عام الشراكة المصرية الصينية.. تنظيم فعاليات دبلوماسية واقتصادية وثقافية بين البلدين.. والتوقيع على خطة تطوير مبادرة الحزام والطريق والتعاون فى تكنولوجيا الاتصالات

السبت، 01 يونيو 2024 09:00 م
عام الشراكة المصرية الصينية.. تنظيم فعاليات دبلوماسية واقتصادية وثقافية بين البلدين.. والتوقيع على خطة تطوير مبادرة الحزام والطريق والتعاون فى تكنولوجيا الاتصالات
طلال رسلان

- تنظيم فعاليات دبلوماسية واقتصادية وثقافية بين البلدين.. والتوقيع على خطة تطوير مبادرة الحزام والطريق والتعاون فى تكنولوجيا الاتصالات

- الرئيسان السيسى وشى جين بينغ يحذران من خطورة العمليات الإسرائيلية فى رفح الفلسطينية ويتفقان على رفض التهجير

قمة مصرية صينية، شهدتها العاصمة بكين، الأربعاء الماضى، بين الرئيس عبدالفتاح السيسى، والرئيس الصينى «شى جين بينغ»، فى إطار زيارة الدولة التى يقوم بها الرئيس السيسى للصين، أثمرت عن إصدار بيان مشترك يفصل مجالات التعاون والتنسيق خلال المرحلة المقبلة، بما فى ذلك الإعلان عن عام «الشراكة المصرية الصينية»، الذى سيشهد العديد من فعاليات التعاون الدبلوماسية والاقتصادية والثقافية بين البلدين، فضلا عن التوقيع على عدد من اتفاقيات التعاون، من بينها خطة التطوير المشترك لمبادرة الحزام والطريق، وتعزيز التعاون فى مجال الابتكار التكنولوجى وتكنولوجيا الاتصالات، وعدد من مجالات التعاون الأخرى.

وشهدت قاعة الشعب الكبرى فى بكين الأربعاء الماضى، مراسم الاستقبال الرسمية للرئيس السيسى، وتلى ذلك عقد محادثات معمقة بين الرئيسين، تناولت كيفية تعزيز العلاقات الثنائية تزامنا مع الذكرى العاشرة لترفيع العلاقات بين مصر والصين إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة.

وأكد المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، أن المباحثات تناولت رؤى البلدين بالنسبة للتطورات الدولية والإقليمية، حيث شدد الرئيس السيسى على ضرورة وقف الحرب فى غزة، مؤكدا الخطورة البالغة للعمليات العسكرية الإسرائيلية فى رفح الفلسطينية، على الأصعدة الإنسانية والأمنية والسياسية، وما تسفر عنه من مآسٍ إنسانية وسقوط ضحايا، وآخرها القصف المتعمد لمخيم للنازحين الذى نتجت عنه كارثة إنسانية مفجعة.

وأشاد الرئيس الصينى بدور مصر المحورى وجهودها الدؤوبة للتهدئة وإنفاذ المساعدات الإنسانية، واتفق الرئيسان على ضرورة وقف إطلاق النار فورا، ورفض التهجير القسرى للفلسطينيين خارج أراضيهم، مؤكدين أن تطبيق حل الدولتين، هو الضامن الرئيس لاستعادة الاستقرار وإرساء السلم والأمن الإقليميين.

وفى أعقاب القمة، صدر بيان مشترك بشأن تعميق علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة، أشار إلى إشادة كل من الرئيسين بالتطور الملحوظ فى علاقات البلدين فى جميع المجالات، التى شهدت طفرة كبيرة فى السنوات الأخيرة فى أعقاب تدشين علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة بينهما فى عام 2014، وأكدا أهمية استثمار الذكرى العاشرة لتدشين الشراكة الاستراتيجية الشاملة لترفيع والارتقاء بمستوى العلاقات الثنائية لآفاق أرحب من خلال العمل على زيادة، وتكثيف الزيارات المتبادلة رفيعة المستوى بين الحكومتين والأجهزة التشريعية والحكومات المحلية للبلدين، وبما يدعم مصالح البلدين، ويلبى تطلعات وطموحات شعبيهما الصديقين، ويرتقى بمستوى العلاقات بين البلدين نحو هدف بناء مجتمع المستقبل المشترك فى العصر الجديد، ويدفع علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة القائمة بين البلدين إلى مستويات جديدة.

وأعرب الرئيسان عن ارتياحهما للنتائج المثمرة للشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين، والتى أسهمت فى تعزيز التنمية والازدهار فى البلدين، حيث شاركت الصين فى العديد من المشروعات الاقتصادية الكبرى فى مصر، لاسيما فى مجالات البنية التحتية والنقل والسكك الحديدية وبناء السفن والإنشاءات والاستثمارات وعلوم الفضاء، بما فى ذلك المشاركة فى بناء حى المال والأعمال بالعاصمة الإدارية الجديدة، وتدشين القطار الكهربائى للعاشر من رمضان، والاستثمارات الصينية بالمنطقة الصناعية تيدا المصرية- الصينية بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وإطلاق القمر الصناعى المصرى مصر سات-2، فضلا عن تعزيز التعاون المالى، وتمديد الاتفاقية بشأن مبادلة العملات المحلية، ونجاح مصر فى إصدار سندات الباندا فى الصين، وزيادة التنسيق فى المحافل الاقتصادية الدولية بما فى ذلك انضمام مصر للبنك الآسيوى للاستثمار فى البنية التحتية، واستضافتها للاجتماع السنوى للبنك فى عام 2023، وكذلك الانضمام لبنك التنمية الجديد رسميا فى عام 2023، والانضمام لعضوية تجمع البريكس فى عام 2024.

وأعلن الرئيسان «عبدالفتاح السيسى» و«شى جين بينغ» عن تدشين «عام الشراكة المصرية- الصينية»، والذى سيشهد العديد من الفعاليات الدبلوماسية والاقتصادية والتجارية والاستثمارية والثقافية والسياحية بهدف دفع وتطوير العلاقات الثنائية فى جمع المجالات، كما ثمن الرئيسان توقيع البلدين على البرنامج التنفيذى للشراكة الاستراتيجية الشاملة للأعوام الخمسة المقبلة (2024-2028) فى يناير 2024، والذى يُمثل خارطة طريق لتطوير العلاقات الثنائية والارتقاء بها إلى مستوى أعلى تأسيسا على ما تحقق من إنجازات ملموسة خلال السنوات الماضية، واتفاق البلدين على دفع جهود توطين الصناعة، ونقل التكنولوجيا باعتبارها أولوية للتعاون المصرى- الصينى خلال الأعوام المقبلة، ومن ثم أهمية العمل على توسيع الاستثمارات الصينية الصناعية فى مصر بما فى ذلك مجال تصنيع السيارات الكهربائية والأجهزة الإلكترونية، وإنتاج الألواح الشمسية والصناعات الكيماوية ومواد البناء، بالإضافة إلى التكنولوجيا الزراعية الحديثة وغيرها، والعمل على تحقيق مزيد من التوازن فى حجم التبادل التجارى بما فى ذلك السماح بدخول المزيد من المنتجات المصرية عالية الجودة إلى السوق الصينية، وتسهيل دخول مدخلات الإنتاج من الصين، لتصنيع المنتج النهائى فى مصر، وبحث سبل تسوية المعاملات التجارية بالعملات المحلية للبلدين، فضلا عن تعزيز التدفقات السياحية الصينية إلى مصر، وتشجيع الاستثمارات الصينية المباشرة فى مجال إنشاء وإدارة الفنادق، وكذلك تعزيز التعاون فى المجال الإعلامى والثفافى والعلمى والذكاء الاصطناعى والأكاديمى.

ووجه الرئيسان بقيام الجهات المعنية فى البلدين بعقد مباحثات فنية، لتنفيذ تفاهمات قادة البلدين حول سبل دفع وتعزيز العلاقات الثنائية بينهما، بما فى ذلك العمل على عقد اللجنة الحكومية المشتركة فى أقرب فرصة ممكنة، وثمن الجانبان الدعم المتبادل لكل طرف للقضايا الأساسية للطرف الآخر، حيث ساندت مصر والصين بعضهما البعض للدفاع عن المبادىء المشتركة والمصالح الجوهرية، ووقفا جنبا إلى جنب أمام التحديات العالمية المتعددة، وعلى رأسها وباء فيروس كورونا، وتداعياته السلبية على الدول النامية.

وشدد الرئيسان على ضرورة التزام البلدين بدعم المصالح الحيوية بثبات ومراعاة الشواغل الخاصة لكل منهما، وتبادل دعم الجهود لمكافحة الإرهاب، حيث أكد الجانب الصينى على مواصلة دعمه لحق مصر المشروع فى الحفاظ على سيادتها الوطنية ووحدتها الإقليمية، ورفض التدخل الخارجى فى شئونها الداخلية تحت أى مسميات، ودعم حقوقها المشروعة فى الحفاظ على أمنها واستقرارها فى مواجهة التحديات، فضلا عن حقها المشروع فى حماية أمنها المائى والغذائى، ومصالحها التنموية، وأكد الجانب المصرى على مواصلة الالتزام الثابت بمبدأ الصين الواحدة، وأن تايوان جزء لا يتجزأ من الصين، ودعم موقف الجانب الصينى من القضايا التى تتعلق بسيادة الصين ووحدة أراضيها، ودعم تحقيق إعادة توحيد الصين، ورفض التدخل الخارجى فى الشئون الصينية الداخلية.

وأكد الرئيسان على أهمية تحقيق التكامل بين رؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة مع مبادرة الحزام والطريق والعمل المشترك على ضمان تقدم مشاريع التعاون المعنية بين البلدين بشكل آمن وسلس، ويثمن الجانب المصرى فى هذا الإطار «مبادرة التنمية العالمية»، التى أطلقها الرئيس «شى جين بينغ» باعتبارها إحدى المبادرات العالمية، التى تسهم فى الإسراع بتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وفقا لأجندة 2030 للأمم المتحدة، والتى ستواصل مصر المشاركة بنشاط فى التعاون بجميع المجالات فى إطارها، وتثمن مصر «مبادرة الأمن العالمى» التى طرحها الجانب الصينى، مستعدة لتعزيز التواصل والبحث فى التعاون مع الجانب الصينى حول سبل الحفاظ على السلام والأمن العالميين وتعزيزهما، كما تقدر مصر «مبادرة الحضارة العالمية»، لاسيما أن مصر تشارك الصين ذات المبادىء القائمة على احترام الثقافات والحضارات الإنسانية على أساس من المساواة، وأن مصر والصين حضارتان عريقتان، تضربان بجذورهما فى أعماق التاريخ، وكانت لهما إسهامات كبيرة فى التاريخ الإنسانى، وتدعم مصر فى هذا الصدد الاقتراح الصينى بإقامة يوم عالمى للحوار بين الحضارات فى يونيو من كل عام. كما ثمن الجانب الصينى مبادرة «حياة كريمة» باعتبارها إحدى المبادرات التنموية المهمة الهادفة إلى الارتقاء بالبنية الأساسية، ورفع مستوى معيشة المواطنين فى الريف المصرى، وأكد على دعمه لهذه المبادرة وجميع الجهود المصرية التنموية.

وثمن الرئيسان التعاون المثمر بين مصر والصين فى إطار منتدى التعاون العربى الصينى، ورحبا بمخرجات القمة العربية الصينية الأولى فى الرياض، وأهمية العمل المشترك من أجل تنفيذ مخرجاتها بما فى ذلك الأعمال الثمانية المشتركة للتعاون العملى بين الصين والدول العربية، التى طرحها الرئيس «شى جين بينغ»، كما أعرب الجانب الصينى عن الترحيب بطلب مصر لاستضافة قمة عربية صينية، وأعرب الجانب المصرى فى هذا الإطار عن التطلع لنجاح انعقاد الاجتماع الوزارى العاشر لمنتدى التعاون العربى الصينى.

واتفق الرئيسان على أهمية التمسك بمبادىء ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة، ورفض المعايير المزدوجة والممارسات الأحادية، وأهمية العمل على إصلاح المؤسسات الدولية، لتكون أكثر عدالة وتمثيلا للدول النامية، وأكثر فاعلية فى الاستجابة للتحديات التى تواجه العالم. كما أكدا على ضرورة تضافر جهود المجتمع الدولى من أجل العمل على معالجة القضايا الساخنة والجوهرية، التى تهدد أمن واستقرار العالم، وتحقيق التعافى الاقتصادى ومعالجة قضايا الأمن الغذائى، وندرة المياه، وتغير المناخ، ومكافحة التصحر، وضرورة التزام جميع الدول بمسئولياتها فى هذا الصدد. كما أكدا على أن مصر والصين ستواصلان العمل سويا لمواجهة تلك التحديات الدولية وتعزيز التعاون والتنسيق المشترك بينهما فى المحافل الإقليمية والدولية بما فى ذلك تجمع البريكس ومنظمة شنغهاى للتعاون، والعمل على تعزيز دور الأسواق البازغة والدول النامية فى النظام الدولى.

وخلال تواجده فى بكين، التقى الرئيس السيسى، مع «تشاو له جى» رئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطنى لنواب الشعب الصينى، حيث شهد اللقاء تأكيد الزخم الكبير الذى تشهده العلاقات المصرية الصينية فى مجملها، والذى انعكس فى تفاهمات مشتركة تبلورت فى صورة مشروعات وبرامج تعاون مهمة بين البلدين، كما ثمن الجانبان العلاقات المتميزة بين برلمانى البلدين، والتى انعكست فى تشكيل مجموعة الصداقة البرلمانية المصرية الصينية.

زيارة الرئيس السيسى إلى العاصمة الصينية بكين، جاءت تلبية لدعوة الرئيس الصينى للقيام بزيارة جمهورية الصين الشعبية، حيث أجرى الرئيس السيسى عددا من اللقاءات مع كبار قيادات الدولة الصينية، مثل رئيسى مجلس الدولة، والنواب الصينيين، لمناقشة سبل تعزيز التعاون المشترك بين البلدين فى جميع المجالات، كما التقى رؤساء عدد من كبرى الشركات الصينية العاملة فى مجالات متعددة، لمناقشة فرص جذب مزيد من الاستثمارات إلى مصر، فى ضوء توجه الدولة لتعزيز آليات توطين الصناعة ونقل التكنولوجيا، من خلال التعاون مع القطاع الخاص والاستثمار الأجنبى المباشر.

وشارك الرئيس السيسى إلى جانب الرئيس الصينى وزعماء كل من البحرين والإمارات وتونس وأمين عام جامعة الدول العربية، فى الجلسة الافتتاحية للاجتماع الوزارى العاشر لمنتدى التعاون العربى الصينى، لمناقشة مختلف أوجه العلاقات العربية الصينية وسبل تعزيزها، حيث يضم المنتدى الصين و22 عضوا فى الجامعة العربية، ويهدف إلى تعزيز الحوار والتعاون وتدعيم السلام والتنمية، وقد تم تبنى إقامة 19 آلية تعاون فى إطار المنتدى تشمل كلا من: الاجتماع الوزارى، اجتماع كبار المسئولين، الحوار السياسى الاستراتيجى على مستوى كبار المسئولين، ندوة العلاقات الصينية العربية، الحوار بين الحضارتين الصينية والعربية، المنتدى الصينى العربى للإصلاح والتنمية، مؤتمر رجال الأعمال الصينيين والعرب وندوة الاستثمارات، مؤتمر التعاون الصينى العربى فى مجال الطاقة، مهرجان الفنون العربية، مهرجان الفنون الصينية، ندوة التعاون الصينى العربى فى مجال الإعلام، مؤتمر الصداقة الصينية العربية، ملتقى المدن الصينية العربية، منتدى التعاون الصينى العربى لنظام «بيدو»، منتدى المرأة الصينية العربية، منتدى التعاون الصينى العربى فى مجال الصحة، ملتقى التعاون الصينى العربى فى مجالات الإذاعة والتلفزيون واجتماع الخبراء الصينيين والعرب فى مجال المكتبات والمعلومات ومؤتمر التعاون الصينى العربى لنقل التكنولوجيا والإبداع.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق