تكذب حتى تصدق نفسها.. أخطر 10 كذبات إسرائيلية في 60 يوما
الأحد، 02 يونيو 2024 12:00 ص
- إسرائيل تعتمد الكذب والتضليل والتدليس ولَىّ ذراع الحقيقة للتهرب من مسئولية جرائم الإبادة فى غزة
- حكومة تل أبيب المتطرفة تتعمد تشويه دور مصر فى وقف معاناة الفلسطينيين.. وحولت إعلامها إلى منصة لإطلاق الأكاذيب ضد القاهرة
- نتنياهو ووزراؤه فشلوا فى التهرب من المسئولية عن جرائمهم بالقطاع بإلقاء المسئولية على مصر.. والتقارير الدولية كشفت مخططاتهم التضليلية
بينما نقترب من الشهر الثامن للعدوان الإسرائيلى على قطاع غزة فى أبشع حملة عسكرية شهدها التاريخ، قضت على الأخضر واليابس وراح ضحيتها عشرات آلاف من الشهداء أغلبهم أطفال وسيدات ومسنون، تعتمد إسرائيل على سياسة لى ذراع الحقيقة، والتضليل والتدليس، وإطلاق أكاذيب هنا وهناك من أجل التنصل من المسئولية لتبرير جرائمها، وكعادتها تحاول أن تلصق التهم جزافا على دول أخرى قدمت الغالى والنفيس من أجل أن يعم السلام فى المنطقة، فى وقت فضحت فيه القاهرة - فى كل مرة - تلك الأساليب الإسرائيلية الرخيصة، كاشفة عن سياسة تل أبيب فى قلب الحقيقة وتزييف الوعى الدولي.
مجازر وجرائم إبادة جماعية، قتل وتشريد وتهجير ونزوح استهداف للمستشفيات والمدارس ومخيمات الإيواء، الهجوم على محطات المياه والوقود وشبكات الكهرباء، استهداف طواقم الإغاثة والعاملين بمنظمات بالأمم المتحدة، كلها انتهاكات رصدتها عدسات الكاميرات، التقارير التليفزيونية، أقلام الصحفيين، مشاهد هنا وهناك لن تمح من الذاكرة على مر التاريخ، لكن إسرائيل «تكذب وتكذب حتى تصدق نفسها»، متغاضية عن تلك السياسات والأفعال التى تدخل ضمن جرائم الحرب ضد الإنسانية، وتصر على تعمد نشر الأكاذيب والشائعات حول الأوضاع فى غزة بل تحارب من أجل أن يصدق العالم رواياتها غير الحقيقية.
تاريخ إسرائيل فى إطلاق الأكاذيب ولى عنق الحقائق طويل جدا، فلم يكن حديث ولادة حربها الوحشية الراهنة فى غزة، بل، ومنذ نشأة الكيان وهى وتختلق المزاعم والادعاءات الواهية، تارة لإثارة تعاطف الآخرين، وتارة أخرى لتفادى المسئولية عن ارتكاب أى أعمال وحشية نفذتها ضد الفلسطينيين، والأصل أنها بدأت فى اختلاق الشائعات منذ عام 1948، عندما روجت أكذوبة «فلسطين أرض بلا شعب لشعب بلا أرض»، فى محاولة منها لتأسيس مزاعم واهية ترددها منذ ذلك الوقت بأن فلسطين ملك للشعب اليهودى، على الرغم من أن هذا الكيان الإسرائيلى لم يكن موجودا على هذه الأرض قبل القرن الـ19، بل زرعت بذرته الشيطانية من جانب الدول الأوروبية فى الأراضى الفلسطينية للتخلص من التطرف اليهودى، حيث تدفقت الهجرة اليهودية من القارة العجوز إلى فلسطين منذ بداية القرن قبل الماضى، الأمر الذى يكشف أن إنشاء إسرائيل بنى أصلا على أكذوبة.
تاريخ طويل من الكذب الإسرائيلى، اخترنا منه أخطر 10 أكاذيب إسرائيلية خلال الشهرين الماضيين فقط.
الكذبة الأولى: مصر مسئولة عن الأزمة الإنسانية فى غزة!
منذ بداية تلك العدوان وتتفنن إسرائيل فى إطلاق حملات من الأكاذيب والتشويه، مرة عبر إعلامها العبرى أو إعلام الدول الحليفة، ومرة أخرى عبر مسئوليها وقادة حكومتها، فبدأت فى يناير الماضى فى اختلاق شائعات حول الدور المصرى فى غزة، ورغم ما تقدمه القاهرة من مجهودات كبيرة للحد من الأزمة الإنسانية المتفاقمة فى القطاع بفعل فاعل، جراء انتهاكات آلة البطش الإسرائيلية إلا أن القاهرة طالتها نيران الأكاذيب الإسرائيلية، وتعمدت تل أبيب تشويه موقف القاهرة أمام محكمة العدل الدولية، حيث ادعت عبر طاقم دفاعها فى لاهاى أن إسرائيل ليست مسئولة عن إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وأن عبور المساعدات مسئولية مصر الجارة التى تدخل من خلالها المساعدات الإغاثية، وهو الاتهام الباطل الذى نفته القاهرة جملة وتفصيلا.
رئيس الهيئة العامة للاستعلامات ضياء رشوان، رد على هذه المزاعم الإسرائيلية، مؤكدا أن المسئولين الإسرائيليين، وعلى رأسهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزيرا الجيش والطاقة فى حكومته، أكدوا أكثر من مرة أنهم لن يسمحوا بدخول المساعدات إلى قطاع غزة، خاصة الوقود، مع تأكيدهم أن هذا يعد جزءا من الحرب التى تشنها إسرائيل على القطاع، مشيرا أن كبار مسئولى العالم الذين زاروا معبر رفح، تأكدوا من إغلاقه من الجانب الإسرائيلى، وعلى رأس هؤلاء الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش.
الكذبة الثانية: الأسلحة تصل إلى حماس عبر الأنفاق
كذبة أخرى ربما تكون أكثر الأكاذيب سخرية وهى تهريب الأسلحة لحركة حماس عبر معبر رفح الدولى، وخرجت تلك الكذبة من وزير المالية الإسرائيلى، اليمينى المتطرف، بتسلئيل سموتريتش بعد أن زعم أن «إمدادات حركة حماس بالذخيرة تمر بشكل كبير عبر مصر، قائلا إن القاهرة تتحمل مسئولية كبيرة عما حدث يوم السابع من أكتوبر، وحينها رد رئيس الهيئة العامة للاستعلامات ضياء رشوان على تلك الأكاذيب، وقال إن «استمرار تحرش أعضاء حكومة اليمين الإسرائيلية بمصر فى تصريحاتهم يأتى ضمن مسلسل الهروب الذى لا يتوقف منذ 7 أكتوبر الماضى»، مشيرا إلى أن إسرائيل تحاول الهروب للأمام عبر اتهامات لمصر، مؤكدا أن التصريحات الإسرائيلية، كانت فى إطار محاولة تبرير احتلال إسرائيل لمعبر فيلادلفيا قرب الحدود المصرية.
وحول موقف القاهرة من الأنفاق، استعرض رشوان الجهود التى قدمتها القاهرة منذ سنوات فقط للقضاء على كل ما يمس الأمن القومى المصرى مؤكدا تدمير أكثر من 1500 نفق، وتقوية الجدار الحدودى مع القطاع الممتد 14 كيلومترا، مشيرا إلى أن كل دول العالم تعرف حجم الجهود التى قامت بها مصر فى آخر 10 سنوات، لتحقيق الأمن والاستقرار فى سيناء وتعزيز الأمن على الحدود بين رفح المصرية وقطاع غزة، مضيفا: «مصر لديها السيادة الكاملة على أرضها، وتحكم السيطرة بشكل تام على كامل حدودها الشمالية الشرقية مع غزة أو إسرائيل».
الكذبة الثالثة: الفلسطينيون وضعوا الأطفال فى الأفران وأشعلوها وهم بداخلها
تضمنت الأكاذيب الإسرائيلية أيضا على مر الشهور الماضية اختلاق روايات وهمية حول هجوم الفصائل الفلسطينية على المستوطنات الإسرائيلية، وهو ما كشف كذبه بعد أيام من واقع ما رصدته الصحف العالمية وعلى لسان الإسرائيليين أنفسهم، فبعد 3 أيام من هجوم حركة حماس، خرج جيش الاحتلال الإسرائيلى ليروج إلى رواية مفادها أن «40 طفلا اسرائيليا قتِلوا مقطوعى الرأس»، وقال أحد الضباط الإسرائيليين للصحفيين الذى اصطحبهم جيش الاحتلال فى جولة فى أعقاب الهجوم إن الأطفال تم تعليقهم على حبل الغسيل، كما زعم أن الفصائل الفلسطينية وضعت الأطفال فى الأفران وأشعلوا الأفران وهما بداخلها».
لكن اكتشف بعد ذلك أنها كلها افتراءات وأكاذيب وروايات مختلقة من جانب جيش الاحتلال الإسرائيلى وقادة الحكومة اليمنية المتطرفة، فصحيفة لوموند الفرنسية وبعض الصحف الإسرائيلية، نشرت تقارير كذبت فيه ادعاءات نتنياهو عن قطع رؤوس الأطفال، مشيرة إلى أن قادة إسرائيل اعتمدوا فى خطاباتهم على مبالغات ليس لها أساس من الصحة.
صحيفة لوموند أكدت أن إحدى المنظمات اليهودية المتطرفة كانت وراء نشر الشائعة، فى محاولة للاستفادة من «المأساة» لجذب التبرعات، ورغم أن الرئيس الأمريكى جو بايدن شارك فى نشر تلك الأكاذيب ووقع فى فخ الترويج لرواية مختلقة، لكن اضطر البيت الأبيض إلى توضيح أن بايدن قرأ القصص فى التقارير الإخبارية ولم يرى بنفسه أى صور أو لقطات، وما يؤكد غياب أى دليل على صحة هذه المزاعم هو اعتذار مراسلة «سى إن إن» عن نشر تلك الرواية، بعد أن بدأ رواد مواقع التواصل الاجتماعى فضح تلك الصور وكشف تركيبها عبر الذكاء الاصطناعى.
الكذبة الرابعة: وكالة الاونروا تتعاون مع حماس
استخدام الذكاء الاصطناعى فى نشر الأكاذيب كانت محاولة إسرائيلية لاستغلال كل أدواتها من أجل الانتصار فى الحرب الإعلامية التى لا تقل أهمية عن الحرب العسكرية، فيما بدا واضحا أن استخدامها لتلك الأدوات فى نشر أكاذيبها لاستهداف المنظمات الأممية هو هدف رئيسى أيضا لزيادة الضغط على الأزمة الإنسانية فى قطاع غزة، حيث زعمت أن عناصر عاملة بوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) شاركوا فى هجمات ٧ أكتوبر.
وزعم مسئول إسرائيلى أن «المؤسسة ككل هى ملاذ لأيديولوجية حماس، الأمر الذى دفع عدة دول غربية بتعليق المساعدات للأونروا رغم أن تل أبيب لم تقدم أى أدلة لدعم ادعاءاتها.
لكن سرعان ما كشف كذب الادعاءات الإسرائيلية حول مشاركة أعضاء فى الأونروا بهجمات 7 أكتوبر، حيث وصفتها صحيفة الجارديان البريطانية أنها «كانت كذبة بالغة الأهمية لدرجة أنها ساعدت فى إرساء الأساس لمجاعة مدمرة ومستمرة من صنع الإنسان داخل قطاع غزة».
وعادت الجارديان ونشرت فى مقال لأحد كتابها ووصفت الادعاءات الإسرائيلية بأنها كلها أكاذيب ملفقة، وقالت: «لقد كانوا جميعا مخطئين، كل ما كان ينشر كان كذبا ودعاية إسرائيلية، وهناك بعض من أعضاء الحزبين الجمهورى والديمقراطى كرروا بشكل أعمى مزاعم حكومة نتنياهو التى لا أساس لها من الصحة بشأن الأونروا».
الكذبة الخامسة: مستشفيات غزة تستخدم لأغراض عسكرية
كل هذه الأكاذيب فى كفة، وأن تحاول أن تلصق التهم بالمستشفيات بأنها تستخدم لأغراض عسكرية فى كفة أخرى، فادعاءات إسرائيل إن مستشفيات غزة هى مراكز قيادة لعمليات ضد إسرائيل أو أن تحتها أنفاق تختبئ فيها حركة حماس وتحتجز فيها الإسرائيليين، سمحت لتل أبيب بارتكاب أبشع الجرائم باستهداف هذه المستشفيات وقتل الآلاف من سكان غزة الذين لجأوا إليها.
أولى الأكاذيب التى أطلقت فى هذا الشأن هو ادعاء جيش الاحتلال الإسرائيلى أن مستشفى الشفاء هو القاعدة التى تشن الفصائل الفلسطينية عملياتها العسكرية منه، ورغم أن تل أبيب لم تقدم أى دليل يثبت صحة هذا الادعاء إلا أن قوات الاحتلال اقتحمت المستشفى، ودمرت كل ما واجهته فى الممرات والأقسام والغرف من أجهزة ومعدات طبية، وأطلقت النار على الطواقم الطبية، وقامت جرافات بتدمير الجزء الجنوبى من المجمع، لكنها لم تنجح فى تأكيد أى من ادعاءاتها، ونشر إسرائيليون مقطع فيديو لممرضة من المفترض أنها فى مستشفى الشفاء، قالت إن الفصائل الفلسطينية تحتجز النساء والأطفال كدروع بشرية وتسرق الطعام والوقود والأدوية من المستشفى، وبعد انتشار الفيديو على نطاق واسع، ثبت لاحقا أنه مفبرك، وأنه لممثلة إسرائيلية مكسيكية.
الكذبة السادسة: مصر تتراجع عن الانضمام لدعوى جنوب أفريقيا
لم تقف الأكاذيب الإسرائيلية عند هذا الحد، بل استمرت بهدف إفشال أى تحرك مصرى ساع لوقف إطلاق النار فى غزة لتخفيف المعاناة عن أهالى القطاع المحاصرين، فبعد أن اتخذت القاهرة خطوة نحو الانضمام إلى جنوب أفريقيا فى دعواها المرفوعة أمام محكمة العدل الدولية والتى تتهم إسرائيل بارتكاب جريمة إبادة جماعية خلال عدوانها على القطاع، حاولت تل أبيب عبر إعلامها التشكيك فى الإجراء المصرى عبر نقل بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية تقارير تؤكد تراجع القاهرة عن تلك الخطوة، الأمر الذى بدا أنه محاولة صهيونية لاستهداف أى جهود مصرية ضاغطة على تل أبيب والمجتمع الدولى من أجل وقف الحملة الإجرامية على غزة.
تلك الأكذوبة الإسرائيلية أيضا نفتها القاهرة فور ترددها على الوسائل الإعلام الإسرائيلية، حيث أكد مصدر رفيع المستوى، أنه لا صحة لما نشرته وسائل إعلام إسرائيلية بشأن تراجع مصر عن الانضمام لجنوب أفريقيا فى دعواها المرفوعة ضد إسرائيل بمحكمة العدل الدولية.
وكانت أعلنت مصر فى بيان صادر عن وزارة الخارجية قبل أسبوعين اعتزامها التدخل رسميا لدعم الدعوى التى رفعتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية للنظر فى انتهاكات إسرائيل لالتزاماتها بموجب اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها فى قطاع غزة، موضحة أن التقدم بإعلان التدخل فى الدعوى المشار إليها يأتى فى ظل تفاقم حدة ونطاق الاعتداءات الإسرائيلية ضد المدنيين الفلسطينيين فى قطاع غزة، والإمعان فى اقتراف ممارسات ممنهجة ضد أبناء الشعب الفلسطينى من استهداف مباشر للمدنيين وتدمير البنية التحتية فى القطاع، ودفع الفلسطينيين للنزوح والتهجير خارج أرضهم، مما أدى إلى خلق أزمة إنسانية غير مسبوقة أدت إلى خلق ظروف غير قابلة للحياة فى قطاع غزة، فى إنتهاك صارخ لأحكام القانون الدولى والقانون الدولى الإنسانى، واتفاقية چنيف الرابعة لعام ١٩٤٩ بشأن حماية الأشخاص المدنيين فى وقت الحرب.
الكذبة السابعة: القاهرة وافقت على اجتياح رفح
من ضمن الادعاءات الأخرى لتشويه موقف مصر من غزة، هو ما زعمته هيئة البث الإسرائيلية أن «مسئولين مصريين أبلغوا الطرف الإسرائيلى عدم معارضة القاهرة التوغل العسكرى فى رفح بشرط تجنيب سقوط ضحايا من المدنيين الفلسطينيين»، وهو ما نفته مصر جملة وتفصيلا.
ونفى ضياء رشوان نفيا قاطعا ما تم نشره بإحدى الصحف الأمريكية الكبرى، بادعاء أن مصر قد تداولت مع الجانب الإسرائيلى حول خططه للاجتياح المزمع لرفح، وأكد رشوان حينها الموقف المصرى الثابت والمعلن عدة مرات من القيادة السياسية، بالرفض التام لهذا الاجتياح الذى سيؤدى إلى مذابح وخسائر بشرية فادحة وتدمير واسع، تضاف إلى ما عانى منه الشعب الفلسطينى الشقيق فى قطاع غزة خلال 200 يوم من العدوان الإسرائيلى الدموى، كما أوضح أن تحذيرات مصر المتكررة قد وصلت - من كل القنوات - للجانب الإسرائيلى، منذ طرحه فكرة تنفيذ عملية عسكرية فى رفح، بسبب هذه الخسائر المتوقعة، فضلا عما سيتبعها من تداعيات شديدة السلبية على استقرار المنطقة كلها.
الكذبة الثامنة: القاهرة مسئولة عن إفشال مفاوضات الهدنة
كانت آخر تلك الادعاءات حول الدور المصرى فى ملف غزة، هو ما نشره موقع «سى إن إن» الصادر باللغة العربية حول «إجراء مفاجئ» أجرته مصر على ورقة المفاوضات الخاصة بوقف إطلاق النار فى القطاع المحاصر من جانب الاحتلال الإسرائيلى، حيث ادعى الموقع دون أن يكشف عن مصادر هذه الادعاءات و«فى الأغلب إسرائيلية» أن القاهرة أرسلت ورقة للفصائل الفلسطينية مختلفة فى بعض بنودها عن ما أرسلته لإٍسرائيل، ولكن بنظرة بسيطة عن ما نشر سنلاحظ أنه ادعاء ليس له أساس من الصحة، ويبعث بإشارة واضحة أنه محاولة للنيل من الدور المصرى وتحميل مصر مسئولية الفشل، ليس إلا فى حين يبدو واضحا أن وراءه محاولات إسرائيلية للتهرب من مسئولية ما يحدث فى غزة منذ السابع من أكتوبر الماضى، كما أنه من الواضح أن هذه الأكاذيب المثيرة للسخرية هى محاولة يائسة من البعض للتهرب من التزاماته وإلقاء تبعات الهجمات والمجازر المرتكبة على الطرف الذى تحمل أكبر عبء فى هذه الأزمة وهو مصر.
وما يعكس عدم صحة ودقة مثل هذه الادعاءات التى أطلقت فى السابق وتطلقها أسرائيل، أن الدولة المصرية كانت دوما تنسق فى كل تحركاتها ومقترحاتها مع كل الأطراف المعنية وكان هذا هو المبدأ الذى حكم تحرك مصر منذ البداية ولم تكن لمصر أى تحرك منفرد، بل دائما ما كانت تحركات القاهرة فى إطار أشمل مطلعة كل الأطراف على أى تطورات أو مقترحات أولا بأول، فالقاهرة هى أول من اقترحت رؤية متكاملة لحل أزمة غزة وكانت هى أساس المفاوضات التى تمت فى باريس والدوحة وتل أبيب والقاهرة، ولا يمكن لمصر أن تغير ولو حرفا واحدا دون التشاور مع كل الأطراف وبموافقتهم.
الكذبة التاسعة: الفصائل الفلسطينية ارتكبت عنفا جنسيا ضد المستوطنين
الفبركة الإسرائيلية وصلت إلى حد نشر معلومات مغلوطة حول ارتكاب الفصائل الفلسطينية اعتداءات على الإسرائيليات أثناء هجومهم فى السابع من أكتوبر، وهو ما كذبته وكالة «أسوشيتد برس» الأسبوع الماضى، حيث نشرت تقرير مفصلا يدحض ادعاءات إسرائيلية بارتكاب «عنف جنسى» خلال هجمات حماس على 3 مستوطنات فى غلاف غزة.
تحت عنوان «كيف أدت روايتان مفضوحتان عن عنف جنسى مزعوم فى 7 أكتوبر إلى تأجيج نزاع عالمى بشأن الحرب بين إسرائيل وحماس»، قالت الوكالة الدولية فى تقريرها «اتضح أن رواية المستوطن حاييم أوتمازجين عن عنف جنسى فى 7 أكتوبر ملفقة عمدا»، كما نقلت عن أوتمازجين المتطوع فى مؤسسة «زاكا» الإسرائيلية للإنقاذ اعترافه بـ«فبركة» روايته حول عنف جنسى تخلل هجوم 7 أكتوبر.
الكذبة العاشرة: مصر أغلقت معبر رفح
خير شاهد على سياسة إسرائيل أيضا البائسة فى لى عنق وذراع الحقائق ونشر الأكاذيب، هو مطالب وزير الخارجية الإسرائيلى يسرائيل كاتس بفتح معبر رفح وتحميل مصر المسئولية عن الأزمة الإنسانية فى قطاع غزة، ومحاولته الزج باسم مصر على أنها مسئولة عما وصلت إليه الأوضاع الإنسانية غير الطبيعية فى القطاع، رغم أن ما يحدث هو نتاج مباشر للاعتداءات الإسرائيلية العشوائية ضد الفلسطينيين لنحو 7 أشهر وأكثر، ونتيجة طبيعية للسيطرة الإسرائيلية على الجانب الفلسطينى من معبر رفح.
واستنكر وزير الخارجية سامح شكرى «محاولات إسرائيل اليائسة» التنصل من مسئولية الوضع الإنسانى فى قطاع غزة، معتبرا أن الاعتداءات الإسرائيلية خلال الشهور الماضية على قطاع غزة، هى السبب الرئيسى والمباشر للأزمة الإنسانية فى القطاع، واستنكر تصريحات كاتس و«محاولات الجانب الإسرائيلى اليائسة تحميل مصر المسئولية عن الأزمة الإنسانية».