفلسطينية في قطاع من جهة وجيش الاحتلال الإسرائيلي من جانب آخر.
 
ويثق الشركاء الإقليميين والدوليين في الوسيط المصري الذي يعمل بكل حيادية ونزاهة في أي عملية تفاوضية حيث يعمل المسؤولون المصريون على وضع إطار شامل لأي تحرك في أي تصعيد عسكري، وذلك للمضي قدما في إقناع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي بأهمية العودة إلى التهدئة والركون إلى طاولة المفاوضات بدلا من الصراع العسكري.
 
ونجحت الدولة المصرية عقب أحداث 7 أكتوبر الماضي من فرض إرادتها على كافة دول العالم والجانب الإسرائيلي بإجباره على إدخال المساعدات الإنسانية واستمرار العمل في معبر رفح بإدخال الجرحى والمصابين الفلسطينيين لعلاجهم في مستشفيات القاهرة، فضلا عن استضافة مؤتمر القاهرة للسلام 2023 وكذلك شن حملة سياسية ودبلوماسية لتعرية جرائم الاحتلال الإسرائيلي في غزة، يأتي ذلك ضمن الدور التاريخي الذي تلعبه مصر تجاه القضية الفلسطينية.
 
خلال جولة التفاوض الحالية التي تعمل على إرساء التهدئة وإبرام صفقة لتبادل الأسرى لعبت مصر دورا محوريا في العملية التفاوضية، وتمثل كافة الأفكار المصرية أساسا لأي مبادرة تطرح على الطاولة لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة والعودة إلى مربع التهدئة وإبرام صفقة تبادل للأسرى.
 
أكد مراقبون أن مصر نجحت في وضع كافة التفاصيل الفنية الدقيقة الخاصة بعملية التفاوض على عدة مراحل، موضحين أن الجانبين الأمريكي والقطري أشادوا بشدة بالأفكار والرؤى المصرية التي قدمت للجانبين الإسرائيلي والفلسطيني خلال الأشهر الماضية، للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار إلا أن عدم توافر الإرادة السياسية الإسرائيلية كنات سببا في تعطيل جولة التفاوض التي استضافتها القاهرة مطلع مايو الماضي.
 
وترحب الفصائل الفلسطينية في غزة والجانب الإسرائيلي بالوساطة المصرية في أيا من جولات التصعيد أو الحرب الشاملة، وذلك لثقتهم في الدور الذي تلعبه مصر من أجل إرساء الأمن والاستقرار في الإقليم، وسعيها الدؤوب على إيجاد حل للقضية الفلسطينية عبر الطرق والمسارات السياسية بعيدا عن الصراع العسكري المسلح الذي يخلف خسائر مادية وبشرية كبيرة للغاية.
 
وأشار المراقبون إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي ينظرون للموقف المصري بكل تقدير واحترام لما تمثله القاهرة من ثقل على المستويين الإقليمي والدولي، بالإضافة إلى كونها أحد أبرز الشركاء الاستراتيجيين لواشنطن ودول الاتحاد الأوروبي خلال العقود الماضية، مؤكدين أن المفاوض المصري يمتلك من الأدوات التي تمكنه من استعادة الهدوء في الأراضي الفلسطينية المحتلة شريطة توافر الإرادة السياسية لدى الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
 
كان مصدر مصري رفيع المستوى، أكد أن القاهرة تواصل اتصالاتها مع الأطراف كافة للتوصل إلى اتفاق لـ وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مشيرا إلى تمسك مصر بتوفير كافة أشكال الدعم لمواطني القطاع بالعمل على تخفيف حدة الأزمة الإنسانية، بحسب ما نقلته قناة القاهرة الإخبارية.
 
وكشف المصدر المصري عن إدخال ما يزيد على 950 شاحنة مساعدات إنسانية من مصر إلى قطاع غزة خلال الأسبوع الماضي.
 
وتتمسك مصر بانسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من الجانب الفلسطيني لمعبر رفح البري شريطة استئناف العمل بالمعبر المصري، حيث ترفض الدولة المصرية أي محاولات إسرائيلية لفرض واقع سياسي وأمني جديد على طول الحدود المشتركة بين مصر وغزة.
 
ومن المتوقع أن تكون العاصمة المصرية القاهرة أحد أبرز المدن التي ستتوجه إليها الأنظار خلال الفترة المقبلة باعتباره أن الوسيط المصري هو الفاعل والمحوري في العملية التفاوضية التي يجري العمل على تفعيلها خلال الأيام الماضية، وذلك في إطار باريس الشامل الذي شاركت مصر خلاله بأفكار مهمة أفرزت الإطار الذى أعلن عنه لاحقا، فضلا عن الأفكار المصرية التي طرحها الوسيط المصري في الغرف المغلقة خلال التفاوض من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، لإنجاز اتفاق هدنة إنسانية وصفقة لتبادل الأسرى تدفع نحو وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة بشكل كامل وإعادة الهدوء إلى منطقة الشرق الأوسط بعد ثمانية أشهر من التصعيد العسكري.
 
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق