أين ذهب خالد؟

الثلاثاء، 28 مايو 2024 12:29 م
أين ذهب خالد؟
أمل أمين

كالعادة اشترى ابو خالد الهدايا والبالونات لطفله الصغير بمناسبة عيد ميلاده الرابع.
 
كان الطفل قد بدأ ينطق ويتكلم لكنه لا يضحك إلا عندما تلاعبه أمه أو أحد الأقارب. فرح خالد كثيرا بالبالونات ووضعها في سقف غرفته، لكن للأسف عندما قامت والدته بتشغيل المروحة تسببت في أن تنفجر واحدثت دويا كبيرا، وأخذ خالد يبكي بحرارة وبلا توقف وعندما حاولت أمه ايقاظه في اليوم التالي كان نائما وثقيل اللسان، ومع الوقت ازدادت حالة خالد سوء وبدأ ينعزل عن العالم ويقل كلامه، وإذا حاول أحد إخراجه من عالمه الخاص يصرخ.
 
وعندما أخذاه والديه للطبيب عرفا أن ابنهما مصاب بالتوحد، وهو مرض يصاب به حوالي 1-2 من كل 1000 شخص في جميع أنحاء العالم، وهو يحدث بمعدل أربعة إلى خمسة أضعاف في الذكور عنه في الإناث. وللتوحد ثلاث مستويات منه القوي ومنه الضعيف وله تأثير مباشر على قدرات التواصل الاجتماعي للطفل، وأحيانا قد يصل التوحد إلى درجة الإعاقة الكاملة فلا يستطيع الحركة ويظهر كالمشلول، كما أن بعض المصابين بالتوحد عباقرة ولهم قدرات فائقة على الحساب والإبداع فنيا.
 
وافضل علاج لمرض التوحد هو التركيز على الايجابيات حيث يستجيب مصاب التوحد للتعزيز الإيجابي، مثل المكافئات وتقديم الهدايا عند قيامه بفعل جيد ويساعد مدح الطفل على زيادة شعوره بالرضا.
 
أيضا يفضل مرضى التوحد الروتين وعدم التغيير؛ لذا يفضل الالتزام بروتين محدد ليسهل على الطفل تطبيق ما تعلمه، كما تساعد مشاركة الأنشطة واللعب مع الطفل في تحسين مهارات التواصل.
 
ويساهم منح الطفل الوقت اللازم للاستجابة في تحسين قدراته، وقد يحتاج الطفل تجربة عدة طرق علاجية لاكتشاف الطريقة المناسبة له؛ لذا ينبغي على الأهل التحلي بالصبر وعدم الاستسلام إذا لم يستجب الطفل لأسلوب علاجي معين.
 
كما يساهم اصطحاب الطفل المصاب بالتوحد عند الخروج من المنزل أثناء القيام بالمهام اليومية، مثل التسوق في اندماج الطفل مع العالم الخارجي وتحسن حالته.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق